حَوَرِيَّةَ الْبَحْرِ
فِي بَحْرِ كَبِيرِ، كانت هُنَاكَ حَوَرِيَّةُ جَمِيلَةُ تَعَيُّشٍ فِي قَصْرِ تَحْتَ الْمَاءِ.
كانت تَحْلُمُ بِأَنَّ تَعَيُّشَ عَلَى الْيَابِسَةِ وَتَمُشِّي عَلَى قَدَمِيِّهَا مِثْلُ الْبَشَرِ.
فَاِسْتَعَانَتْ بِسَاحِرَةٍ لِتَحْقِيقَ حُلْمِهَا وَتَصَبُّحِ بَشَرِيَّةٍ.
لَكِنَّ مُقَابِلَ ذَلِكَ، كَانَ يُجِبْ عَلِيُّهَا أَنَّ تَفَقُّدَ صَوْتِهَا الرَّائِعِ.
وَلَكِنَّ حَالِمًا حَقَّقَتْ حَوَرِيَّةُ الْبَحْرِ حَلِمِهَا وَأَصْبَحَتْ بَشَرِيَّةٌ، وَجَدَتْ نَفْسُهَا فِي مَوْقِفِ صَعْبِ حَيْثُ لَمْ تَكْنِ تَسْتَطِيعُ التَّعْبِيرُ عَنْ مَشَاعِرِهَا أَوِ التَّوَاصُلُ مَعَ النَّاسِ بِدُونِ صَوْتِهَا الْجَمِيلِ.
عَانَتْ كَثِيرًا مِنَ الْحُزْنِ وَالشَّوْقِ لِعَالَمَهَا تَحْتَ الْمَاءِ.
وَعَلِمَتِ الْحَوَرِيَّةُ أَنَّهَا إِرْتكبت خَطَأَ كَبِيرَ وَمَا كَانَ عَلَيْهَا أَْنْ تَتَمَنَّى شَيْءٌ يَخْرُجُ عَنْ طَبِيعَتِهَا وَفُطْرَتِهَا.
كانت الْحَوَرِيَّةَ تَذْهَبُ كُلُّ مَسَاءَ إِلَى الشَّاطِئِ وَتَبْقَى لِسَاعَاتُ طَوِيلَةُ هُنَاكَ تَسْتَرْجِعُ ذِكْرَيَاتُهَا إِلَى أَنَّ ظُهْرَ صَدِيقِهَا الْقَدِيمِ الدُّلْفينَ ذَاَةَ يَوْمٍ وَهُوَ فَرَحٌ جِدًّا لِأَنَّهُ وَجْدُ الْحَلِّ كَيْ تَرْجِعَ الْحَوَرِيَّةُ لِعَالَمَهَا الْأَصْلِيَّ.
فَقَالٌ لَهَا: لِقَدَّ سَمِعَتِ السَّاحِرَةُ تَقُولُ أَنَكِي لَنْ تَرْجِعِي لحالتكي الْأَصْلِيَّةَ إِلَى إِذَا أُلْقِيَّتِي أمنيتكي فِي مُنْتَصَفُ اللَّيْلِ حَيْثُ يَكْوُنَّ الْقَمَرَ بَدْرًا فَهَذِهِ هِي الطَّرِيقَةُ الْوَحِيدَةُ حَتَّى تَعَوُّدِيٍّ لِلَوَّطْنَ.
فَرَحَةُ الْحَوَرِيَّةِ كَثِيرًا وَاِنْتَظَرَتْ بِشَوْقِ اللَّيْلَةِ الَّتِي يَكْوُنَّ فِيهَا الْقَمَرَ بِدر.
وَفِي النِّهَايَةِ، وَبَعْدَ الْعَدِيدِ مِنَ الْمِحَنِ، تَمَكَّنَتْ حَوَرِيَّةُ الْبَحْرِ مِنَ الْعَوْدَةِ إِلَى بِيئَتِهَا الطَّبِيعِيَّةِ فِي الْبَحْرِ، حَيْثُ اِسْتَعَادَتْ صَوْتُهَا وَسَعَادَتُهَا.