الفَاصُوليَاء اَلسِّحْرِيَّةِ
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 27 ديسمبر 2024فصول القصة
الفَاصُوليَاء اَلسِّحْرِيَّةِ
فِي قَدِيمٍ اَلزَّمَانِ ، كَانَ هُنَاكَ عَائْلَة فَقِيرَةً مُكَوَّنَةً مِنْ اَلْأَبِ وَالْأُمِّ وَطِفْلٍ فِي اَلْعَاشِرَةِ مِنْ اَلْعُمْرِ اِسْمَهُ أَدْهَمْ، يَعِيشُونَ فِي أَعَالِي اَلْجِبَالِ، وَكَانَ اَلشَّابُّ أَدْهَمْ يُحِبُّ اَلْمُغَامَرَةَ وَالِاسْتِكْشَافَ.
فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ، وَجَدَ اَلطِّفْلُ اَلشَّابُّ، أَدْهَمْ، حُبُوبُ فَاصُولْيَاءَ غَامِضَةٍ فِي حَدِيقَةِ مَنْزِلِهِ. وَبِدُونِ تَرَدُّدٍ، قَرَّرَ زِرَاعَتَهَا وَالِاعْتِنَاءَ بِهَا بِعِنَايَةٍ.
بعْد مُرُورِ بِضْعَةِ أَيَّامٍ، نَمَتْ اَلْبُذُورُ بِشَكْلٍ غَرِيبٍ وَسَرِيعٍ، وَتَحَوَّلَتْ إِلَى شَجَرَةٍ ضَخْمَةٍ تَمْتَدُّ حَتَّى اَلسَّمَاءِ.
قَرَّرَ أَدْهَمْ تَسَلُّقِ هَذِهِ اَلشَّجَرَةِ اَلْعِمْلَاقَةِ لِلِاسْتِكْشَافِ، فَصَعِدَ أَدْهَمْ عَلَى اَلشَّجَرَةِ اَلْعِمْلَاقَةِ وَوَصَلَ إِلَى قِمَّتِهَا، لِيَجِد نَفْسَهُ أَمَامَ قَصْرٍ غَامِضٍ مَلِيءٍ بِالْأَسْرَارِ. دَخْلُ اَلْقَصْرِ وَاكْتَشَفَ أَنَّهُ يَعِيشُ فِيهِ غُولْ غَامِضٍ يَحْرُسُ كُنُوزًا خَفِيَّةً.
بَيْنَمَا اِسْتَكْشَفَ أَدْهَمْ اَلْقَصْرِ، وَاجَهَ تَحَدِّيَاتٍ عَدِيدَةً وَلَكِنَّهُ تَمَكَّنَ مِنْ اَلتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا بِشَجَاعَةٍ وَذَكَاءٍ. فِي اَلنِّهَايَةِ، وَجَدَ صَنَادِيقَ مِنْ اَلْكُنُوزِ اَللَّامَحْدُودَةِ، فَأَخَذَ مِنْهَا مَا يَكْفِيهُ وَعَادَ إِلَى عَائِلَتِهِ فَرَحًا بِمَا وَجَدَ، لَقَدْ فَرِحَ أَبَوَاهُ بِالْكَنْزِ وَأَصْبَحَتْ اَلْعَائِلَةُ غَنِيَّةً وَلَا يَنْقُصُهَا شَيْءٌ. وَلَكِنَّ أَدْهَمْ قَرَّرَ أَنْ يَعُودَ مَرَّةً أُخْرَى إِلَى اَلْقَصْرِ لِيَحْضُرَ اَلْمَزِيدُ مِنْ اَلذَّهَبِ حَتَّى يُفَرِّقَهُ عَلَى سُكَّانِ اَلْقَرْيَةِ، وَهُنَا حَدَثَ مَا لَمْ يَحْسُبْ لَهُ أَدْهَمْ فَهَذِهِ اَلْمَرَّةُ وَجَدَ اَلْغُولْ فِي اَنْتَضَارَهْ وَهُوَ غَاضِبٌ جِدًّا فَحَاوَلَ اَلْغُولْ أَنْ يُمْسِكَ بِهِ إِلَّا أَنَّ أَدْهَمْ كَانَ أَسْرَعَ مِنْهُ وَاخْتَبَأَ فِي حُجْرَةٍ مِنْ حَجَرِ اَلْقَصْرِ، وَانْتَبَهَ أَدْهَمْ إِلَى أَنَّ اَلْقَصْرَ لَا يُوجَدُ بِهِ طَعَامُ إِلَّا اَلْفَاصُولْيَاءُ، هُنَا جَاءَتْهُ فِكْرَةٌ وَقَرَّرَ أَنْ يُجَرِّبَهَا مَعَ اَلْغُولْ.
خَرَجَ أَدْهَمْ إِلَى سَاحَةِ اَلْقَصْرِ وَقَالَ لِلْغُولِ أَرَى أَنَّكَ لَا تَمْلِكُ طَعَامًا إِلَّا اَلْفَاصُولْيَاءُ مَاذَا لَوْ عَقَدْنَا اِتِّفَاقٌ بَيْنَنَا، أَنَا أُعْطِيكُ كُلَّ أَنْوَاعٍ اَلْأَطْعِمَةِ اَللَّذِيذَةِ مِنْ اَلْحَلْوَى وَاللَّحْمِ وَالْحُبُوبِ وَأَنْتَ تُعْطِينِي اَلذَّهَبَ وَتَتْرُكُنِي أُغَادِر، وَافَقَ اَلْغُولْ عَلَى هَذَا اَلِاقْتِرَاحِ وَتَرَكَ أَدْهَمْ يُغَادِرُ مَعَ اَلذَّهَبِ وَأَصْبَحَ يُرْسِلُ إِلَيْهِ يَوْمِيًّا شَتَّى أَنْوَاعِ اَلْأَطْعِمَةِ اَللَّذِيذَةِ. وَلَكِنَّ اَلْأَهَمَّ مِنْ ذَلِكَ ، وَجَدَ صَدَاقَةً جَدِيدَةً مَعَ اَلْغُولْ اَلَّذِي كَانَ يَخَافُهُ وَأَصْبَحَا جِدُّ مُتَحَابِّينَ.