دعاء الحزين: أناجيك يا موجودا في كل مكان

الدعاء هو وسيلة قوية للتواصل مع الله، خاصة في أوقات الحزن والضيق. يحمل دعاء الحزين: “أناجيك يا موجودا في كل مكان” نداءً مؤثرًا يعبر عن الشعور بالأسى والرغبة في الرحمة والغفران. هذا الدعاء ينقل مشاعر العبد تجاه خالقه ويعكس حالة الإنسان عندما يكون في أشد لحظات الضعف والحاجة.

نص دعاء الحزين أناجيك يا موجودا في كل مكان

الدعاء يبدأ بالصلاة على النبي محمد وآل بيته الأطهار:

أُنَاجِيكُ يَا مَوْجُودًا فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدَائِي، فَقَدَ عَضَمْ جِرْمِي وَقَلَّ حَيَائِي، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ أَي اَلْأَهْوَالِ أَتَذَكَّرُ وَأَيُّهَا أَنْسَى، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا اَلْمَوْتُ لَكَفَى، كَيْفَ وَمَا بَعْدَ اَلْمَوْتِ أَعْظَمَ وَأَدْهَى.

مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، حَتَّى مَتَى وَإِلَّا مَتَى أَقُول لَكَ اَلْعُتْبِىْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ثُمَّ لَا تَجِدُ عِنْدِي صِدْقًا وَلَا وَفَاءً ، فَيَا غُوثَاَهْ ثُمَّ وَاغُوثَاَهْ بِكَ يَا اَللَّهُ مِنْ هَوًى قَدْ غَلَبَنِي وَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ اَسْتِكْلِبْ عَلِي، وَمِنْ دُنْيَا قَدْ تَزَيَّنَتْ لِي وَمِنْ نَفْسِ أَمَارَةٍ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ إِنَّ كُنْتَ رَحِمْتُ مِثْلِيٌّ فَارْحَمْنِي، وَإِنْ كُنْتُ قَبِلْتُ مِثْلِيٌّ فَاقْبَلْنِي ، يَا قَابِلُ اَلْمُذْنِبِينَ اِقْبَلْنِي، يَا مِنْ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّفُ مِنْهُ اَلْحُسْنَى يَا مِنْ يُغَذِّينِي بِالنِّعَمِ صَبَاحًا وَمَسَاءً

اِرْحَمْنِي يَوْم آتِيكُ فَرْدًا شَاخِصًا إِلَيْكَ بَصَرِيٌّ ، مُقَلِّدًا عَمَلِي، قَدْ تَبَرَّأَ جَمِيعُ اَلْخُلُقِ مُنِيَ، نَعِمَ وَأَبِي وَأُمِّي وَمَنْ كَانَ لَهُ كَدِّي وَسَعْيِي فَإِنَّ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمِنْ يَرْحَمُنِي، وَمِنْ يُؤْنِسُ فِي اَلْقَبْرِ وَحْشَتِي وَمِنْ يَنْطِقُ لِسَانِي إِذَا خَلَوْتُ بِعَمَلِي، وَسَأَلَتْنِي عَمَّا أَنْتَ أَعْلَم بِهِ مِنَى، فَإِنَّ قَلَّتْ نَعَمْ فَأَيْنَ اَلْمُهَرَّبُ مِنْ عَدْلِكَ وَإِنْ قَلَّتْ لَمْ أَفْعَلْ، قُلْتُ أَلَمٌ أُكِنُّ اَلشَّاهِدُ عَلَيْكَ ، فَعَفْوُكَ يَا مَوْلَايَ قَبْل سَرَابِيلِ اَلْقَطْرَانِ، عَفْوُكَ يَا مَوْلَايَ قَبْل جَهَنَّمَ وَالنِّيرَانِ، عَفْوُكَ عَفْوُكَ يَا مَوْلَايَ قَبْلَ أَنْ تَغُلَّ اَلْأَيْدِي إِلَى اَلْأَعْنَاقِ. يَا أَرْحَم اَلرَّاحِمِينَ وَخَيْرِ اَلْغَافِرِينَ وَصْلِيٌّ يَا رَبٌّ عَلَى خَيَّرَتْكَ مِنْ خُلُقِكَ مُحَمَّدْ وَعَلَى آلَ بَيْتُهُ اَلطَّيِّبِينَ اَلطَّاهِرِينَ.

تحليل الدعاء

  1. النداء والاستغاثة:

    يبدأ الدعاء بنداء الله، معترفًا بوجوده في كل مكان ومشيرًا إلى سماع ندائه. هذا يعكس الإيمان العميق بأن الله دائمًا حاضر ومستمع، مما يمنح الطمأنينة لقلب المؤمن في أوقات الشدة.

  2. الاعتراف بالذنب وطلب المغفرة:

    يعبر الدعاء عن الشعور بالذنب والتقصير أمام الله، مع الاعتراف بضعف الإنسان أمام الأهوال والمصاعب. يطلب العبد المغفرة والرحمة، مما يعكس التواضع والاعتراف بحاجة الإنسان المستمرة إلى رحمة الله.

  3. التوسل والتذلل:

    يتضمن الدعاء التوسل إلى الله والاعتراف بعدم الوفاء في الالتزام بالوعود. هذا يعكس الصراع الداخلي للإنسان بين الرغبة في التوبة والوقوع في المعاصي. يطلب العبد العون من الله للتغلب على الشهوات والأعداء والدنيا والنفس الأمارة بالسوء.

  4. التأمل في الآخرة
    يتناول الدعاء أيضًا الخوف من الموت وما بعده، حيث يطلب العبد الرحمة والمغفرة قبل مواجهة الحساب. يتأمل في الوحدة في القبر ويطلب من الله أن يرحمه في تلك اللحظات الصعبة.
  5. ختام الدعاء بالصلاة على النبي وآله
    يختتم الدعاء بالصلاة على النبي محمد وآله، مما يعزز الطابع الروحاني للدعاء ويؤكد على أهمية الشفاعة المحمدية في الإسلام.

الأثر الروحي للدعاء

دعاء الحزن يعتبر وسيلة لتقوية الإيمان والاتصال بالله في أوقات الشدة. يمنح الدعاء الطمأنينة والراحة النفسية للمؤمن، ويعزز الشعور بالتواضع والاعتراف بقدرة الله اللامحدودة على الرحمة والغفران.

في الختام، يعبر دعاء الحزن “أناجيك يا موجودا في كل مكان” عن أعمق مشاعر الإنسان في لحظات ضعفه وحاجته إلى رحمة الله. إنه تذكير دائم بأهمية الاستغفار والتوبة والتواصل المستمر مع الله، مما يعزز الروحانية والإيمان في قلب المؤمن.