دعاء الصباح: أهمية "أصبحنا وأصبح الملك لله" وهل يغني عن الأدعية الأخرى؟

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

تارخ آخر تحديث: 26 ديسمبر 2024

محتوى المقال

دعاء الصباح: أهمية "أصبحنا وأصبح الملك لله" وهل يغني عن الأدعية الأخرى؟

مقدمة

لا شيء يماثل جمال وروعة الصباح عند المؤمن المسلم، حيث تبدأ اليوم بالاستعانة بالله والدعاء له. واحدة من الأدعية الجميلة التي تتردد صباحا هي "أصبحنا وأصبح الملك لله". هذا الدعاء المبارك له تأثير مذهل على النفس ويقوي علاقتنا بالله جل وعلا لما فيه من توكل على الله وتوحيد لربوبيته عز وجل وتوسل وطلب للحماية من كل الشرور في اليوم والليلة، ولكن هل يغني عن باقي الأدعية؟

معنى دعاء 'أصبحنا وأصبح الملك لله'

المرجعية الدينية

يتضمن دعاء "أصبحنا وأصبح الملك لله" توحيد الله والشكر له على نعمة الإحياء والصباح.  في السنة النبوية نجد العديد من الأدلة التي تشير إلى فضل هذا الدعاء، مثل قول النبي كما جاء في صحيح مسلم:

من حديث عبدالله بن مسعودٍ قال: "كان نبيُّ الله ﷺ إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملكُ لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، ربِّ أسألك خيرَ ما في هذه الليلة، وخيرَ ما بعدها، وأعوذ بك من شرِّ ما في هذه الليلة، وشرِّ ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل، وسُوء الكِبَر، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار، وعذابٍ في القبر، وإذا أصبح قال أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله ...[1]، إلى آخره.

فخير دليل على أهمية هذا الدعاء هو ملازمة الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الدعاء صباحا ومساء.

أهمية دعاء الصباح في بداية يوم جيد

تعتني العقيدة الإسلامية بالصلة الجيدة والدائمة للمسلم بربه ومن أدوات البقاء على اتصال بالله ودعاء الصباح وأذكار الصباح والأدعية تبقي قلب المسلم مرتبط بخالق هذا الكون ومدبر أموره، ومن بين التأثيرات الإيجابية لدعاء الصباح هي:

  • تعزيز الإيماند: عاء الصباح ليس مجرد كلمات، بل هو وسيلة قوية لتعزيز الإيمان بالله وتجديد عهدنا به في كل صباح. عندما نقول "أصبحنا وأصبح الملك لله" نحن نذكر أنفسنا بأن الله هو المالك الحقيقي لكل شيء ولا فلاح لنا إلا بالله، مما يعزز إيماننا ويزيد من تقربنا إلى الله عز وجل.
  • التوجه النفسي الإيجابيل: ا شيء يمنحنا الطاقة الإيجابية مثل الدعاء صباحا. ترديد هذا الدعاء يمنح النفس طمأنينة وسكينة، ويجعلنا نواجه اليوم بروح متفائلة وقوية. إنه كالشمس التي تضيء حياتنا وتعطيها دفعة قوية، فقارئ هذا الدعاء يحس بالطمأنينة والأمان لأنه يعلم أن أمره كله بيد الله والله لا يرد من دعاه.

هل يغني دعاء 'أصبحنا وأصبح الملك لله' عن باقي الأدعية؟

أولا لا يوجد دعاء يغني عن آخر إلا إذا بين ذلك في القرآن أو السنة، وهذا الأمر لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجتهد المسلم في الدعاء ويجمع بين تكامل الأذكار والأدعية.

  • التكامل بين الأدعية 

دعاء "أصبحنا وأصبح الملك لله" له مكانته الخاصة، لكنه لا يغني عن باقي الأدعية. فلكل دعاء دوره وفائدته الخاصة. يمكن اعتبار الدعاء نوعا من الغذاء الروحي، مثلما نحتاج إلى أنواع مختلفة من الطعام لنحصل على جميع العناصر الغذائية، نحتاج إلى أنواع مختلفة من الأدعية لتعزيز إيماننا وروحانيتنا.

الأدعية الصباحية الأخرى

بجانب دعاء "أصبحنا وأصبح الملك لله"، هناك أدعية أخرى يمكن أن نبدأ بها يومنا، مثل "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور"، و"اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر". تلك الأدعية تعزز روحانيتنا وتمنحنا القوة والسكينة.

هل يجب على المسلم دعاء الصباح؟

في العقيدة الإسلامية، يعتبر فعل ذكر الله والثناء عليه جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية, فمع أنه ليس فرض عليه الإتيان به لكن يحتل دعاء الصباح المهم المعروف باسم "أصبحنا وأصبح الملك لله" مكانة خاصة في قلوب المؤمنين وحياتهم لهذه الميزات:

دعاء الصباح مصدر البركات:

دعاء الصباح "أصبحنا وأصبح الملك لله" يعني "أصبحنا وأصبح الملك لله". هذا الدعاء القوي يعترف بسيادة الله على جميع جوانب حياتنا ويعبر عن الامتنان ليوم آخر مُنح لنا. إن تلاوة هذا الدعاء في بداية كل يوم يضفي نغمة إيجابية ويذكرنا بأهمية بدء يومنا بالتقوى والشكر.

