قصة قبل النوم: الفأر الذي أراد أن يصبح أسدًا

بداية الحلم

في يوم من الأيام، كان هناك فأر صغير يُدعى “فرفور” يعيش في جحر صغير تحت شجرة كبيرة في الغابة. كان فرفور يحب اللعب والاستكشاف، ولكنه كان يشعر بالخوف في كثير من الأحيان بسبب حجمه الصغير وضعفه أمام الحيوانات الأكبر منه.

كان فرفور دائمًا يستمع إلى قصص الحيوانات عن الأسد، ملك الغابة، وكيف أن الجميع يخافون منه ويحترمونه. وذات ليلة، بينما كان يستعد للنوم، قال لنفسه: “ماذا لو كنت أسدًا؟ كيف ستكون حياتي؟”

الفأر الذي أراد أن يصبح أسدًا

القرار الجريء

في صباح اليوم التالي، استيقظ فرفور وهو ممتلئ بالحماس وقرر أنه يريد أن يصبح أسدًا. لكن كيف يمكن لفأر صغير أن يصبح أسدًا؟ بدأ فرفور يفكر في خطة لتحقيق حلمه. قرر أن يبدأ بتقليد الأسد في كل شيء: في الزئير، وفي المشي بفخر، وحتى في تناول الطعام.

الفأر الذي أراد أن يصبح أسدًا

محاولة أن يكون كالأسد

أولاً، حاول فرفور الزئير مثل الأسد. وقف على قدميه الخلفيتين وأخذ نفسًا عميقًا، ثم حاول أن يزأر بأعلى صوته. لكن ما خرج من فمه لم يكن زئيرًا، بل صوتًا ضعيفًا يشبه الصفير. حاول مرة أخرى، ولكن النتيجة كانت نفسها. بدأ فرفور يشعر بالإحباط.

ثم حاول أن يمشي مثل الأسد، بخطوات واثقة وبطيئة. لكنه اكتشف أن مشيته كانت سريعة ومتعثرة، فلم يستطع أن يكون مثل الأسد في مشيته. حتى عندما حاول تناول الطعام مثل الأسد، وجد أن الحبوب والفاكهة التي كان يأكلها لا تمنحه القوة التي كان يتخيلها.

لقاء مع الأسد

في أحد الأيام، وبينما كان فرفور يتجول في الغابة محاولاً تقليد الأسد، التقى بالأسد الحقيقي. ارتعد فرفور خوفًا، ولكن الأسد نظر إليه بدهشة وسأله: “لماذا تحاول أن تقلدني يا فرفور؟”

أجاب فرفور بصوت مرتجف: “أريد أن أصبح قويًا مثلك، وأن يحترمني الجميع كما يحترمونك.”

ابتسم الأسد وقال: “يا فرفور، القوة ليست فقط في الحجم أو الصوت العالي. القوة الحقيقية تأتي من الشجاعة والثقة بالنفس. أن تكون نفسك هو أعظم قوة يمكنك أن تمتلكها.”

الفأر الذي أراد أن يصبح أسدًا

اكتشاف القوة الحقيقية

عاد فرفور إلى جحره وهو يفكر في كلام الأسد. أدرك أن محاولة أن يكون شخصًا آخر لن تجعله سعيدًا. بدأ يتقبل نفسه كما هو، فأر صغير ولكنه ذكي وسريع. وبدلاً من محاولة تقليد الأسد، قرر أن يستخدم ذكاءه وسرعته ليكون شجاعًا بطريقته الخاصة.

وفي أحد الأيام، استطاع فرفور بفضل شجاعته وذكائه أن ينقذ صديقه الأرنب من فخ كان قد وقع فيه. أدرك فرفور حينها أن قوته الحقيقية تكمن في كونه نفسه، وأنه لا يحتاج لأن يكون أسدًا ليكون شجاعًا.

النهاية السعيدة

منذ ذلك اليوم، عاش فرفور بسعادة وثقة أكبر في نفسه. لم يعد يحلم بأن يكون أسدًا، بل أصبح فخورًا بكونه فأرًا. وكان يعرف أن القوة الحقيقية ليست في أن تكون كبيرًا أو مخيفًا، بل في أن تكون شجاعًا وواثقًا بنفسك.

الفأر الذي أراد أن يصبح أسدًا

وهكذا، تعلم فرفور درسًا قيمًا، وعاش في سلام مع الحيوانات الأخرى في الغابة، وهو يعلم أن كل مخلوق، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يكون قويًا بطريقته الخاصة.