قصة قبل النوم: البنوتة الصغيرة وحكاية الكتاب العجيب

في قرية صغيرة وهادئة، عاشت بنوتة صغيرة تُدعى لينا. كانت لينا تحب القراءة كثيراً، وكانت تقضي ساعات طويلة في مكتبة جدتها، تتصفح الكتب وتستمتع بالحكايات المليئة بالمغامرات والأبطال. في أحد الأيام، بينما كانت تبحث عن كتاب جديد لتقرأه، لاحظت كتابًا قديمًا على رف عالٍ، يبدو مختلفاً عن باقي الكتب. كان الكتاب مغطى بالغبار وله غلاف جلدي يحمل نقشًا غريبًا.

اقتربت لينا من الكتاب وأخذته بين يديها. عندما نفخت الغبار عنه، شعرت بنسيم بارد يلفح وجهها، وسمعت صوتًا خافتًا يقول: “مرحباً، يا لينا! أنا الكتاب العجيب، وأحمل بداخلي حكايات لا نهاية لها. هل تودين أن تذهبي معي في رحلة إلى عوالم الخيال؟”

ابتسمت لينا وقالت بحماس: “بالطبع! أحب المغامرات والقصص الجديدة!”

الباب السحري إلى العوالم المختلفة

فجأة، بدأ الكتاب يتوهج بلون ذهبي، وفتح من تلقاء نفسه. ظهر باب سحري صغير بين صفحاته، ودعا لينا للدخول. ترددت لينا للحظة، لكنها تذكرت حبها للقراءة والمغامرات، فقفزت عبر الباب السحري.

وجدت نفسها في عالم خيالي مليء بالغابات السحرية، والأنهار الجارية، والجبال العالية المغطاة بالثلوج. كان كل شيء حولها ينبض بالحياة والألوان.

قال الكتاب العجيب: “في هذا العالم، يمكنك زيارة أي قصة تختارينها. كل ما عليك فعله هو أن تطلبي ذلك.”

فكرت لينا قليلاً وقالت: “أريد أن أزور قصة الجبل العملاق والأشجار الناطقة!”

البنوتة الصغيرة وحكاية الكتاب العجيب

مغامرة في عالم الأشجار الناطقة

في لحظة، وجدت لينا نفسها في غابة ضخمة مليئة بالأشجار الكبيرة ذات الأغصان الملتوية. بدأت الأشجار تتحدث بأصوات عذبة وتروي قصصها عن الزمن القديم والمغامرات التي عاشتها. اقتربت لينا من شجرة كبيرة وسمعتها تقول: “أنا شجرة الحكمة، وأعرف أسرار الأرض والسماء. إذا أردتِ أن تعرفي شيئًا، فقط اسألي.”

قالت لينا: “أريد أن أعرف كيف أكون ذكية وشجاعة مثل الأبطال في القصص.”

أجابت شجرة الحكمة: “الذكاء يأتي من التعلم والاستماع، والشجاعة تأتي من القلب. كلما قرأتِ وتعلمتِ، زادت قوتك وحكمتك.”

شعرت لينا بالإلهام، وعرفت أن القراءة والمعرفة هما المفتاحان للنجاح في أي مغامرة.

البنوتة الصغيرة وحكاية الكتاب العجيب

مغامرة في مملكة النجوم اللامعة

قال الكتاب العجيب: “حان الوقت لمغامرة جديدة. ما رأيكِ بزيارة مملكة النجوم اللامعة؟”

وافقت لينا بحماس، وفي لحظة، وجدت نفسها تطير في الفضاء بين النجوم والكواكب. رأت مملكة مذهلة مصنوعة من النجوم المتلألئة، وكل نجمة تروي قصة مختلفة.

التقت لينا بنجمة صغيرة تُدعى لومي. قالت لومي: “مرحباً يا لينا! في مملكتنا، نؤمن بأن كل شخص لديه نجم خاص يلمع في داخله. كلما كنتِ طيبة وشجاعة، كلما أضاء نجمك بقوة.”

فهمت لينا أن القيم الجميلة والتفاؤل يمكن أن يجعل كل شخص يتألق في حياته مثل النجوم في السماء.

العودة إلى المنزل والدروس المستفادة

بعد أن خاضت لينا مغامرات عديدة وتعلمت الكثير، شعرت بأن الوقت قد حان للعودة إلى منزلها. شكرها الكتاب العجيب على رحلتها وقال: “تذكري دائماً يا لينا، أن الكتاب ليس مجرد ورق وكلمات. إنه بوابة لعوالم لا نهاية لها من الخيال والمعرفة.”

البنوتة الصغيرة وحكاية الكتاب العجيب

عادت لينا إلى مكتبة جدتها، وهي تشعر بالسعادة والإلهام. نظرت إلى الكتاب العجيب وشعرت بالامتنان للمغامرة التي خاضتها. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت لينا تقرأ المزيد من الكتب وتشارك قصصها مع أصدقائها، وتعلمت أن القوة الحقيقية تكمن في المعرفة والخيال.

نامت لينا تلك الليلة وهي تبتسم، تحلم بمغامرات جديدة تنتظرها في صفحات الكتب العجيبة.