.

جحا واَلْحِمَار اَلْعَاصِي

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

فصول القصة

جحا واَلْحِمَار اَلْعَاصِي

جحا واَلْحِمَار اَلْعَاصِي

اِشْتَرَى جُحَا حِمَارًا مِنْ اَلسُّوقِ وَأَتَى بِهِ يَجُرُّهُ خَلَفُهُ ، فَرَآهُ اِثْنَانِ مِنْ اَللُّصُوصِ فَاتَّفَقَا عَلَيْهِ ، وَتَقَدَّمَ أَحَدُهُمَا فَخَلَعَ اَلْجَرَسُ مِنْ رَأْسِ اَلْحِمَارِ بِخِفَّةٍ وَرَبَطَ رَأْسُهُ بِالْجَرَسِ، وَمَشَى خَلْف جُحَا، بَيْنَمَا عَادَ اَلثَّانِي بِالْحِمَارِ.

وَلَمَّا وَصَلَ جُحَا إِلَى اَلْبَيْتِ اِلْتَفَتَ إِلَى اَلْحِمَارِ فَرَأَى اَلرَّجُلُ وَالْمِقْوَدُ فِي رَأْسِهِ، فَتُعْجِبُ جُحَا مِنْ أَمْرِهِ وَقَالَ لَهُ: مِنْ أَنْتَ؟ فَوَقَفَ اَللِّصُّ بَاكِيًا يَمْسَحُ دُمُوعَهُ، وَقَالَ: يَا سَيِّدِي، أَنَا رَجُلٌ جَاهِلٌ أَغْضَبَتْ أُمِّي فَدَعَتْ عَلَى أَنَّ يَمسَّخْنِىْ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حِمَارًا، فَاسْتُجِيبَ دُعَاؤُهَا وبَاعُونِىْ لَكَ فِي اَلسُّوقِ، وَبِبَرَكَتِكَ وَيُمْنكَ قَدْ رَجَعَتْ اَلْآنِ إِنْسَانًا، وَانْطَرَحَ عَلَى يَدِ جُحَا يَقْبَلُهَا دَاعِيًا شَاكِرًا، فَصَدَّقَهُ جُحَا وَتَرْكُهُ بَعْدَ أَنْ نَصَحَهُ بِأَنْ يُطِيعَ أُمَّهُ وَيُرْضِيهَا.

وَفِي اَلْيَوْمِ اَلثَّانِي، نَزَلَ جُحَا إِلَى اَلسُّوقِ لِشِرَاءِ حِمَارٍ آخَرَ، فَرَأَى اَلْحِمَارُ نَفْسُهُ، فَعُرْفُهُ فَتَقَدَّمَ مِنْهُ فَوْرًا وَهَمَسَ فِي أُذُنِهِ قَائِلاً : أَظُنُّكُ لَمْ تَسْمَعْ كَلَامِي وَأَغْضَبَتْ أُمُّكَ، وَاَللَّهُ لَنْ أَشْتَرِيكُ.