جُحَا وَذَيْلُ اَلْحِمَارِ

قَدْ يُرِيدُ اَلْإِنْسَانُ إِصْلَاحَ شَيْءٍ بَسِيطٍ، فَيُفْسِدُ شَيْئًا كَبِيرًا أَكْثَرَ مِمَّا أَرَادَ إِصْلَاحُهُ، فَيَنْدَمُ وَلَا يَسْتَطِيعُ اَلرُّجُوعُ إِلَى اَلْوَرَاءِ، وَهُنَا يَبْدَأُ بِالتَّسَاؤُلِ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ وَيُعِيدُ إِصْبَاحُ مَا أَفْسَدَهُ؟ وَهَذَا مَا حَصَلَ مَعَ جُحَا، وَسَنَتَعَرَّفُ هَلْ تَصَرُّفُهُ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟

جُحَا وَذَيْلُ اَلْحِمَارِ

فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ اِحْتَاجَ جُحَا بَعْضَ اَلدَّرَاهِمِ فَأَخَذَ حِمَارهُ لِيَبِيعَهُ فِي سُوقِ اَلْبَلْدَةِ، وَأَثْنَاءَ اَلطَّرِيق اِنْتَبَهَ جُحَا إِلَى حِمَارِهِ فَرَأَى ذَيْلُ اَلْحِمَارِ مُتَّسِخًا، فَلِمَ يُعْجِبُهُ هَذَا اَلْمَنْظَرِ.

فكرَ كَيْفَ يُعَالِجُ اَلْأُمَّ وَيُصْلِحُهُ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى اَلسُّوقِ حَتَّى يَبِيعَ اَلْحِمَارُ بِسِعْرٍ كَبِيرٍ ، فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَنْ أَخَذَ سِكِّينًا وَقَطْعَ اَلذَّيْلِ وَخَبَّأَهُ.

وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى اَلسُّوقِ اِجْتَمَعَ عَلَيْهِ اَلْمُشْتَرُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَعْرَضُوا جَمِيعُهُمْ عَنْ اَلشِّرَاءِ لِمَا رَأَوْا مَا فِي اَلْحِمَارِ مِنْ عَيْبٍ لِأَنَّ اَلْحِمَارَ مِنْ دُونِ ذَيَا، حِينئِذٍ وَلَمَّا رَأَى جُحَا إِعْرَاضُهُمْ عَنْ اَلشِّرَاءِ بِسَبَبِ اَلذَّيْلِ قَالَ لَهُمْ : أَيُّهَا اَلنَّاسُ فَلِنَتَّفِق أَوَّلاً عَلَى اَلسِّعْرِ، وَالذَّيْلُ مَوْجُودٌ فِي مَكَانٍ قَرِيبٍ.