تُعتبر اضطرابات نقص المناعة، أو عوز المناعة، أو ضعف المناعة (Immunodeficiency disorders) مجموعة من الاضطرابات الصحية التي تحدث نتيجة وجود خلل واحد أو أكثر في جهاز المناعة (Immune System). هذه الاضطرابات تؤدي إلى زيادة تعرض الجسم للعدوى والأمراض. في هذا المقال، سنستعرض الأعراض المرتبطة بضعف المناعة، وطرق التشخيص، والعوامل التي تؤدي إلى ذلك، بالإضافة إلى دواعي مراجعة الطبيب.
أعراض ضعف المناعة
تظهر أعراض ضعف المناعة بشكل مختلف بناءً على الاضطراب الصحي الذي يعاني منه الشخص. من أبرز الأعراض التي قد تدل على وجود مشكلة في الجهاز المناعي:
- تكرار الإصابة بالعدوى أو صعوبة علاج العدوى.
- تأخر الشفاء من المرض أو عدم الشفاء التام.
- الإصابة بعدوى شديدة بسبب بكتيريا أو جراثيم أخرى لا تسبب عادة عدوى شديدة.
- ضعف استجابة الجسم للعلاج عند الإصابة بالعدوى.
- الإصابة بأنواع معينة من العدوى، مثل عدوى الخميرة المتكررة أو التهابات الرئة.
- الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل ساركومة كابوزي أو اللمفومة اللاهودجكينية.
تشخيص ضعف المناعة
يختلف تشخيص ضعف المناعة عن تشخيص السبب المؤدي إليها. في حالة اشتباه الطبيب بوجود ضعف في المناعة، يتم إجراء عدة خطوات لتشخيص الحالة. من هذه الخطوات:
التاريخ المرضي
يستفسر الطبيب عن السجل الصحي للشخص، ويشمل ذلك:
- التاريخ المرضي للعائلة، حيث تزداد احتمالية حدوث الأمراض الوراثية إذا كانت هناك صلة قرابة بين الوالدين.
- وجود عدوى غير معتادة أو الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
- وجود تاريخ للإصابة بالسرطان في سن مبكرة لدى أحد أفراد العائلة.
التحقق من عوامل الخطر
تشمل عوامل الخطر التي قد ترفع من فرصة ضعف المناعة:
- الإصابة بالسكري.
- استخدام بعض الأدوية المثبطة للمناعة.
- تعاطي المخدرات.
- ممارسة الجنس غير المحمي مع أشخاص مصابين.
الفحص الجسدي
يجري الطبيب فحصًا جسديًا للمصاب لتحديد علامات ضعف المناعة، مثل:
- شحوب الجلد وفقدان الوزن الشديد.
- ظهور علامات على الجلد مثل الطفح الجلدي أو الإكزيما.
- سعال مزمن أو التهاب في العينين.
- تضخم الكبد أو الطحال.
- تورم الغدد اللمفاوية.
فحوصات الدم
يُعتبر فحص الدم الوسيلة الأساسية للتحقق من وجود ضعف في جهاز المناعة، حيث يُجري الطبيب فحص تعداد الدم الكامل (CBC) لقياس أعداد خلايا الدم المختلفة. بعد ذلك، قد يتم إجراء فحوصات إضافية تشمل:
- عدد خلايا الدم البيضاء.
- عدد الخلايا التائية.
- فحص مستويات الأجسام المضادة في الدم.
يمكن للطبيب أيضًا إعطاء لقاح للشخص لفحص قدرة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة؛ فإذا لم يستطع الجسم إنتاجها، فقد يكون ذلك مؤشرًا على ضعف المناعة.
الفحوصات الجلدية
تجرى الفحوصات الجلدية في حال الاشتباه بوجود ضعف في المناعة، حيث يتم حقن كمية صغيرة من البروتينات المستخلصة من الكائنات الحية المعدية تحت الجلد. يجب أن يستجيب الجسم لذلك خلال 48 ساعة من الحقن، حيث يظهر احمرار وتورم في المنطقة. في حال عدم حدوث أي استجابة، فقد يدل ذلك على وجود خلل في الخلايا التائية.
دواعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب في حال استخدام العلاج الكيميائي أو الكورتيكوستيرويدات عند ظهور الأعراض التالية:
- ارتفاع درجة الحرارة إلى 38 درجة أو أكثر.
- ألم في المعدة.
- السعال مع ضيق في التنفس.
- ظهور أعراض جديدة لم يعاني منها الشخص سابقًا.
أهمية تعزيز المناعة
من المهم تعزيز المناعة للحفاظ على صحة الجسم. هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لتعزيز جهاز المناعة، مثل:
- تناول غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تقليل التوتر والضغط النفسي.
- تجنب التدخين والكحول.
الخلاصة
ضعف المناعة هو حالة طبية تتطلب التشخيص والعلاج المناسبين. يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض ضعف المناعة مراجعة الطبيب لتحديد السبب الدقيق وراء ذلك. من خلال التشخيص المبكر والعلاج الفعال، يمكن تحسين جودة الحياة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض. تعزيز المناعة من خلال نمط الحياة الصحي يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الصحة العامة والرفاهية.