السمكة التي أضاءت المحيط

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

تارخ آخر تحديث: 27 ديسمبر 2024

فصول القصة

قصة قبل النوم: السمكة التي أضاءت المحيط

السمكة الصغيرة اللامعة

في أعماق المحيط الأزرق الواسع، كانت تعيش سمكة صغيرة تُدعى "لؤلؤة". كانت لؤلؤة مختلفة عن باقي الأسماك، فقد كانت تمتلك قشورًا شفافة تتلألأ تحت أشعة الشمس وكأنها مصنوعة من النجوم. لكن على الرغم من جمالها، كانت لؤلؤة تشعر بالخوف من الظلام العميق في قاع المحيط.

كانت لؤلؤة دائمًا تسبح بالقرب من سطح الماء حيث يصل ضوء الشمس، ولم تجرؤ يومًا على النزول إلى الأعماق المظلمة، حيث تعيش الأسماك الكبيرة والمخلوقات المخيفة. كانت تخاف أن تُفقد نورها في هذا الظلام الدامس.

السمكة التي أضاءت المحيط

تحدي الأعماق

في أحد الأيام، وبينما كانت لؤلؤة تلعب بالقرب من الشعاب المرجانية، سمعت أنينًا ضعيفًا يأتي من الأعماق. اقتربت بحذر واكتشفت أن الصوت يأتي من سمكة صغيرة عالقة بين الصخور. كانت السمكة في حاجة ماسة إلى المساعدة، لكن المكان كان مظلمًا جدًا ومخيفًا.

ترددت لؤلؤة في البداية، لكنها سرعان ما تذكرت أن النور الذي تحمله يمكن أن يكون سببًا في إنقاذ هذه السمكة. قررت أن تتغلب على خوفها وتغوص في الأعماق لإنقاذها.

السمكة التي أضاءت المحيط

النزول إلى الظلام

بشجاعة جمعت كل قوتها وبدأت لؤلؤة في السباحة نحو الأعماق المظلمة. كلما نزلت أعمق، زاد الظلام من حولها، ولكن بفضل نورها الداخلي، استطاعت أن ترى طريقها. كانت الأسماك الأخرى تبتعد عن الطريق عندما ترى نور لؤلؤة يتوهج في الظلام.

وصلت لؤلؤة إلى السمكة العالقة وبدأت تحاول تحريك الصخور بمهارة. بفضل نورها وتوجيهها، استطاعت تحرير السمكة وإنقاذها. شعرت لؤلؤة بسعادة غامرة وهي ترى السمكة الصغيرة تسبح بحرية مجددًا.

السمكة التي أضاءت المحيط

عودة النور إلى المحيط

بعد أن أنقذت السمكة الصغيرة، شعرت لؤلؤة بقوة جديدة داخلها. أدركت أن نورها لم يضِع في الظلام، بل أصبح أقوى. عادت لؤلؤة إلى سطح الماء، لكنها لم تعد تخاف من الأعماق بعد الآن. لقد اكتشفت أن الشجاعة الحقيقية تأتي من الداخل، وأن النور الذي نحمله يمكن أن يضيء حتى أحلك الأماكن.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت لؤلؤة رمزًا للشجاعة في المحيط. كانت تسبح في كل مكان، من الأعماق إلى السطح، وتساعد كل من يحتاج إلى المساعدة. وبهذا، أضاءت لؤلؤة المحيط بنورها، ليس فقط لأنها كانت تلمع، ولكن لأنها كانت شجاعة بما يكفي لمواجهة مخاوفها.

السمكة التي أضاءت المحيط

النهاية السعيدة

وهكذا، عاش المحيط في سلام وسعادة، وكلما تذكرت الأسماك قصة لؤلؤة، شعروا بالإلهام والشجاعة. تعلم الجميع أن النور الحقيقي يأتي من القلب، وأن الشجاعة هي التي تجعل النور يزداد إشراقًا. ليلة سعيدة وأحلامًا سعيدة!