قصة قبل النوم: سارة وحكاية المظلة الطائرة

في يوم من الأيام، كانت هناك فتاة صغيرة تُدعى سارة، تعيش في قرية صغيرة جميلة تحيط بها الجبال والوديان. كانت سارة تحب اللعب في الحقول المفتوحة، وخاصة في الأيام العاصفة، حيث يمكنها أن تشاهد أوراق الشجر تتطاير في الهواء.

ذات يوم، بينما كانت سارة تتجول في الحقول، وجدت مظلة قديمة ملقاة بين الأعشاب. كانت المظلة تبدو عادية، لكنها كانت تحمل نقوشًا ذهبية وألوانًا زاهية. رفعتها سارة ونظرت إليها بإعجاب، ثم قررت فتحها. ما إن فتحت المظلة حتى شعرت بنسمة هواء قوية ترفعها عن الأرض!

صاحت سارة بدهشة: “يا إلهي! هذه المظلة تطير!”

بدأت المظلة ترفع سارة إلى الأعلى، وأخذتها في رحلة عبر السماء. شعرت سارة بمزيج من الخوف والإثارة وهي ترى القرية تصبح صغيرة تحتها. وبدلاً من أن تشعر بالقلق، قررت أن تستمتع بالمغامرة.

الهبوط في أرض الغيوم

بعد فترة من الطيران، هبطت سارة بلطف في مكان لم تره من قبل. كانت الأرض مغطاة بالغيوم الناعمة، وكان كل شيء يبدو وكأنه مصنوع من القطن. فجأة، سمعت صوتًا خافتًا يقول: “مرحباً بك في أرض الغيوم يا سارة!”

نظرت حولها ورأت مخلوقًا صغيرًا ولطيفًا يشبه الغيمة. قال المخلوق: “أنا كومي، حارس أرض الغيوم. لقد جلبتك المظلة الطائرة إلى هنا لتخوضي مغامرة خاصة وتتعلمي شيئًا جديدًا.”

ابتسمت سارة وقالت: “ماذا سأتعلم هنا يا كومي؟”

أجاب كومي: “في أرض الغيوم، ستتعلمين معنى الصداقة الحقيقية والشجاعة في مواجهة المجهول.”

سارة وحكاية المظلة الطائرة

التحدي الأول: عبور جسر الغيوم

أخذ كومي سارة إلى جسر مكون من غيوم رقيقة معلقة في الهواء. قال كومي: “هذا هو جسر الغيوم. عليكِ عبوره لتصلي إلى الجهة الأخرى، حيث ستقابلين أصدقاءً جددًا. ولكن تذكري، يجب أن تعتمدي على ثقتك بنفسك وبالآخرين.”

بدأت سارة بالسير على الجسر بخطوات حذرة، وكان الجسر يتمايل قليلاً تحت قدميها. شعرت بالخوف، لكنها تذكرت كلمات كومي. أخذت نفساً عميقاً وت في السير حتى وصلت إلى النهاية بنجاح. هناك، وجدت مجموعة من الأطفال الذين رحبوا بها بحرارة.

قال أحد الأطفال: “أنتِ شجاعة يا سارة! لم يستطع الكثيرون عبور الجسر من قبل.”

شعرت سارة بالفخر وأدركت أنها عندما تثق بنفسها، يمكنها التغلب على أي تحدٍ.

سارة وحكاية المظلة الطائرة

التحدي الثاني: رقصة الرياح

بعد العبور، قاد الأطفال سارة إلى ساحة واسعة حيث كانت الرياح تعزف موسيقى لطيفة. قال كومي: “هنا ستتعلمين رقصة الرياح. هذه الرقصة تتطلب الثقة والتعاون بين الأصدقاء. عليكِ أن ترقصي مع الأطفال وتتبعي إيقاع الرياح.”

بدأت سارة ترقص مع الأطفال، كانت تتحرك بخفة وتتبع النغمات التي تعزفها الرياح. كانت هذه تجربة جديدة لها، لكنها استمتعت بها كثيرًا. كانت تضحك وتتعلم من الآخرين، وتكتشف أن العمل الجماعي والصداقة هما سر النجاح.

في نهاية الرقصة، شعرت سارة بالسعادة والانسجام مع الجميع. قال كومي: “أنتِ رائعة يا سارة! لقد تعلمتِ أهمية الصداقة والعمل الجماعي.”

العودة إلى المنزل

بعد يوم مليء بالمغامرات والتعلم، شعرت سارة بأنها ترغب في العودة إلى منزلها. شكرت كومي والأطفال على وقتهم وتعلمها، وسألته: “كيف يمكنني العودة إلى قريتي؟”

ابتسم كومي وقال: “المظلة الطائرة ستعيدكِ إلى منزلك. فقط أمسكي بها وفكري في المكان الذي تريدين العودة إليه.”

أمسكت سارة بالمظلة وأغلقت عينيها. فجأة، شعرت بالنسيم يداعب وجهها مرة أخرى، وبدأت ترتفع في الهواء. طارت المظلة بها بلطف، وعادت بها إلى قريتها الصغيرة.

عندما فتحت سارة عينيها، وجدت نفسها تقف في الحقول مرة أخرى، والمظلة بين يديها. نظرت حولها وشعرت بالامتنان لتلك المغامرة التي علمتها الكثير عن الثقة والصداقة والشجاعة.

منذ ذلك اليوم، احتفظت سارة بالمظلة في غرفتها، تنتظر اليوم الذي تأخذها فيه في مغامرة جديدة. كانت تعلم أن هناك المزيد من الأشياء الجميلة لتكتشفها وتتعلمها.

نامت سارة تلك الليلة وهي تبتسم، تحلم بمغامرات جديدة تنتظرها.