ذَكَاءُ اَلْقِرَدَةِ
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 14 يونيو 2024فصول القصة
فصول قصة الأطفال القصيرة: ذكاء القردة
- إنتعاش الغابة بحلول فصل الربيع.
- وقوع القردة في فخ التماسيح واللبوءات.
- حكيم القردة يستعمل ذكائه لإنقاذ القطيع.
- نجاة جميع قطيع القردة من اللبوءات والتماسيح.
ذَكَاءُ اَلْقِرَدَةِ
فِي صَبَاحِ أَحَدِ أَيَّامِ اَلرَّبِيعِ اَلْجَمِيلَةِ، كَانَتْ حَيَوَانَاتُ اَلْغَابَةِ سَعِيدَةً بِانْتِهَاءِ فَصْلِ اَلشِّتَاءِ اَلْبَارِدِ وَحُلُولِ اَلرَّبِيعِ اَلْمُنْعِشِ. تَأَلَّقَتْ اَلشَّمْسُ اَلسَّاطِعَةُ وَأَنْعَشَتْ مِيَاهُ اَلْبُحَيْرَةِ تَحْتَ اَلْأَشْجَارِ، مِمَّا أَضَاءَ ظِلَالَ اَلْأَشْجَارِ اَلْعَالِيَةِ. كَانَتْ هُنَاكَ مَجْمُوعَةً مِنْ اَلْقُرُودِ تَلْعَبُ عَلَى اَلْأَشْجَارِ اَلَّتِي فَوْقَ اَلْبُحَيْرَةِ، تَقْطِفَ اَلْفَوَاكِهُ وَتَسْتَمْتِعُ بِهَا. لأَنَّهَا وَجْبَتُهُمْ اَلْمُفَضَّلَةُ.
عَلَى جَانِبِ اَلْبُحَيْرَةِ، كَانَتْ اَلتَّمَاسِيحُ مُسْتَلْقَاَة فِي اَلْمِيَاهِ، فِي اِنْتِظَارِ فَرِيسَتِهَا مِنْ اَلْحَيَوَانَاتِ اَلَّتِي تُرِيدُ اَلشُّرْبَ فِي فَتْرَةِ اَلظَّهِيرَةِ. وَبَعْضَ اَللَّبُوءَاتْ تَسْتَعِدَّ لِصَيْدٍ ثَمِينٍ يَسْهُو . كُلُّ حَيَوَانٍ يَنْتَظِرُ طَعَامُهُ ، فَهَذِهِ هِيَ قَاعِدَةُ اَلْحَيَاةِ فِي اَلْأَرْضِ وَهَذَا هُوَ قَانُونُ اَلْغَابَةِ: اَلْبَقَاءُ لِلْأَقْوَى وَلِمَنْ يَسْتَحِقُّ اَلْحَيَاةَ.
نَزَلَتْ قِرَدَةً وَاحِدَةً مِنْ اَلْأَشْجَارِ إِلَى اَلْبُحَيْرَةِ، عَطْشَانَةً وَجَافَّةً اَلرِّيقِ، تَرْغَبَ فِي رَيِّ عَطَشِهَا. لَاحَظَتْ اَللَّبُوءَاتْ وَالتَّمَاسِيحُ وَتَسَاءَلَتْ مِنْ مِنْهُمَا يَسْتَحِقُّ أَنْ تَرْوِيَ عَطَشَهَا. أَخْبَرَتْهَا إِحْدَى اَلْقُرُودِ أَنَّهَا لَا تَتَقَدَّمُ، لِأَنَّ هُنَاكَ فَخًّا مُخَطَّطًا لَهَا.
لَكِنَّهَا لَمْ تَسْتَمِعْ، فَالْعَطَشُ هُوَ اَلدَّافِعُ اَلَّذِي يُحَرِّكُهُ. جَاءَ اَللَّيْلُ فَتَسَلَّلَتْ اَلْقِرَدَةُ تُشَرَّبُ مِنْ اَلْبُحَيْرَةِ بِسُرْعَةِ اَلْبَرْقَ وَتَعُودُ إِلَى أَعَالِي اَلْأَشْجَارِ بِأَقْصَى سُرْعَةٍ وَلَكِنَّ هَذَا حَلٌّ مُؤَقَّتٌ ؟ ! فِي اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي وَقْتُ اَلظَّهِيرَةِ اِقْتَرَبَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ حَيَوَانِ اَلْجَامُوسِ إِلَى اَلْبُحَيْرَةِ تَتَحَرَّكُ فِي مَجْمُوعَاتِ حَتِي تُرْهِبُ اَلْعَدُوَّ ، فَنَزَلَتْ اَلْقِرَدَةُ بِسُرْعَةِ تَشْرَبُ مَعَهَا فِي أَمْنٍ وَأَمَانٍ.