هل هو كافٍ بحد ذاته؟

في حين أن دعاء الصباح "أصبحنا وأصبح الملك لله" دعاء مستحب بشدة، إلا أنه لا يقصد به أن يحل محل الأذكار الأخرى التي يجب على المرء تلاوتها في الصباح. شجع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) المؤمنين على بدء يومهم بمجموعة متنوعة من الأدعية والأذكار التي تطلب حماية الله وهداه وبركاته. لذلك، في حين أن هذا الدعاء المحدد يحمل فضلًا كبيرًا، فيجب استكماله بأذكار صباحية أخرى لضمان روتين روحي متكامل.

أهمية التنوع في الأذكار:

في الإسلام، يعد التنوع أمرًا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالأذكار والدعاء. فكل دعاء صباحي يخدم غرضًا محددًا، سواء كان طلب الحماية من الأذى، أو استحضار بركات الله، أو التعبير عن الامتنان. ومن خلال دمج مجموعة من الأذكار في روتيننا الصباحي، فإننا نغطي جميع جوانب احتياجاتنا الروحية ونقترب من الله من خلال أشكال متنوعة من العبادة.

الموازنة بين الأدعية الخاصة والأذكار العامة:

رغم أن تلاوة دعاء الصباح "أصبحنا وأصبح الملك لله" مفيدة للغاية، إلا أنه من الضروري موازنة الأدعية المحددة مع الأذكار العامة طوال اليوم. ومن خلال الانخراط في مجموعة متنوعة من الأذكار، نضمن أن تظل ممارستنا الروحية متوازنة وشاملة. من الاستغفار إلى التعبير عن الشكر، تلعب كل دعاء دورًا فريدًا في تغذية علاقتنا بالله.

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول جميع أذكار الصلاة وأذكار المساء وأذكار النوم؟ وهل كان يختار منها؟ وما السنة في ذلك؟

الأذكار تتثبت بالسنة القولية عندما يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بها أو يذكر ثواباً معيناً لمن قالها. كما أنها تتثبت بالسنة العملية عندما ينقل الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول شيئًا معينًا في وقت محدد. ما ثبت بأحد الطريقين يعتبر سنة يجب الحفاظ عليها وعدم الإخلال بها قدر الإمكان. لا يلزم أن تثبت الأذكار بالطريقين معًا (القول والفعل) لتكون مشروعة، ولا يوجد قول من العلماء بهذا.

مثال على ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم هو التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثًا وثلاثين مرة بعد كل صلاة، مع قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" لتكتمل المائة. من قال هذا بعد الصلاة غفرت ذنوبه ولو كانت كثيرة مثل زبد البحر. هذا متفق عليه، ولا نعلم حديثًا يصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا الذكر بعد الصلاة، ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن يفعله.

في صحيح مسلم، ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته يستغفر ثلاث مرات ويقول "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام". ولم يرد عنه ترغيب قولي في هذا الذكر ولا ذكر ثواب معين له. ومثل هذا الحال يوجد الكثير في أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم.

لا يمكننا الجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل جميع الأذكار أو يختار منها، والأمثلة كثيرة. النصيحة هي الثبات على الأذكار الثابتة بالسنة القولية أو العملية قدر الإمكان.

تأكد من المواظبة على دعاء الصباح وأذكار الصباح لأهميتها في حياة المسلم اليومية.

الخاتمة

الدعاء هو غذاء الروح وراحة النفس، ويجب ألا نتخلى عن أي دعاء صباحي لأنه يمدنا بالطاقة الإيجابية ويعزز إيماننا واتصالنا بالله عز وجل. ومن أدعية وأذكار الصباح دعاء "أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله..." هو ذكر ودعاء مبارك لما يحويه من توكل وتعلق بالله جل وعلى فهو مفتاح لبدء يوم جيد خال من الشرور بالإستعاذة بالله، لكنه لا يغني عن باقي الأدعية التي تزيد من قربنا إلى الله وتجعلنا نعيش حياتنا بطمأنينة وسعادة. فلنستمر في الدعاء ونستعين بالله في كل صباح، لعلنا نجد السكينة والراحة في قلوبنا.

قد يهمك أيضا:

• أذكار الصباح ودعاء الصباح: الطريقة المثلى لبدء يومك بسلام وراحة نفسية

• أذكار الصباح ودعاء الصباح: الطريقة المثلى لبدء يومك بسلام وراحة نفسية

• دعاء الصباح 'أصبحنا وأصبح الملك لله' لبدء يومك بالبركة

• اذكار الصباح والمساء حصن المسلم -

المراجع