فصول القصة القصيرة للفيل والنملة
- غرور الفيل امام النملة.
- تعرض الفيل لمشكل كبير.
- تخلص الفيل من مشكلته.
- العبرة من قصة الفيل والنملة
قصة الْفِيلُ وَالنَّمْلَةُ
يحكى أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ فِيلٌ ضَخْمٌ، مَغْرُورٌ بِضَخَامَةِ جِسْمِهِ وَقُوَّتِهِ، وَكُلَّمَا مَرَّ مِنْ مَنْزِلِ نَمْلَةٍ شَابَةٍ اسْتَهْرَا مِنْهَا لِصِغَرِ جِسْمِهَا وَاحْتَقَرَهَا. وَكَانَتِ النَّمْلَةُ لَا تُبَالي بَتَاتًا بَمَا يَقُولُهُ، وَكَانَتْ رَاضِيَةً عَنْ جِسْمِهَا رَغمَ صِغَرَ حَجْمِها.
وفي أحد الأيام، بينما كان الفيلُ يَأْكُلُ طَعَامَهُ، أَحَسٌ بِشَوْكَة بدَاخِلِ خُرْطُومِهِ، فَحَاوَلَ إِخْرَاجَهَا لَكِنْ دُونَ جَدْوَى، فَكَادَ يَفْقِدُ صَوَابَهُ مِنْ شِدَّةِ الْأَلمِ، فَلَمْ يَجِدْ أَي وَسِيلَةِ لِلتَّخَلصِ مِنْ تِلْكَ الشَّوْكَةِ. وَخِلالَ لَعَطَاتٍ خَطَرَ عَلَى بَالِهِ النَّهَابَ
إلَى مَسْكَنِ النَّمْلَةِ كَيْ يَطْلُبَ مُسَاعَدَتها.
وَهَكَذَا، ذَهَبَ الْفِيلُ إِلَى بَيْتِ النِّمْلَةِ وَطَلَبَ مُسَاعَدَتهَا،
فَلَمْ
تَتَردَّدْ فِي مُسَاعَدَتِهِ؛ فَدَخَلَتْ إِلَى خُرْطُومِهِ وَنَزَعَتِ الشَّوْكَةَ بسُهُولَةٍ، وَخَرَجَتْ قَائِلَةً: لَقَدْ خَلَّصْتَكَ مِنَ الشَّوْكَةِ وَالْآنَ
يَجِبُ أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ فِكْرَتِكَ أَنَّكَ الْأَقْوَى.
ابْتَسَمَ الْفِيلُ وَرَدَّ قَائِلاً: سَامِحِينِي عَلَى مَا صَدَرَ مِنِّي، فَجِسْمُكِ لَا عَيْبَ فِيهِ بَلْ الْعَيْبُ فِي تَفْكِيرِي السَّلْي.
اَلْعِبْرَة مِنْ قِصَّةِ اَلْفِيلَ وَالنَّمْلَةِ:
فِي هِتَّهْ اَلْقِصَّةُ اَلْقَصِيرَةُ لِلْفِيلِ وَالنَّمْلَةِ تُعَلِّمُنَا مَعْنَى اَلتَّوَاضُعِ وَعَدَمِ اَلْغُرُورِ ، فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَعَالَى عَلَى بَاقِي اَلْخُلُقِ بِمَا وَهَبَنَا اَللَّهُ سَوَاءٌ مِنْ قُوَّةِ جِسْمٍ أَوْ جَمَالٍ أَوْ مَالٍ لِأَنَّ اَلْحَيَاةَ مُتَكَامِلَةٌ بَيْنَ أَفْرَادِ اَلْمُجْتَمَعِ وَكُلٍّ وَاحِدٍ يَحْتَاجُ لِلْآخَرِ فِي هَذِهِ اَلْحَيَاةِ حَتَّى تَكْتَمِلَ دَوْرَةُ اَلْحَيَاةِ وَبِدَوْرِنَا كُلِّنَا نَحْتَاجُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي جُمُوعِ أُمُورِنَا.