نفحات كريمة: عن الصدقة وفضل إخفائها
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 27 ديسمبر 2024محتوى المقال
نفحات كريمة: عن الصدقة وفضل إخفائها
الصدقة.. كلمة صغيرة تحمل في طياتها معاني جليلة، وفضل عظيم. هي نفحة كريمة من نفس مؤمنة، تنطلق من يد معطاءة إلى محتاج، فيسعد قلب وتُفرج كربة، ويرتفع شأن.
وقد حثنا الله تعالى على الصدقة في كتابه العزيز، فقال:
إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾
[ الحديد: 18] [1]
، فجعلها قرضاً حسناً يُضاعَفُ أضعافاً كثيرة، وجعل لها أجراً كريماً في الدنيا والآخرة.
وللصدقة أسرار عظيمة، فهي تطهر النفوس من البخل والشح، وتقوي أواصر المحبة والتراحم بين الناس، وتحفظ المال من الزوال، بل وتكون سبيلاً لدخول الجنة، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب". [2]
ولعلّ من أعظم أسرار الصدقة وأجلّها، إخفاؤها عن أعين الناس، ففي ذلك حماية للنفس من الرياء، وصدق النية مع الله تعالى. وإنّ الصدقة السرية لتطفئ غضب الرب عز وجل، وتكون حجاباً من النار يوم القيامة، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". [3]
ولنحرص على أن تكون صدقاتنا خالصة لوجه الله تعالى، بعيدة عن الرياء والسمعة، وأن نُكثر من الصدقة السرية، فهي أبلغ أجراً وأعظم أثراً.
وفي الختام:
فلنجعل من الصدقة عادة محمودة ونسكبها في قلوبنا، ولنسارع إلى فعل الخيرات، ولنكن من المتصدقين المخلصين الذين يُخفون صدقاتهم عن أعين الناس، ابتغاء مرضاة الله تعالى، والفوز برضوانه وجنانه.