وَفِي هَذَا اَلْوَقْتِ بَدَأَ اَلْجُوعُ يَضْغَطُ عَلَى أَمْعَاءِ اَللَّبُؤَةِ وَالتَّمَاسِيحِ فَبَدَأَتْ تِدْجِرْ وَتَتَحَرَّشَ فِيمَا بَيْنَهَا حَتَّى أَنَّ اِبْتَعَدَتْ قُطْعَانُ اَلْمَاشِيَةِ مِنْ اَلْمِنْطَقَةِ خَوْفًا مِنْهَا، فَحُوصِرَتْ اَلْقِرَدَةُ مِنْ جَدِيدٍ أَعْلَى اَلشَّجَرَةِ فَاقْتَرَبَتْ مِنْهَا اَللَّبُؤَاتِ وَجَلَسَتْ أَسْفَل اَلشَّجَرَةِ وَسَطَ صُرَاخِ اَلْقِرَدَةِ أُعْلِيَ اَلشَّجَرَةُ فَيَئِسَتْ اَلتَّمَاسِيحُ وَابْتَعَدَتْ بَعْدَ أَنْ عَلِمَتْ أَنَّ اَلْقِرَدَةَ عَشَاءَ اَللَّبُؤَاتِ.
نَفَّذَ صَبْرُ اَللَّبُؤَةِ وَحَاوَلَتْ اَلصُّعُودَ أَعْلَى اَلشَّجَرَةِ وَانْتَظَرَتْ صَدِيقَتُهَا أَسْفَلَ اَلشَّجَرَةِ تَنْتَظِرُ مَا يَسْقُطُ إِلَيْهَا لِتَأْكُله، هَاجَتْ اَلْقِرَدَةُ وَهِيَ تَصْرُخُ فِي اِسْتِغَاثَةٍ مُدَوِّيَةٍ تَصِلُ عِنَانَ اَلسَّمَاءِ مُحَذِّرَةً بَعْضُهَا اَلْبَعْضُ، وَقَامَتْ بِرَمْيِ اَلْفَاكِهَةِ عَلِي اَللَّبُؤَةَ حَتِي تَفَقُّدَهَا اِتِّزَانُهَا وَبِالْفِعْلِ سَقَطَتْ اَللَّبُؤَةُ جُثَّةً هَامِدَةً أَسْفَلَ اَلشَّجَرَةِ فَتَجَمَّعَتْ حَوْلُهَا صَدِيقَاتُهَا وَشَرَعُوا فِي أَكْلِ جُثَّتِهَا.
فِكْرٌ حَكِيمٌ اَلْقِرَدَةِ فِي اِسْتِغْلَالِ فُرْصَةِ نَوْمِ اَللَّبُؤَاتِ بَعْدِ تَنَاوُلِهِمْ اَلطَّعَامِ اَلدَّسَمِ وَنَزَلَ وَحْدَهُ لَكِنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ إِنْقَاذِ اَلصِّغَارِ. مَرُّ مِنْ فَوْقِ أَجْسَادِهِمْ اَلْمُتَنَاثِرَةِ حَوْلَ اَلشَّجَرَةِ وَأَلْقَى اَلصُّخُورَ فِي اَلْبُحَيْرَةِ ، مِمَّا أَفَاقَ اَللَّبُؤَاتِ وَهَرِعَ اَلْقِرْدُ هَارِبًا بِاتِّجَاهَ اَلْبُحَيْرَةِ.
بَدَأَتْ اَللَّبُؤَاتِ بِالتَّصَارُعِ مِنْ أَجْلِ اَلْفَوْزِ بِالْقِرْدِ اَلْكَبِيرِ، بَيْنَمَا بَدَأَتْ اَلْأُمُّ بِإِنْزَالِ اَلْقُرُودِ اَلصَّغِيرَةِ وَفَرُّوا هَارِبِينَ دَاخِلَ اَلْغَابَةِ. اِسْتَمَرَّ اَلْقِرْدُ اَلْكَبِيرُ فِي رَمْيِ اَلصُّخُورِ فِي اَلْبُحَيْرَةِ بِشَكْلٍ مُسْتَفِزٍّ، وَقَفَزَتْ اَللُّبِّيَّ آتٍ فِي اَلْمَاءِ فَجَاءَتْ اَلتَّمَاسِيحُ وَاصْطَدَمَتْ بِالْأُسُودِ وَدَارِ شِجَارٍ عَنِيفٍ بَيْنَهُمْ ، فِي هَذَا اَلْوَقْتِ نَجَّى كُلُّ قَطِيعِ اَلْقِرَدَةِ وَابْتَعَدَ بَفْظَلْ كَبِيرُهُمْ اَلذَّكِيُّ.