النَّحْلَةُ وَالنَّمْلَةُ

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

تارخ آخر تحديث: 26 ديسمبر 2024

فصول القصة

النَّحْلَةُ وَالنَّمْلَةُ

كَانَ يَا مَا كَانَ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، كَانَتْ هُناكَ نَمْلَةٌ تَعْمَلُ بِجِدٍ وَنَشَاطِ، وَقَدْ كَانَتْ تَجْمَعُ حَبَّاتِ القمح وتخزنها في بَيْتِهَا الْمَوْجُودِ دَاخِلَ الْأَرْضِ حَيْثُ لَا يَسْتَطِيعُ أَي أَحَدٍ الْوُصولَ إلَيْهِ.

وَبَعْدَ مُرُورٍ زَمَنٍ طَوِيلٍ، صَارَتِ النَّمْلَةُ أَقَلَّ نَشَاطًا، وَلَمْ تَعُدْ تَمْلِكُ نَفْسَ الْقُوَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَتَمَتَّعُ بِهَا مِنْ قَبْلُ. حَزِنَتِ النَّمْلَةُ وَجَلَسَتْ تَحْتَ شَجَرَةٍ، وَبَدَأَتْ تَبْكِي بِسَبَبٍ مَا أَصَابَهَا مِنْ ضُعْفِ وَوَهَن.

وَحِينَذَاكَ مَرَّتْ نَحْلَةٌ مِنْ فَوْقِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، وَسَمِعَتْ بُكَاءَ النَّمْلَةِ وَسَأَلتها: لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَا الَّذِي أَصَابَكِ؟ أَجَابَتِ النَّمْلَةُ وَالْحُزْنُ بَادِي عَلَى وَجْهِهَا: لَقَدْ صِرْتُ ضَعِيفَةً، وَلَمْ أَعُدْ قَادِرَةً عَلَى العَمَل كما في السابق.

ابْتَسَمَتِ النَّحْلَةُ وَقَالَتْ: هَذَا أَمْرٌ بَسِيطٌ وَحَلٌّ الْمَسْأَلَةِ لَيْسَ عَسِيرًا. تَعَجَبَتِ النَّمْلَةُ لِقَوْلِهَا وَسَأَلَتْهَا بِفُضُولٍ: وَمَا هُوَ الْحَلُّ ؟ رَدَّتِ النَّحْلَةُ قَائِلةً: لَدَيَّ عَسَلٌ لَذِيدٌ وَعَجِيبٌ، إِذَا أَكَلْتِ مِنْهُ تقصيرين قوية كما في السابق. أحبتِ النملة الفكرة وَقَالَتْ: هَيا أَعْطِنِي الْقَلِيلَ مِنْ ذَلِكَ الْعَسَلِ. وَافَقَتِ النَّحْلَةُ عَلى طَلَبِ النَّمْلَةِ، وَتَوَجَّهتَا مَعًا إِلَى مَنْزِلِ النِّحْلَةِ. وَمَا أَنْ مَرَّتْ سَاعَاتٌ مِنْ تَناوُلِهَا لِلْعَسَلِ، صَارَتِ النَّمْلَةُ قَوِيَّةٌ وَنَشِيطَةً كَما كَانَتْ فِي الْمَاضِي.

النَّحْلَةُ وَالنَّمْلَةُ

فَشَكَرَتِ النَّمْلَةُ النَّحْلَةَ عَلَى كَرَمِهَا، وَتَابَعَتْ عَمَلَهَا بِجِدٍ وَنَشَاطٍ. وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ صَارَنَا صَدِيقَتَيْنِ.

العبرة من قصة النحلة والنملة

اَلْعِبْرَة اَلْأُولَى مِنْ قِصَّةِ اَلْأَطْفَالِ هِته هِيَ حُبُّ اَلْخَيْرِ لِلْآخَرِينَ وَمُسَاعَدَتِهِمْ كَمَا فَعَلَتْ اَلنَّحْلَة مَعَ اَلنَّمْلَة فَفعل اَلْخَيْر لَغَيَّرْنَا يُوَرَّث حُبُّ اَلنَّاسِ وَالشُّعُورِ بِالْفَرَحِ وَالسُّرُورِ وَالرَّاحَةِ.

العِبْرَةُ اَلثَّانِيَةُ هِيَ عَدَمُ فِقْدَانِ اَلْأَمَلِ رَأْينَا كَيْفَ فَقَدَتْ اَلنَّمْلَة اَلْأَمَل فِي شِفَائِهَا وَكَانَتْ حَزِينَةً تَبْكِي لَكِنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ هُنَاكَ حَل لِمُشْكِلَتِهَا ، لِذَلِكَ صَغِيرِي لَا تَفقدَ اَلْأَمَل أَبَدًا وَأَحْسنَ اَلضَّنّ بِاَللَّهِ فَلِكُلِّ عُسْرِ يُسْرٍ.

العِبْرَةُ اَلثَّالِثَةُ تُعَلِّمُنَا اَلْقِصَّةُ أَنَّ اَلْعَسَلَ شَهِيٌّ لَكِنَّهُ كَذَلِكَ مُقَوِّي لِلْجِسْمِ وَشَافِي أَيْضًا لِبَعْضِ اَلْأَمْرَاضِ.