كيف يتحقق المطلوب من صلاة الاستخارة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يولي اهتمامًا كبيرًا بتعليم صحابته كيفية أداء صلاة الاستخارة، تمامًا كما كان يهتم بتعليمهم سور القرآن ومعانايها. وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينبغي للإنسان أن يصلي ركعتين من غير الصلاة الفرض، ثم بعد السلام يدعو الله أن يوضح له الأمر الذي فيه خير له، سواء كانت أمورًا كبيرة أو صغيرة.
فإن الله هو العالم الوحيد بكل تفاصيل الأمور وجوانبها، ولا يعلم ذلك إلا الله وحده، ولا يمكن لأحد غيره أن يعلم ذلك. ولذلك، يجب على الإنسان أن يسأل الله أن يمنحه القدرة على اتخاذ القرار الصائب وأن يمنحه من فضله العظيم.
فالسر الاكبر الذي وعاه صحابة رسول الله هو أن في هذه الاستخارة تسليم بأمورهم كلها لله والتوكل عليه في كل شؤونهم وهو إقرار واعتراف بأن الله عز وجل فقط من بيده كل شيء يرجع الأمر كله إليه، فمن كان مع الله كان الله معه.[1]
عوامل الاستجابة لصلاة الاستخارة
- الخشوع: يجب ان يكون المصلي خاشعا لربه معترفا في قرارة نفسه أن الله هو علام الغيوب وما كان لشيء او يكون إلا بعلمه، ومن هذا المنطلق يسلم لربه أمره ويجعله في تدبير الله فلا يوجد تدبير خير من تدبير خالق السماوات والأرض.
- الرضى: يجب أن يدعو الإنسان ربه وهو راض بالمستقبل حتى وان كان في ظاهر الأمر مر فباطنه فيه الخير للمسلم، ولا يدعو وهو يريد هذا الشيء أو ذاك بل يدعو ويترك الأمر لتدبير الله. من المستحب قبل دعاء الاستخارة ان تحمد الله وتمجده وتصلي وتسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تدعو بدعاء الاستخارة:
اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويُسميه بعينه من زواجٍ أو سفرٍ أو غيرهما) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به.[1]
في الختام تأكد أخي المسلم ان كل أمرك خير وارضى بما كتب الله لك كما جاء في حديث رسول الله في صحيح مسلم:
عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً له.
فإن المؤمن لا يفقد الأمل في رحمة الله وفرجه، حتى وإن اضطربت الأمور وتعقدت الحالات. عندما يدرك المؤمن هذا الأمر، يسلم أمره إلى الله ويثق به ويعتمد عليه.[2]
يتخذ الأسباب المشروعة لتحقيق الخير وصد الضر، ويعتمد على الله في كل أمر. وعندما يواجه الحاجة، يلجأ إلى الله بصدق وتضرع وإخلاص، ويشاهد من لطفه ما لا يمكن تصوره.[2]
قد يهمك أيضا: