قِصَّة نَبِيّا اَللَّه صَالِحٌ وَشُعَيْبْ عَلَيْهِمَا اَلسَّلَامُ
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 19 ديسمبر 2024فصول القصة
نَبِي اَللَّهْ صَالِحْ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ
كَانَ قَوْمُ ثَمُودَ أناسًا أشِدَاءَ ُينحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتًا وَيَصْنَعُونَ مِنَ الْحِجَارَةِ قَصُورًا وَيَعِيشُونَ عِيشَةً كَرِيمَةً وَسَعِيدَةَ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَيَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ, وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَالِحٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَتَرْكِ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ، وَهُمْ يُكَذِّبُونَهُ وَقَالُوا لَهُ: لَنْ نُؤْمِنَ بِأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا إِذَا جِئْتَ لَنَا بِآيَةٍ نَرَاهَا بِأَعْيُنِنَا
فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَإِذا فَعَلْتُ هَلْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّه وَلَا تَكْفُرُونَ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ فَسَأَلَهُمْ مَاذَا تُرِيدُونَ؟ فَأَشَارُوا لَهُ إِلَى صَخْرَةٍ وَقَالُوا لَهُ: أَخْرِجْ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نَاقَةً كَبِيرَةً عُشَرَاءَ تَكَادُ أَنْ تَلِدَ.
فَخَرَجَتْ لَهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ مِنَ الصَّخْرَةِ نَاقَةٌ كَبِيرَةٌ عُشَرَاءُ كَمَا وَصَفُوهَا, فَآمَنَ بَعْضُ النَّاسِ وَبَقِيَ الْآخَرُونَ عَلَى كُفْرِهِمْ.
فَأَمَرَهُمْ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَتْرُكُوهَا تَأْكُلُ وَلَا يُؤْذُوهَا، وَأَنْ يَتْرُكُوهَا تَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ يَوْمًا وَهُمْ يَشْرَبُونَ فِي الْيَوْ التَّالِي، وَإِلَّا سَوْفَ يُصِيبُهُمْ عَذابٌ مِنَ اللَّهِ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَمْ يُصَدِّقُوهُ وَأَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوا النَّاقَةَ بِظُلْمِهِمْ،
وَاجْتَمَعَ الأَشْقِيَاءُ مِنْهُمْ لِكَيْ يَقْتُلُوهَا، وَبِالْفِعْلِ قَتَلَهَا أَشْقَاهُمْ. فَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ وَهَلَكُوا جَمِيعًا إِلَّا نَبِيُّ اللَّهِ صَالِحٌ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ من المؤمنين الصالحين.
نَبِيِّ اللَّهِ شُعَيْبِ عَلَيْهِ السَّلَامُ
كَانَ أَهْلُ مَدْيَنَ كُفَّارًا يَعْبُدُونَ الْأَيْكَةِ وَهِيَ نَوْعٌ مِنَ الْأَشْجَارِ وَيَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ ، وَيُخِيفُونَ الْمَارَّةَ ، وَكَانُوا يَبْخَسُونَ الْمِكْيالَ وَالْمِيزَانَ لِذلِكَ بَعَثَ الله فِيهِمْ نَبيَّهُ شَعَيْبًا عَلَيْهِ السَّلَامُ فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَمَرَهُمْ بِالْعَدْل. وَنَهَاهُمْ عَنْ قَطع الطَّرِيقِ. وَلَكِنَّهُمْ كَذَّبُوا نَبيَّهُم وَاسْتَهْزَؤوا بِهِ.
ولأنهم عَصَوُا الله كَثِيرًا وَاسْتَمَرُّوا عَلى عِصْيَانِهِمُ اسْتَحَقَّوا تثير مِنَ الْعِقَابِ وَالْعَذَابِ فَقَدْ أَصَابَهُمْ حَرِّ عَظِيمٌ مُدَّةَ سَبْعَةِ يَام لَا يُظِلُّهُمْ مِنْهُ شَيْءٌ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ سَحَابَةٌ أَظَلَّتْهُمْ فَأَسْرَعُوا إِلَيْهَا يَسْتَزظلُونَ بِظِلُّهَا مِنَ الْحَرِّ.
فَلَمَّا اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ تَحْتَهَا أَرْسَلَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَيْهِمْ مِنْهَا شَرَرًا مِنْ نَارٍ وَلَهَبًا وَوَهَجًا عَظِيمًا، وَرَجَفَتْ بِهِمُ الأَرْضُ وَجَاءَتْهُمْ صَيْحَةٌ عَظِيمَةٌ أَزْهَقَتْ أَرْوَاحَهُمْ