حقوق الجار

الجار لغة واصطلاحا

الجار لغةً، جارُ : هو لفظ له عدة دلالات نتطرق إليها فيما يلي:

الجارُ : الذي يجاورك في المسكن.

وفي المثل: «قد يُؤْخَذُ الجارُ بذنب الجار». جمع، جيران وجيرة وجوار وأجوار
و الجار الشريك في العمل العَقار أَو التِّجارة.

و أيضا الجارُ المُجيرُ و المستجير. المعجم الوسيط وَالْجَارُ هُوَ النَّزِيلُ الذي نزل مقيما بِقرْبِ منزِلِك، وَيطْلق أيضا عَلَى النزِيلِ بَين الْقَبيلَة فِي جِوَارِها.

تعريف الجارُ يرد إلى العرف، والعرف يختلف باختلاف الزمان والمكان كذلك، فما تعارف عليه الناس أنه جار فهو جار، وذلك لأن أحوال الناس تتغير؛ فقديما كانت الحارات صغيرة، والبيوت متشابكة، ويرى الجيران بعضهم بعضا كل يوم مرات عديدة، ويجمعهم احيانا ساحة واحدة ومسجد واحد، وفي القرى والبلدان الصغيرة وأيضا سوق واحد، وقد أُطلق الجوار في القرآن على أهل البلدة الواحدة.

حقوق الجار وأقسام حقوق الجار

حقوق الجار هي حقوق شرعية وأخلاقية تجب على كل مسلم تجاه جاره، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم. وقد حث الإسلام على حسن الجوار ورعاية حقوق الجيران، وجعلها من مكارم الأخلاق.

تنقسم حقوق الجار إلى قسمين:

حقوق واجبة: وهي الحقوق التي لا يجوز لأي مسلم أن يتخلى عنها، ومن هذه الحقوق:

  • كف الأذى عن الجار: وهذا هو الحد الأدنى من حقوق الجار، ولا يجوز لأي مسلم أن يؤذي جاره بأي شكل من الأشكال، سواء كان أذى بدنيًا أو معنويًا.
  • رد السلام: وهو واجب على كل مسلم تجاه كل مسلم، بما في ذلك الجيران.
  • إجابة الدعوة: إذا دعا الجار جاره إلى وليمة أو طعام، وجب عليه إجابة الدعوة إذا لم يكن هناك عذر شرعي.
  • نصرة الجار: يجب على المسلم أن ينصر جاره إذا تعرض للأذى أو الظلم، وأن يساعده في قضاء حوائجه.
  • حفظ السر: يجب على المسلم أن يحفظ سر جاره، ولا يفشيه لأي أحد.
  • تفقده في حال مرضه أو حاجته: يجب على المسلم أن يتفقد جاره إذا مرض أو احتاج إلى مساعدة.
  • مشاركته في أفراحه وأحزانه: يجب على المسلم أن يشارك جاره في أفراحه وأحزانه، وأن يقف إلى جانبه في السراء والضراء.
  • مساعدته في قضاء حوائجه: يجب على المسلم أن يساعد جاره في قضاء حوائجه قدر استطاعته، سواء كانت حوائج مادية أو معنوية.
  • دعوته إلى الخير: يجب على المسلم أن يدعو جاره إلى الخير والصلاح، وأن يرشده إلى طريق الحق.

حقوق مستحبة: وهي الحقوق التي يحسن بها المسلم إلى جاره، ومن هذه الحقوق:

  • إهداؤه هدية: من مكارم الأخلاق أن يهدي المسلم جاره هدية تعبيرًا عن محبته له.
  • مساعدته في قضاء حوائجه: يجب على المسلم أن يساعد جاره في قضاء حوائجه قدر استطاعته، سواء كانت حوائج مادية أو معنوية.
  • دعوته إلى الخير: يجب على المسلم أن يدعو جاره إلى الخير والصلاح، وأن يرشده إلى طريق الحق.
  • إحسانه إليه إذا كان فقيرًا أو مسكينًا: يجب على المسلم أن يحسن إلى جاره إذا كان فقيرًا أو مسكينًا، وأن يساعده على سد حاجاته.

أهمية حقوق الجار

لحسن الجوار أهمية كبيرة في المجتمع، فهو يساهم في نشر المحبة والسلام بين الناس، ويعزز العلاقات الاجتماعية، ويجعل المجتمع أكثر استقرارًا وازدهارًا.

ومن الآثار المترتبة على حسن الجوار:

  • نيل محبة الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.
  • نيل محبة الناس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الجار من ينصحك إذا غبت، ويسد خلتك إذا حضرت”.
  • نيل الأجر والثواب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له جار يشكو منه، فلا جمعة له”.

كيفية حسن الجوار

حسن الجوار لا يتطلب الكثير من الجهد، بل يكفي أن يكون المسلم محترمًا لجيرانه، وأن يتعامل معهم بأدب واحترام، وأن يحرص على عدم إيذائهم بأي شكل من الأشكال.
ومن أهم النصائح لحسن الجوار:

  • التحلي بالأخلاق الحميدة: يجب على المسلم أن يتحلى بالأخلاق الحميدة، مثل الصبر والحلم والعفو، وأن يتعامل مع جيرانه برفق ولين.
  • الابتعاد عن الخلافات: يجب على المسلم أن يسعى إلى تجنّب الخلافات مع جيرانه، وأن يحل أي خلافات تحدث بينهم بالحكمة والصبر.
  • التعاون مع الجيران: يجب على المسلم أن يتعاون مع جيرانه في الأمور التي تعود بالنفع على الجميع، مثل تنظيف الحي أو المشاركة في الأعمال الخيرية.
  • الابتعاد عن الخلافات: يجب على المسلم أن يسعى إلى تجنّب الخلافات مع جيرانه، وأن يحل أي خلافات تحدث بينهم بالحكمة والصبر.
  • الاهتمام بشؤون الجيران: يجب على المسلم أن يهتم بشؤون جيرانه، وأن يسأل عنهم إذا غاب أحدهم، وأن يقدم لهم المساعدة إذا احتاجوا إليها.

في الختام، حسن الجوار من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فهو سلوك إسلامي نبيل، وعمل صالح يثاب عليه المسلم في الدنيا والآخرة. تعرف أكثر على حقوق الجار في الإسلام