في غابة بعيدة تحيط بها الجبال العالية وتغمرها الخضرة من كل جانب، عاش دب حكيم يُدعى “بُركان”. كان بُركان معروفًا في الغابة بحكمته وبصيرته العميقة، فقد كان الجميع يلجأ إليه لحل المشاكل وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجههم. كانت الغابة تعيش في سلام وهدوء بفضل نصائحه الحكيمة.

ليلة مظلمة

في إحدى الليالي، لاحظ بُركان أن السماء أصبحت مظلمة بشكل غير معتاد. كانت النجوم التي تزين السماء عادةً قد اختفت، ولم يتبقَ سوى ظلام حالك يغمر الغابة. شعر بُركان أن هناك شيئًا خطأ، وأن هذا الظلام ليس طبيعياً. بدأ القلق يتسلل إلى قلوب الحيوانات في الغابة، فقد كانوا يعتمدون على ضوء النجوم ليهتدوا به في الليل.

أمضى بُركان الليل بأكمله يفكر في كيفية إعادة الضوء إلى الغابة. في صباح اليوم التالي، جمع جميع الحيوانات وأخبرهم أنه قرر البحث عن النجمة اللامعة التي يُقال إنها تستطيع إعادة النور إلى السماء. كانت هذه النجمة معروفة بقوتها السحرية، لكنها كانت بعيدة جداً، وربما حتى مخفية في مكان لا يمكن الوصول إليه بسهولة.

قصة الدب الحكيم والنجمة اللامعة

الاستعداد للرحلة

بدأ بُركان بتحضير نفسه للرحلة الطويلة التي تنتظره. جمع بعض الأطعمة والماء، وأخذ معه عصاه القديمة التي كان يعتمد عليها في رحلاته السابقة. قبل مغادرته، قام بُركان بإعطاء بعض النصائح للحيوانات لتتمكن من العيش بدون ضوء النجوم لبضعة أيام حتى يعود.

انطلق بُركان في رحلته عبر الغابة، متجهًا نحو الجبال العالية التي كانت تُعرف بأنها مكان اختباء النجمة اللامعة. كان الطريق مليئًا بالتحديات، حيث اضطر إلى عبور الأنهار الجارفة، وتسلق المنحدرات الحادة، ومواجهة الرياح القوية التي كانت تعصف في أعالي الجبال.

قصة الدب الحكيم والنجمة اللامعة

لقاء الحكماء

في طريقه، التقى بُركان بمجموعة من الحيوانات الحكيمة التي عاشت في الغابة لعدة قرون. كان من بينهم البومة الحكيمة “أورانا”، التي كانت تعرف الكثير عن أسرار النجوم. أخبرته أورانا أن النجمة اللامعة ليست مجرد جسم في السماء، بل هي روح قوية يمكنها التواصل مع القلوب النقية التي تمتلك نية صادقة.

شجعته أورانا على متابعة رحلته، لكن نصحته بأن يكون صبورًا وأن يستمع إلى نداء النجمة الذي سيقوده إليها. شكرها بُركان على نصائحها الثمينة، و في رحلته بروح مليئة بالأمل والإصرار.

قصة الدب الحكيم والنجمة اللامعة

العثور على النجمة اللامعة

بعد أيام من السفر المتواصل والتحديات المتزايدة، وصل بُركان إلى قمة جبل شاهق حيث توقف ليستريح قليلاً. بينما كان يجلس متأملاً السماء، شعر بشيء دافئ يلامس قلبه. رفع رأسه لينظر إلى السماء المظلمة، وإذا به يرى ضوءاً خافتاً ينبعث من بين الغيوم.

كان ذلك الضوء هو النجمة اللامعة. كانت صغيرة ولكنها كانت تزداد لمعاناً مع اقترابه منها. علم بُركان أنه قد وجد ما كان يبحث عنه. مد يده نحو النجمة وأغمض عينيه، ثم تحدث إليها من قلبه، طالبًا منها أن تعود وتضيء سماء الغابة من جديد.

قصة الدب الحكيم والنجمة اللامعة

إعادة النور إلى الغابة

استجابت النجمة لنداء بُركان، وبدأت تلمع بقوة أكبر. غمر ضوؤها الجبال والغابات، وعادت السماء تضيء من جديد. شعرت الحيوانات في الغابة بالفرح والراحة، وعاد الأمل يملأ قلوبهم. شكر بُركان النجمة اللامعة، وعاد إلى الغابة حيث استقبله الجميع بالحب والتقدير.

العبرة من القصة

أصبحت قصة بُركان والنجمة اللامعة رمزًا للحكمة والشجاعة في الغابة. تعلمت الحيوانات من هذه القصة أن الحكمة تكمن في الصبر والإيمان، وأن النور الحقيقي يأتي من داخل القلوب النقية. أدركوا أن المشاكل التي يواجهونها يمكن أن تُحل بالعمل الجماعي والإصرار، وأنه مهما كانت التحديات صعبة، فإن الأمل يمكن أن يعيد النور إلى حياتهم.

وهكذا، عاشت الغابة في سلام وازدهار بفضل حكمة بُركان وإيمانه بأن النور سيعود دائماً لمن يسعى إليه بقلب نقي وعزيمة قوية. وت النجمة اللامعة في إضاءة السماء، لتكون رمزًا دائمًا للأمل والشجاعة.