قصة قبل النوم: الأميرة ليلى والقلادة المسحورة
في قديم الزمان، كانت هناك أميرة جميلة تُدعى ليلى تعيش في قصر رائع يقع في قلب مملكة الزهور. كانت ليلى محبوبة من الجميع بفضل قلبها الطيب وابتسامتها الجميلة. ولكن على الرغم من كل الحب والاهتمام الذي كانت تحصل عليه، كانت تشعر بأن هناك شيئًا مفقودًا في حياتها.
ذات يوم، بينما كانت تتجول في الحديقة الملكية، وجدت قلادة قديمة مدفونة جزئيًا تحت شجرة الورد العتيقة. التقطتها ليلى ونظرت إليها بإعجاب. كانت القلادة مصنوعة من الذهب وتزينها حجر كريم يلمع بألوان قوس قزح. عندما أمسكت بها، شعرت بطاقة غريبة تسري في جسدها.
في تلك اللحظة، ظهر أمامها رجل عجوز يرتدي رداءً طويلًا وقال: “مرحبًا يا أميرة ليلى. أنا الحكيم زارون، وهذه القلادة ليست عادية. إنها قلادة مسحورة، ويمكنها أن تأخذك في مغامرة إلى أماكن لم يزرها أحد من قبل. ولكن تذكري، السحر يعتمد على نواياك الطيبة وشجاعتك.”
بداية المغامرة
شعرت ليلى بالحماس، وقررت أن تلبس القلادة. ما إن وضعتها حول عنقها حتى شعرت بنسيم خفيف يداعب وجهها، وفجأة وجدت نفسها في غابة سحرية مليئة بالأشجار العالية والزهور المتوهجة. كان كل شيء من حولها ينبض بالحياة، وكأن الغابة كلها تتحدث.
سمعت ليلى صوتًا ناعمًا يأتي من خلف الأشجار، وقالت: “من هناك؟”
ظهر مخلوق صغير يشبه الجني، وقال: “أنا تيمي، حارس الغابة. أتيت لمساعدتك في مغامرتك يا أميرة. هنا، في هذه الغابة، ستواجهين تحديات تختبر شجاعتك ولطفك.”
ابتسمت ليلى وقالت: “أنا مستعدة! إلى أين نذهب الآن، يا تيمي؟”
التحدي الأول: النهر السريع
قاد تيمي الأميرة ليلى إلى نهر كبير وسريع يتدفق عبر الغابة. قال تيمي: “هذا هو التحدي الأول. يجب أن تعبرين النهر باستخدام الجسر المتهدم هناك، لكن عليك أن تكوني حذرة، فالمياه هنا قوية!”
نظرت ليلى إلى الجسر ورأت أنه مصنوع من خشب قديم ومتهالك. شعرت بالخوف قليلاً، لكنها قررت أن تثق بنفسها. بدأت في عبور الجسر بحذر، خطوة خطوة. فجأة، انكسر أحد الألواح تحت قدمها، وكادت تسقط في الماء. لكن ليلى تمسكت بالحبال بإحكام وتابعت العبور حتى وصلت إلى الجانب الآخر بسلام.
قال تيمي بابتسامة: “أحسنت يا ليلى! لقد أظهرت شجاعة كبيرة!”
التحدي الثاني: شجرة الحكمة
بعد عبور النهر، وصلوا إلى شجرة عملاقة تُدعى “شجرة الحكمة”. كانت الشجرة تتحدث بصوت عميق وقالت: “مرحبًا بك يا أميرة ليلى. إذا كنت تريدين مواصلة رحلتك، فعليك أن تحلي لغزي.”
سألت ليلى: “وما هو اللغز؟”
قالت الشجرة: “أنا شيء لا يمكنك رؤيته، ولكن يمكنك الشعور به. أنا أمل في الظلام، وقوة في الضعف. من أكون؟”
فكرت ليلى قليلاً، ثم ابتسمت وقالت: “أنت الأمل!”
ضحكت الشجرة وقالت: “أنتِ ذكية، يا ليلى. تفضلي، يمكنك المرور.”
التحدي الثالث: حديقة المرايا
ت ليلى وتيمي في رحلتهما حتى وصلا إلى حديقة مليئة بالمرايا. قال تيمي: “هذه هي حديقة المرايا. هنا سترين انعكاسًا لكل شيء، ولكن بعضها ليس كما يبدو. عليك أن تميزي الحقيقة من الوهم.”
بدأت ليلى تمشي بين المرايا، وكل واحدة منها تعكس صورة مختلفة لها: صورة وهي حزينة، وأخرى وهي غاضبة، وثالثة وهي خائفة. لكن في إحدى المرايا، رأت نفسها وهي تبتسم بثقة وسعادة. فهمت ليلى أن هذه هي الصورة الحقيقية لها الشخص الذي ترغب في أن تكونه دائمًا.
قالت ليلى: “هذه هي الحقيقة، أن أكون شجاعة وسعيدة، بغض النظر عن ما أواجهه.”
انفتحت بوابة سحرية، وأخذ تيمي ليلى عبرها إلى وجهتهم الأخيرة.
نهاية المغامرة والعودة إلى القصر
بعد اجتياز كل هذه التحديات، وجدت ليلى نفسها تقف أمام قلعة ذهبية في وسط الغابة. كان هناك تاج جميل ينتظرها على قاعدة من الرخام. قال تيمي: “لقد أثبتتِ شجاعتك وحكمتك، يا ليلى. هذا التاج هو رمز لقلبك النقي وشجاعتك.”
وضعت ليلى التاج على رأسها، وشعرت بسلام عميق يملأ قلبها. في لحظة، وجدت نفسها مرة أخرى في حديقة القصر الملكي، تمسك بالقلادة المسحورة.
ابتسمت ليلى وقالت: “كانت هذه مغامرة لا تُنسى. لقد تعلمت أن الشجاعة والطيبة يمكن أن يأخذانني إلى أماكن لم أتخيلها.”
منذ ذلك اليوم، كانت ليلى تروي قصص مغامرتها لكل من يلتقي بها، وتعلمهم أن القوة الحقيقية تأتي من الداخل.
نامت ليلى تلك الليلة وهي تشعر بالسعادة والرضا، وتعلم أنها في يوم من الأيام قد تذهب في مغامرة أخرى.