فصول القصة القصيرة للقطعة الذهبية
- العائلة الفقيرة.
- زيارة الرجل العجوز الغامض.
- شح الماء لدى العائلة.
- القطعة الذهبية العجيبة.
- رجوع الماء للبئر وفرحة العائلة.
- العبرة من قصة القطعة الذهبية.
القِطْعَة الذهبية
يُحْكَى فِي زَمَانٍ بَعِيدٍ، أَنَّهُ كَانَتْ هُنَاكَ أُسْرَةٌ صَغِيرَةٌ، تَتَكَوَّنُ مِنْ أَبِ وَأمّ وَابْنٍ وَبَنْتِ. وَقَدْ كَانَتْ أُسْرَةً طَيِّبَةً تُحِبُّ الْخَيْرَ لِلنَّاسِ، وَكَانَتْ تُرحِبُ بالضُّيُوفِ، بالرَّغْمِ مِنْ مُعَانَاتِهَا مِنَ الْفَقْرِ، وَإِمْكَانِيَاتِهَا الْمَعْدُودَةِ، وَخَاصَّةً أَنَّ الْبثْرَ ، مَصْدَرُ الْمَاءِ الْوَحِيدِ لَهُمْ، وقَدْ قَلْ مخزونة ينقص بشكل كبير.
وَفِي صَبَاحٍ الْيَوْمِ التَّالِي، أَسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ الْعَجُوزُ وَخَرَحَ مِنَ الْمَنْزِلِ، ثُمَّ اقْتَرَبَ مِنَ الْبئر بخطَى هَادِئَةٍ، وَأَخْرَجَ مِنْ جَيْبِهِ قِطْعَةً ذَهَبيَّةٌ لاَمِعَةً، وَرَمَاهَا دَاخِلَ الْبيْرِ، وَمَا أَنْ وَصَلَتِ تِلْكَ الْقِطْعَةُ الذَّهَبيَّةُ إِلَى قَاعِ الْبثِرِ، حَتَّى أَمْتَلَأَ بِالْكَثِيرِ مِنَ الْمَاءِ بِكُلِّ غرَابَةٍ إِنَّهَا حَقًّا قِطْعَةٌ ذَهَبيَّةٌ عَجِيبَةٌ.
عَادَ الرَّجُلُ الْعَجُورُ إِلَى دَاخِلِ الْمَنْزِلِ، وَجَلَسَ يُنْشِدُ أَناشِيدَ لَمْ يُسْمَعْ بِهَا قَطُّ ويقول وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، فَاسْتَيْقَظَ جَمِيعُ أَفْرَادِ الْأَسْرَةِ وَالْتَفُّوا حَوْلَهُ لِيَسْتَمِعُوا إِلَيْهِ.
وَبَعْدَ ذَلِكَ، تَنَاوَلُوا وَجْبَةَ الْفُطُور، وَمُجَرَّدِ أَنْ أَنْتَهَى الرَّجُلُ الْعَجُوزُ مِنَ الأكْلِ وَقَفَ قَائِلاً: أَرْجُو مِنْكُمْ أَنْ تَمْنَحُونِي قَارُورَةً
مِنَ الْمَاءِ، فَطَريقُ سَفَري مَازَالَ طَوِيلاً جدًا.
سارعَتِ الْأمْ إِلَى الْبثْرِ فَتَعَجَّبَتِ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ مُمْتَلِئًا، فَشَكَرَتِ الله تَعَالَى وَمَلَاتِ الْقِنِّينَةَ بِالْمَاءِ، وَوَهَبَتْهَا لِلرَّجُلِ الْعَجُوز، الَّذِي شكَرَ الْأَسْرَةَ عَلَى حُسْنٍ ضِيَافَتِهم، وَغَادَرَ إِلَى حَالِ سَبيلِهِ وَهُوَ يُنْشِدُ أَحْلَى الْأَنَاشِيدِ.
وَفَرِحَتْ اَلْأُسْرَةُ بِمَا وَجَدُوهُ مِنْ تَوَفُّرِ اَلْمَاءِ فِي اَلْبِئْرِ مِنْ جَدِيدٍ لِأَنَّ اَلْمَاءَ هُوَ أَسَاسُ اَلْحَيَاةِ.
اَلْعِبْرَةُ مِنْ قِصَّةِ اَلْقِطْعَةِ اَلذَّهَبِيَّةِ:
تُعْطِينَا هَذِهِ اَلْقِصَّةِ اَلْقَصِيرَةِ عَبْر كَثِيرَةٍ مُهِمَّةٍ ، حُبُّ اَلْخَيْرِ لِلنَّاسِ وَحُسْنِ اَلضِّيَافَةِ ، كَمَا فَعَلَتْ اَلْأُسْرَةُ اَلْفَقِيرَةُ مَعَ اَلْعَجُوزِ اَلَّذِي اِسْتَقْبَلَتْهُ بِكُلِّ حُبٍّ وَأَحْسَنَتْ ضِيَافَتُهُ بِالرَّغْمِ مِنْ فَقْرِهَا.
تَعَلَّمْنَا اَلْقِصَّةُ أَيْضًا أَنَّهُ مَنْ يَفْعَلُ خَيْرًا يُكَافِئُهُ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَدْ كَانَتْ اَلْأُسْرَةُ اَلْفَقِيرَةُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ لِلْمَاءِ وَبِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ لَمْ تَتَرَدَّدْ اَلْأُمُّ بِأَنْ تُعْطِيَ اَلْعَجُوزَ قَارُورَةَ مَاءٍ وَقَدْ فُوجِئَتْ بِامْتِلَاءِ اَلْبِئْرِ مَاءً وَهِيَ عَلَامَةٌ عَلَى أَنَّ جَزَاءَ اَلْإِحْسَانِ إِلَّا اَلْإِحْسَانُ وَكُلُّ خَيْرٍ تَقُومُ بِهِ تَلَقَّاهُ فِي اَلدُّنْيَا قَبْلَ اَلْآخِرَةِ.
وَالْعِبْرَةُ اَلثَّالِثَةُ هِيَ أَهَمِّيَّةُ اَلْمَاءِ فِي اَلْحَيَاةِ فَلَا يُمْكِنُ اَلْعَيْشُ دُونَ مَاءِ فَحَتَّى لَوْ تُوَفِّرُ لَدَيْكَ اَلطَّعَامُ فَلَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْهُ إِلَّا إِذَا وَجَدَ اَلْمَاءُ لِذَلِكَ أَبْنَائِي اَلْأَطْفَالِ حَافَظُوا عَلَى نِعْمَةِ اَلْمَاءِ قَدْرَ اَلْمُسْتَطَاعِ.