فصول قصة الْقِطُ وَالْكَلْبُ والفأر:
- خبث الفأر وإثارة النميمة بين القط والكلب.
- غضب القط من الكلب وكذلك الكلب من القط.
- إكتشاف القط لأمر الفأر ومطاردته.
- نشوب العداوة الأبدية بين القط والكلب والفأر.
- العبرة من قصة القط والكلب والفأر.
الْقِطُ وَالْكَلْبُ والفأر
يُحْكَى فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ فَأَرٌ خَبيثُ الْأَفْعَالِ، وَكَثِيرُ الْكَذِب عَلَى الْغَيْرِ، وَكَانَ أَحَبَّ شَيْءٍ إِلَيْهِ هُوَ نَقُلُ
الْأَخْبَارِ الزَّائِفَةِ.
فَفِي أَحَدِ الْأَيَّامِ ذَهَبَ الْفَارُ إِلَى الْقِطِ وَأَقْتَرَبَ مِنْهُ قَائِلاً: يَا قط ! لَقَدْ الْتَقَيْتُ الْبَارِحَةَ الْكَلْبَ، وَأَخْبَرَنِي بِشَيْء لَنْ تتَحَمَّلَ سَمَاعَهُ. نَظَرَ الْقِطْ إِلَى الْقَارِ وَالْغَضَبُ بَادِي عَلَى مَلامِحِهِ وَقَالَ مُتَسَائِلاً: وَمَا الَّذِي قَالَهُ بالضَبْطِ ؟ رَدَّ الْفَارُ بصَوْتٍ مُنْخَفِضِ: لَقَدْ قَالَ أَنَّ شَكْلَ وَجْهِكَ بَشِعٌ وَلَا يَتَحَمَّلُ النَّظَرَ إِلَيْكَ. زَادَ غَضَبُ الْقِطِ عِنْدَ سَمَاع كَلامِ الْفَارِ وَقَالَ بصَوْتٍ مُرْتَفِع: إِنَّ وَجْهَ الْكَلْبِ أَكْثَرُ بَشَاعَةً، كَا أَنَّ رَائِحَتَهُ لا تطاق.
وَقْتَذَاكَ تَرَكَ الْفَارُ الْقِطْ وَذَهَبَ عِنْدَ الْكَلْبِ، وَأَخْبَرَهُ بمَا قَالَهُ الْقِطُّ، فَصَارَ الْكَلْبُ غَاضِبًا وَلَا يَتَحَمَّلُ رُؤْيَةً أَي قِط. مَرَّتِ الْأَيَّامُ إِلَى أَنْ جَاءَ الْيَوْمُ الَّذِي مَرَّ فِيهِ الْقِطُّ مِنْ مَكَانِ تَوَاجُدِ الْفَارِ، وَسَمِعَهُ يَقُولُ لِأَحَدِ الْفِتَرَانِ بِأَنَّهُ سَعِيدٌ، لِكَوْنِهِ نَجَحَ فِي الإيقاع بَيْنَ الْقِطِ وَالْكَلْبِ اللَّدَيْنِ صَارَا يَكْرَهَانِ بَعْضَهُمَا الْبَعْضَ، وَمُجَرِّدِ أَنْ سَمِعَ الْقِطُّ كَلامَ الْفَارِ أَحَسٌ بالْغَيْظِ وَطَارَدَهُ مُحاولاً الْإِمْسَاكَ بِهِ لَكِنْ دُونَ جَدْوَى.
وَهَكَذَا، ومنذ ذاك صَارَ القِط يكره الفار، وَأَصْبَحَ الكَلْبُ يَبْغَضُ الْقِط.
اَلْعِبْرَة مِنْ اَلْقِصَّةِ اَلْقَصِيرَةِ لِلْقِطِّ وَالْكَلْبِ وَالْفَأْرِ:
تَعَلَّمْنَا اَلْيَوْمُ عِبْرَةً مُفِيدَةً مِنْ اَلْقِصَّةِ عَنْ اَلنَّمِيمَةِ وَأَثَرِهَا اَلسَّيِّئِ فِي اَلْمُجْتَمَعِ، لَقَدْ قَرَأْنَا كَيْفَ كَانَ اَلْفَأْرُ اَلشِّرِّيرُ يَنْمَمْ بَيْنَ اَلْقِطِّ وَالْكَلْبِ حَتَّى نَشَأَتْ بَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ أَبَدِيَّةٌ ، لِذَلِكَ يَا بُنَيَّ اَلْعَزِيزِ تَجَنُّبُ اَلنَّمِيمَةِ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْوَأِ اَلْأَفْعَالِ وَصَاحِبِهَا يَكُونُ مَكْرُوهُ مِنْ طَرَفِ كُلِّ اَلنَّاسِ.