شاعر الرسول ﷺ حَسَّانُ بنُ ثَابِتْ
حسان بن ثابت _ شاعر كبير عاش في العصر الإسلامي المبكر. يعرف بـ “شاعر الرسول” لمدحه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقصائده الجميلة. سنتعرف في هذا المقال على شعره الرائع للرسول، وسيرته الذاتية، وأثره على الإسلام وتاريخه.
حَسَّانُ بنُ ثَابِتْ : الشَّاعِر المُدَافِع عَنِ الرَسُول ﷺ
حسان بن ثابت _ كان شاعرا مشهورا في العصر الجاهلي قبل اسلامه. بعد الاسلام، نشر عدة قصائد للدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
نَبْذَة عَنْ حَيَاتِه وَشِعْرِهِ
أبُو الوَلِيدْ حَسَّانُ بنُ ثَابِت بنُ المُنْذِر اَلْخَزْرَجِيّ اَلْأَنْصَارِي، شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج ` من أهل المدينة، كما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثُمَّ أَسْلَمَ وَّصَارَ شَاعِرَ الرَّسُول صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و40 هجري. [1]
اقْتَصَرَ مَدْحُ حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ في شعره على النبي وخلفائه وكبار الصحابة _ والذين أبلَوا في الدفاع عن الإسلام بلاءً حسنًا، وهو يختلف عن المدح التكسُّبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود، والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقَة والعقيدة النفيسة، قال حسان :
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل
والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا
يلوح كما لاح الصقيل المهنـد
وأنذرنا نارًا وبشر جـنة
وعلمنا الإسلام، فالله نحــمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي
بذلك ما عمرت في الناس أشهد
قَصِيدَة مُحَمَّد المَبْعُوثُ فِي مَدْحِ الرَّسُولِ ﷺ
مَحَمَّد الْمَبْعُوتُ لِلخَلْق رَحْمَةً
يَشَيِّدُ مَا أَوْهَى الضَّلَالُ وَيُصْلِحُ
لَئِن سَبْحَتَ صُمُّ الْجِبَالِ مُحِيْبَةً
لداود أو لآنَ الْحَدِيدُ الْمُصَفَحُ
فَإِنَّ الصَّحُورَ الصُّمُّ لاَنَتْ بِكَفِّهِ
وَإِنَّ الْحَصَى فِي كَفِّهِ لَيُسَبِّحُ
وَإِنَّ كَانَ مُوسَى أَنْبَعِ المَاء مِن الْحَصَى
فَمِنْ كَفِّهِ قَدْ أَصْبَحَ الْمَاءُ يَطْفَحُ
وَإِنْ كَانَتْ الرِّيحُ الرِّجَاءُ مُطِيْعَةً
سُلَيْمَانَ لا تَألُوْ تَرُوْحُ وَتَسْرَحُ
فَإِنَّ الصِّبَا كَانَت لِنَصْرِ نَبِيِّنَا
برُعْب عَلَى شَهْرِ بِهِ الْخَصْمُ يَكْلَحُ
وَإِنْ أُوتِيَ الْمُلْكَ العَظِيمَ وَسُخَّرَتْ
لَهُ الْجنَّ تَشْفِي مَا رضيهِ وَتَلْدَحُ
فَإِنَّ مَفَاتِيْحَ الكُنُوز بأسْرِهَا
أتَتْهُ فَرَدَّ الزَّاهِدُ الْمُتَرَبِّحُ
وَإِنْ كَان إِبْرَاهِيمُ أَعْطِيَ خُلَّةَ
وَمُوسَى بِتَكْلِيم عَلَى الطُّور يُمْنَحُ
فَهَذَا حَبِيْبٌ بِل خَلِيْلٌ مُكَلِّمٌ
وَخُصِّصَ بِالرُؤْيَا وَبِالْحَقِّ أَسْرَحُ
وَخُصِّصَ بِالْحَوْضِ العَظِيمِ وَبِاللّوا
وَيَشْفَعُ لِلْعَاصِيْنَ وَالنَّارُ تَلْفَحُ
وَبِالْمَقْعَدِ الأَعْلَى الْمُقَرَّبِ عِنْدَهُ
عَطَاءٌ بِبُشْرَاهُ أَقِرُّ وَأَفْرَحُ
وَبِالرُّتْبَةِ العُلْيَا الوَسِيْلةِ دُونَهَا
مَرَاتِبُ أَرْبَابِ الْمَوَاهِبِ تَلْمَحُ
وَفِي جَنَّةِ الفِردَوس أوّلُ دَاخِل
لَهُ سَائِرُ الأَبْوَابِ بِالْخَيْر تُفْتَحُ