الملاك الصغير والمدينة الذهبية

في سماء عالية تعلوها السحب البيضاء الناعمة، كان هناك ملاك صغير يُدعى “نور”. كان نور يتميز بأجنحته البيضاء اللامعة وابتسامته التي تضيء الكون من حوله. على الرغم من سعادته في السماء، كان نور دائمًا يتساءل عن الحياة على الأرض وعن البشر الذين يعيشون هناك.

ذات يوم، سمع نور عن مدينة مذهلة تُدعى “المدينة الذهبية”، حيث كانت الشوارع مبطنة بالذهب والقصور تلمع في ضوء الشمس. شعر نور بفضول كبير، وقرر أن يهبط إلى الأرض في رحلة لاكتشاف هذه المدينة بنفسه.

الهبوط إلى الأرض

هبط نور بهدوء على سطح الأرض، وأخذ يتجول بين التلال والوديان بحثًا عن المدينة الذهبية. كان الطريق طويلًا، لكنه كان مليئًا بالجمال الطبيعي الذي لم يره من قبل. استمتع نور بمشاهدة الأزهار المتفتحة وسماع أصوات الطيور المغردة.

بعد رحلة شاقة، وصل نور أخيرًا إلى المدينة الذهبية. كانت المدينة كما سمع عنها: المباني مغطاة بالذهب، والشوارع تتلألأ تحت ضوء الشمس. لكن على الرغم من جمال المدينة، شعر نور بأن هناك شيئًا ما مفقودًا.

لقاء السكان

بدأ نور يتجول في المدينة ويلتقي بالسكان. لكن ما أدهشه هو أن الناس في المدينة كانوا دائمًا مشغولين بجمع الذهب والثروات، ولم يكن لديهم وقت للحديث أو الابتسام. كان الجميع يسعون لتحقيق المزيد من الثروة، لكنهم بدوا غير سعداء.

اقترب نور من أحد الأطفال في المدينة وسأله: “لماذا يبدو الجميع حزينين هنا؟ أليست هذه المدينة مليئة بالذهب والثروات؟” أجاب الطفل بحزن: “نعم، لدينا الكثير من الذهب، لكن لا أحد يهتم بالآخرين. الجميع هنا يهتم فقط بجمع المزيد من الثروة، ونسوا معنى الحب والصداقة.”

اكتشاف القيمة الحقيقية

شعر نور بالحزن لسماع هذه الكلمات. أدرك أن الذهب والثروات لا يمكن أن تجلب السعادة الحقيقية إذا لم يكن هناك حب واهتمام بين الناس. قرر نور أن يستخدم قوته الملاكبة ليُظهر لسكان المدينة ما هو حقًا ذو قيمة في الحياة.

بدأ نور في نشر الضوء والدفء بين الناس، وعندما لامس نوره القلوب، بدأ الناس يشعرون بالتغيير. بدأوا يتحدثون مع بعضهم البعض، ويشاركون القصص والضحكات. تذكروا أن السعادة تأتي من العلاقات الطيبة والقلوب المحبة، وليس من الذهب وحده.

الخاتمة: العودة إلى السماء

بعد أن رأى نور كيف تغيرت المدينة وأصبح سكانها أكثر سعادة، شعر بأن مهمته قد اكتملت. عاد نور إلى السماء بقلب مليء بالرضا والسعادة. كان يعلم الآن أن القيمة الحقيقية ليست في الأشياء المادية، بل في الحب والرعاية التي نقدمها لبعضنا البعض.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت المدينة الذهبية معروفة ليس فقط بثرواتها، بل بأهلها الذين تعلموا أن السعادة تكمن في الحب والصداقة. عاش الجميع في سعادة وطمأنينة، ولم ينسوا أبدًا الدرس الذي علمهم إياه الملاك الصغير.