في قديم الزمان، كان هناك مارد ضخم ولكنه طيب القلب يُدعى “نواف”. عاش نواف في كهف كبير على قمة جبل شاهق، وكان معروفًا بين الناس بلطفه وكرمه. على الرغم من حجمه الكبير وقوته الهائلة، إلا أن نواف كان يحب مساعدة الناس، وكان دائمًا يسعى لنشر السعادة بين الجميع.
لكن مع مرور الوقت، شعر نواف بأنه على الرغم من كل ما يقدمه من مساعدة، إلا أن شيئًا ما ينقصه. كان يشعر بأنه غير سعيد تمامًا. قرر نواف أن يخرج في رحلة بحث عن السعادة الحقيقية، وأن يكتشف سر الشعور بالرضا الداخلي.
البداية: لقاء الحكيم العجوز
بدأ نواف رحلته بالذهاب إلى قرية مجاورة حيث كان يعيش حكيم عجوز معروف بحكمته ومعرفته. عندما وصل نواف إلى الحكيم، سأله عن سر السعادة. ابتسم الحكيم وقال: “السعادة ليست شيئًا يمكنك أن تجده في مكان معين، بل هي شيء ينبع من داخلك. اذهب وابحث في أعماق قلبك، وستجد السعادة الحقيقية.”
شكر نواف الحكيم وقرر أن يستمر في رحلته، متأملًا في كلامه. أدرك نواف أن عليه أن يكتشف معنى السعادة بنفسه، وأن هذه الرحلة ستكون رحلة داخلية بقدر ما هي رحلة خارجية.
اللقاء مع الطائر الجريح
بينما كان نواف يسير في الغابة، سمع صوت طائر صغير يئن من الألم. اتبع الصوت حتى وجد طائرًا صغيرًا جريحًا على الأرض. قرر نواف أن يساعد الطائر، فقام بلطف بوضعه في كفه الكبير واعتنى به. قدم له الماء والطعام واعتنى بجناحه المكسور حتى شفي تمامًا.
بعد أيام قليلة، استعاد الطائر قوته وبدأ يطير مجددًا. قبل أن يغادر، قال الطائر لنواف: “لقد قدمت لي معروفًا كبيرًا، لن أنساه أبدًا. لقد أعطيتني الأمل، وهذا ما يجعلني سعيدًا. شكراً لك، يا نواف.” شعر نواف بسعادة غامرة في قلبه بعد سماع كلمات الطائر، وبدأ يدرك أن السعادة الحقيقية قد تكمن في العطاء ومساعدة الآخرين.
التحدي الأكبر: مواجهة التنين
نواف في رحلته حتى وصل إلى قرية صغيرة كانت تعاني من هجوم تنين ضخم. كان التنين يخيف سكان القرية ويدمر كل ما يجده في طريقه. قرر نواف أن يساعد القرية، فتوجه بشجاعة لمواجهة التنين.
عندما التقى نواف بالتنين، لم يستخدم قوته لمحاربته، بل تحدث معه بلطف وحكمة. اكتشف نواف أن التنين كان غاضبًا لأنه فقد منزله في الجبل بسبب انهيار صخري. عرض نواف على التنين أن يساعده في بناء منزل جديد في مكان آخر أكثر أمانًا.
بفضل حكمة نواف، توقف التنين عن الهجوم، وعاد الهدوء إلى القرية. شعر نواف بسعادة عميقة لأنه تمكن من حل المشكلة دون عنف، وعلم أن السعادة تأتي من إيجاد حلول سلمية وتقديم المساعدة للآخرين.
العودة إلى المنزل
بعد رحلة طويلة مليئة بالمغامرات والدروس، عاد نواف إلى كهفه على قمة الجبل. لكن هذه المرة، عاد بقلب مليء بالسعادة والرضا. أدرك نواف أن السعادة الحقيقية لا تأتي من القوة أو الثروة، بل تأتي من العطاء، الحب، ومساعدة الآخرين.
ومنذ ذلك اليوم، نواف في نشر السعادة والفرح في كل مكان يذهب إليه، وأصبح معروفًا بأنه ليس فقط ماردًا قويًا، بل أيضًا ماردًا طيبًا وسعيدًا.
الخاتمة
عاش نواف بقية حياته سعيدًا ومرتاحًا، يعلم أن السعادة الحقيقية تكمن في قلوبنا، وأن العطاء والمساعدة هما أعظم مصادر السعادة. وهكذا، نواف في رحلته الطويلة، ليس في البحث عن السعادة، بل في نشرها بين جميع من حوله.