الطائر الذي غنى للمطر
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 27 أغسطس 2024فصول القصة
قصة أطفال قبل النوم: الطائر الذي غنى للمطر
في غابة بعيدة، كانت الأشجار خضراء والأزهار ملونة، وكانت الطيور تغني بفرح على أغصان الأشجار. لكن في أحد الأيام، توقف المطر عن الهطول، وجفت الأنهار، وبدأت الأشجار تذبل. تحول كل شيء في الغابة إلى اللون البني، وبدأت الحيوانات تشعر بالعطش الشديد. كان الجميع قلقًا وحزينًا، ولا يعرفون ماذا يفعلون.
في هذه الغابة كان يعيش طائر صغير يُدعى "رفرف". كان رفرف طائرًا جميلًا بألوان زاهية وصوت عذب. كان يحب الغناء في الصباح الباكر، ليوقظ الغابة بألحانه الجميلة. لكن في هذه الأوقات الصعبة، لم يكن هناك من يسمع غناءه، لأن الجميع كانوا مشغولين بالبحث عن الماء والطعام.
الحلم بالمطر
في إحدى الليالي، بينما كان رفرف يحاول النوم، راوده حلم غريب. رأى في حلمه أنه يقف على قمة جبل عالٍ، ويغني أغنية جميلة للمطر. كانت الأغنية تحمل في طياتها كلمات مليئة بالأمل والدعاء، وفجأة بدأ المطر يهطل بغزارة، وعادت الحياة إلى الغابة من جديد. استيقظ رفرف من نومه وهو يشعر بالأمل، وقرر أن يفعل شيئًا لجلب المطر إلى الغابة.
في صباح اليوم التالي، طار رفرف نحو أعلى شجرة في الغابة وبدأ يغني أغنيته المعتادة. لكن هذه المرة، أضاف إليها كلمات جديدة مستوحاة من حلمه. كان يأمل أن تصل أغنيته إلى السماء وتجلب المطر. كانت الأغنية تقول:
يا سماء، يا سماء،
امنحينا بعض الماء،
لنروي الأرض العطشى،
ونحيي كل الأحياء.
البحث عن الحل
غنى رفرف أغنيته طوال اليوم، لكن لم يظهر أي أثر للمطر. لم يفقد الأمل، وقرر أن يبحث عن حل آخر. طار رفرف بعيدًا عن الغابة، متوجهًا نحو الجبال العالية التي كانت تلوح في الأفق. كان يعتقد أن هناك من يعرف سر جلب المطر.
بعد رحلة طويلة وشاقة، وصل رفرف إلى قمة جبل مرتفع. وجد هناك نسرًا عجوزًا جالسًا على صخرة كبيرة، وكان النسر يبدو حكيمًا وذو نظرة ثاقبة. اقترب رفرف منه وقال: "أيها النسر الحكيم، أنا طائر صغير من غابة تعاني من الجفاف. لقد حاولت الغناء للمطر، لكن لم يحدث شيء. هل تعرف كيف يمكنني جلب المطر إلى الغابة؟"
نظر النسر إلى رفرف بابتسامة وقال: "أنت طائر شجاع ومثابر يا رفرف. الغناء للمطر يحتاج إلى أكثر من مجرد صوت جميل؛ يحتاج إلى نية صادقة وقلب نقي. عليك أن تغني من أعماق قلبك، وأن تؤمن حقًا بأن المطر سيأتي. اذهب إلى أعلى قمة في الغابة، واغنِ هناك بكل ما لديك من حب وأمل."
الغناء من القلب
عاد رفرف إلى الغابة، لكنه هذه المرة شعر بقوة جديدة في داخله. طار نحو أعلى قمة في الغابة، وهي شجرة قديمة وعالية، وبدأ يغني من جديد. كان يغني بصوت عالٍ وجميل، لكنه كان مختلفًا هذه المرة؛ كان يغني من قلبه، وكان كل كلمة تخرج منه محملة بالحب والأمل لسكان الغابة.
سمعت الحيوانات في الغابة أغنية رفرف، وتجمعوا حول الشجرة الكبيرة ليستمعوا إليه. كانت الأغنية جميلة ومؤثرة لدرجة أن بعض الحيوانات بدأت تبكي من شدة تأثرها. ومع ار رفرف في الغناء، بدأت السماء تتلبد بالغيوم.
عودة المطر
بعد فترة قصيرة، بدأت قطرات المطر الأولى تسقط من السماء. لم يصدق الحيوانات أعينهم، فقد عاد المطر أخيرًا! ارتفعت أصوات الفرح والتهليل في الغابة، وبدأت الحيوانات ترقص وتلعب تحت المطر. المطر في الهطول بغزارة، وسرعان ما امتلأت الأنهار والجداول بالماء العذب.
توقفت رفرف عن الغناء، ونظر إلى السماء وهو يشعر بسعادة غامرة. كان يعلم أن أغنيته قد جلبت المطر، وأن الغابة ستكون بخير الآن. شكر الحيوانات رفرف على شجاعته وإيمانه، وأصبح يُعرف منذ ذلك اليوم باسم "الطائر الذي غنى للمطر".
الحكمة المستفادة
بعد أن عاد المطر، عادت الحياة إلى الغابة، وازدهرت الأشجار والأزهار من جديد. تعلمت الحيوانات درسًا مهمًا من رفرف؛ أن الإيمان والأمل يمكنهما تحقيق المستحيل. وأصبح رفرف رمزًا للشجاعة والإصرار في الغابة.
ومنذ ذلك اليوم، كانت الحيوانات تجمع حول رفرف كل صباح لتستمع إلى أغنيته الجميلة، وتتذكر أن القلوب النقية والإيمان يمكنهما أن يغيرا العالم. وعاش الجميع في سعادة وهناء، وهم يعرفون أن لديهم صديقًا صغيرًا شجاعًا يغني دائمًا من أجلهم.
وفي كل موسم جفاف، كانت الحيوانات تلتف حول رفرف، وتطلب منه أن يغني من جديد للمطر. وكان رفرف يغني بكل حب، ليجلب الفرح والحياة إلى الغابة مرة أخرى.