.

الأسد والحِمارُ

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

فصول القصة

الأسد والحِمارُ

يُحكى أَنَّهُ فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ أَنَّ اَلْأَسَدُ مَلِكُ اَلْغَابَةِ فَقَدَ كَنزَّهْ اَلثَّمِينَ وَلَمْ يَقُلْ لِأَحَدٍ، فأَرْسَلَ الْأَسَدَ الْقِرْدَ إِلَى جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ، مِنْ أَجْلِ عَقْدِ اجْتِمَاعِ طَارِىء يَوْمَ الْأَحَدِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ يَعْرِفُ سَبَبَ ذَلِكَ.

فَانْتَشَرَتِ الْعَدِيدُ مِنَ الْإِشَاعَاتِ، وَمِنْهَا أَنَّ الْأَسَدَ سَيعَينُ الْحِمَارَ مُسْتَشَارَهُ الْأَوَّلَ. وَعِنْدَمَا سَمِعَ الْحِمَارُ ذَلِكَ فَرِحَ فَرَحًا شَدِيدًا وَصَارَ يَمْشِي يغرُورٍ وَيَتَكَبَّرَ عَلَى بَاقِي اَلْحَيَوَانَاتِ وَحَتَّى يَحْتَقِرهُمْ، وَكُلَّمَا الْتَقَى أَحَدَ الْحَيَوَانَاتِ أحس بالعظمة.

حَلَّ يَوْمُ الْاجْتِمَاعِ، وَحَضَرَ جَمِيعُ الْحَيَوَانَاتِ، وَعَلَامَاتُ الْخَوْفِ بَادِيَةٌ عَلَيْهِمْ، لأنهُمْ يَجْهَلُونَ السَّبَبَ الحقيقي للاجتماع. وَخِلالَ لَحَظَاتٍ جَاءَ الْأَسَدُ الَّذِي كَانَ آخِرَ مَنِ الْتَحَقَ، وَنَظَرَ إلَى الْجَمِيعِ نَظْرَةَ احْتِقَارٍ وَقَالَ: لَقَدْ وَصَلَني خَبَرٌ يَقِينٌ أَنَّ هُنَاكَ كَنزٌ ثَمِينٌ مُخَبَّاً فِي الْغَابَةِ لِهَذَا آمُرُكُمْ بِالْبَحْثِ عَنْهُ إِلَى أنْ تَعْثُرُوا عَلَيْهِ، وَمَنْ عَثَرَ عَلَيْهِ سَوْفَ يَحْصُلُ عَلَى نصفه.

فَرِحَ الْجَمِيعُ بِالْخَبَرِ، وَأَخَذُوا يَبْحَثُونَ عَنه مطولا إِلَى أَنْ عَثرَ عَلَيْهِ الْحِمَارُ الَّذِي غَمَرَتْهُ الفَرْحَةُ، فَذَهَبَ بِالْكَنز إِلَى الْأَسَدِ وَبَاقِي الْحَيَوَانَاتِ وَرَاءَهُ. وَبِمُجَرْدٍ أَنْ وَصَلَ إلَى مَكَانِ تَوَاجُدِ مَلِكِ الْحَيَوَانَاتِ، أَنْقَضَ الْأَسَدُ عَلَى الْحِمَارِ وَكله، ثُمَّ قَالَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِع: إِنَّ الْحِمَارَ هُوَ الَّذِي كَانَ يُخبيُ كنزي المفقود وَالآنَ تَيَقَّنتُ مِنَ الْخَبَرِ الَّذِي وَصَلَنِي مِنْ قَبْلُ.

صَدِّقَ الْجَمِيعُ مَا قَالَهُ الأَسَدُ، وَأَنْصَرَفَتِ الْحَيَوَانَاتُ إِلَى حَالٍ سَبِيلِهَا وَهِيَ تُرَدِّدُ: لَقَدْ نَالَ الْحِمَارُ جَزَاءَهُ.

اَلْعِبْرَة مِنْ اَلْقِصَّةِ:

قَرَأْنَا فِي هِتَّه اَلْقِصَّة اَلْقَصِيرَة كَيْفَ اِغْتَرَّ اَلْحِمَارُ بِنَفْسِهِ وَأَصْبَحَ مُتَكَبِّرًا وَقَدْ نَالَ جَزَاء تَكْبُره سَرِيعًا وَلَمْ يَجِدْ مِنْ يُدَافِعُ عَنْهُ لِأَنَّ بَاقِيَ اَلْحَيَوَانَاتِ سَئِمَتْ مِنْ تَكْبُرُهُ لِذَلِكَ يَا أَطْفَال لَا تتَصرفُوا كَالْحِمَارِ وَكُونُوا مُتَوَاضِعَيْنِ مَعَ أَصْدِقَائِكُمْ حَتَّى يُحِبَّكُمْ اَلْجَمِيع.