قصة قبل النوم: الغيمة التي نسيت كيف تمطر
الغيمة الصغيرة في السماء
في يوم من الأيام، كانت هناك غيمة صغيرة تُدعى “ندى” تطفو في السماء الزرقاء. كانت ندى محبوبة من الجميع لأنها كانت تجلب المطر الذي يروي الأرض ويجعل الزهور تنمو. لكن في أحد الأيام، وبينما كانت ندى تستعد لتمطر كعادتها، أدركت فجأة أنها نسيت كيف تمطر!
حاولت ندى جهدها أن تتذكر، ولكنها لم تستطع. لم يكن هناك أي قطرة ماء تسقط منها، وبقيت تطفو في السماء وهي تشعر بالحيرة والقلق.
البحث عن الحل
قررت ندى أن تطلب المساعدة من أصدقائها في السماء. طارت إلى الطيور المغردة وسألتهم: “هل تعرفون كيف يمكنني أن أمطر؟” لكن الطيور لم تعرف الجواب. ثم اتجهت إلى الرياح وسألتها: “أيمكنك أن تذكريني كيف أمطر؟” ولكن الرياح، رغم محاولتها، لم تستطع مساعدتها.
لم تستسلم ندى، وقررت أن تذهب إلى الشمس. كانت الشمس ساطعة ومشرقة، فسألتها ندى: “أيتها الشمس، هل يمكنك أن تساعديني في أن أتذكر كيف أمطر؟”
درس من الشمس
ابتسمت الشمس وقالت: “يا ندى، المطر يأتي عندما تكون الغيمة مليئة بالماء والقلوب مليئة بالحب. عليك أن تتذكري كيف تشعرين بالسعادة عندما تسعدين الآخرين. حاولي أن تملئي قلبك بالحب والفرح، وسوف تتذكرين كيف تمطرين.”
فكرت ندى في كلمات الشمس، وبدأت تحاول أن تتذكر الأشياء التي تجعلها سعيدة. تذكرت كيف كانت ترى الفرح على وجوه الحيوانات عندما تسقط قطرات المطر، وتذكرت كيف كانت الزهور ترقص تحت المطر. ومع كل هذه الذكريات الجميلة، بدأت ندى تشعر بالسعادة تملأ قلبها.
عودة المطر
وفجأة، شعرت ندى بقطرات صغيرة تتشكل داخلها. لقد تذكرت! بدأت الأمطار تتساقط منها بلطف، وتساقطت القطرات على الأرض العطشى، فأزهرت الزهور مجددًا، وغمرت السعادة قلوب الجميع.
كانت ندى سعيدة جدًا لأنها استطاعت أن تمطر مرة أخرى. أدركت أن المطر ليس فقط قطرات ماء تسقط من السماء، بل هو تعبير عن الحب والفرح الذي تحمله في قلبها.
النهاية السعيدة
ومنذ ذلك اليوم، لم تنسَ ندى أبدًا كيف تمطر. تعلمت أن السر يكمن في الحب والسعادة التي نشاركها مع الآخرين. عاشت ندى بسعادة، وظلت تجلب المطر للأرض كلما احتاجت إليه، محملة بالحب الذي تفيض به السماء. ليلة سعيدة وأحلامًا سعيدة!