الثلث الثاني من الحمل: التغيرات والتطورات والنصائح

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

تارخ آخر تحديث: 29 سبتمبر 2024

محتوى المقال

الثلث الثاني من الحمل: التغيرات والتطورات والنصائح

يُعتبر الثلث الثاني من الحمل أحد أهم المراحل التي تمر بها المرأة الحامل. يبدأ هذا الثلث من الأسبوع الثالث عشر ويمتد حتى نهاية الأسبوع السادس والعشرين. خلال هذه الفترة، تشعر معظم النساء بالارتياح مقارنة بالثلث الأول الذي قد يكون مليئًا بالغثيان والتعب. في هذا المقال، سنستعرض كافة التغيرات الجسدية والنفسية التي تطرأ على المرأة، بالإضافة إلى نمو الجنين والنصائح اللازمة لضمان صحة الحمل.

ما هو الثلث الثاني من الحمل؟

الثلث الثاني من الحمل هو الفترة التي تمتد من الأسبوع الثالث عشر حتى الأسبوع السادس والعشرين. خلال هذه المرحلة، تبدأ المرأة بالشعور بتحسن في الأعراض التي عانت منها في الثلث الأول مثل الغثيان والتعب. كما تبدأ ملامح الجنين في التكون بشكل واضح، ويمكن للأطباء إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية للحصول على صورة دقيقة لتطور الجنين.

التغيرات الجسدية في الثلث الثاني من الحمل

تطرأ العديد من التغيرات الجسدية على المرأة الحامل خلال هذه المرحلة. ومن أبرز هذه التغيرات:

  • نمو البطن: خلال هذه الفترة، يبدأ حجم البطن في الزيادة تدريجيًا بسبب نمو الجنين. يمكن أن يلاحظ الأشخاص المحيطون بداية بروز البطن مما يجعل الحمل أكثر وضوحًا.
  • زيادة الوزن: يُعتبر زيادة الوزن خلال الثلث الثاني من الحمل أمرًا طبيعيًا، حيث تزداد حاجة الجسم للغذاء لتلبية احتياجات الجنين. معدل الزيادة يعتمد على عوامل مختلفة مثل الحالة الصحية ووزن الأم قبل الحمل.
  • الحركة الأولى للجنين: غالبًا ما تشعر النساء لأول مرة بحركة الجنين خلال هذه الفترة، وهو شعور يُعرف بـ"التسارع". تكون هذه الحركات خفيفة في البداية ولكنها تزداد قوة مع تقدم الحمل.
  • تحسن الحالة النفسية: تعاني العديد من النساء من تقلبات هرمونية تؤثر على المزاج في الثلث الأول، ولكن مع دخول الثلث الثاني، يتحسن المزاج ويقل الشعور بالإرهاق والتعب.

جدول يوضح أهم التغيرات الجسدية في الثلث الثاني من الحمل

التغيرات الجسدية الأسابيع التفاصيل
نمو البطن 13-26 يبدأ بطن المرأة في البروز بشكل واضح نتيجة لنمو الجنين.
زيادة الوزن 13-26 زيادة الوزن هي أمر طبيعي لدعم نمو الجنين وتطوره.
حركة الجنين 18-22 تشعر الأم لأول مرة بحركات الجنين، وغالبًا ما تكون خفيفة في البداية.
تحسن المزاج 13-26 انخفاض التقلبات الهرمونية التي تؤثر على المزاج مع بداية الثلث الثاني.

نمو الجنين في الثلث الثاني من الحمل

يتسارع نمو الجنين خلال الثلث الثاني، حيث تبدأ ملامحه في الظهور بوضوح وتكتمل العديد من أعضائه الداخلية. إليك أهم مراحل نمو الجنين في هذه الفترة:

  • تطور الجهاز العصبي: يبدأ الجهاز العصبي للجنين بالتطور بشكل أسرع، ويصبح قادرًا على التفاعل مع المحيط الخارجي. يمكن للجنين سماع الأصوات والضوء في هذه المرحلة.
  • تكوين العظام والعضلات: تتحول غضاريف الجنين إلى عظام صلبة، وتبدأ العضلات في التكون، مما يسمح له بالتحرك بانتظام داخل رحم الأم.
  • نمو الأعضاء الداخلية: تتطور الأعضاء الداخلية مثل الرئتين والكبد والجهاز الهضمي بشكل كامل تقريبًا، مما يسمح للجنين بالبقاء على قيد الحياة في حالة الولادة المبكرة.
  • تشكل ملامح الوجه: خلال هذه الفترة، تبدأ ملامح الوجه في التبلور بشكل أوضح، حيث تظهر الأذنين والأنف والعينين في مواقعها الصحيحة.

الجدول التالي يوضح مراحل نمو الجنين خلال الثلث الثاني من الحمل:

الأسبوع التطورات الرئيسية
الأسبوع 13-16 نمو الأعضاء الداخلية، بداية حركة الجنين، تكوين العظام والعضلات.
الأسبوع 17-20 تشكل ملامح الوجه، نمو الأذنين والعيون، تطور الجهاز العصبي.
الأسبوع 21-24 استمرار تطور الأعضاء الحيوية، بدء تفاعل الجنين مع الأصوات الخارجية.
الأسبوع 25-26 الجنين يكتسب وزنًا، والرئتين تبدآن في التطور الكامل.

الأعراض الشائعة في الثلث الثاني من الحمل

على الرغم من أن الثلث الثاني من الحمل يُعتبر أكثر راحة من الثلث الأول، إلا أن بعض الأعراض قد تستمر أو تظهر جديدة. من بين هذه الأعراض:

  • آلام الظهر: نتيجة لنمو البطن وزيادة الوزن، قد تعاني بعض النساء من آلام الظهر. هذه الآلام ناتجة عن الضغط الذي يتعرض له العمود الفقري بسبب توسع الرحم.
  • حرقة المعدة: مع زيادة حجم الرحم، قد يحدث ضغط على المعدة، مما يؤدي إلى عودة الأحماض المعدية إلى المريء، مسببًا شعورًا بالحرقة.
  • الدوالي: قد تظهر الأوردة المتورمة في الساقين بسبب زيادة تدفق الدم والضغط على الأوردة.
  • احتقان الأنف: قد تعاني بعض النساء من احتقان الأنف نتيجة لزيادة حجم الدم في الجسم وتغيرات الهرمونات.

نصائح لرعاية الحمل في الثلث الثاني

يُعتبر الثلث الثاني فرصة مثالية لتعزيز الرعاية الصحية للحامل والجنين. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك خلال هذه الفترة:

  1. التغذية المتوازنة: من المهم تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الفيتامينات، والمعادن لدعم نمو الجنين وتطور أعضائه.
  2. ممارسة التمارين الرياضية: يُنصح بممارسة تمارين رياضية خفيفة مثل المشي أو السباحة لتحسين الدورة الدموية وتقليل آلام الظهر.
  3. شرب الكثير من الماء: الحفاظ على الترطيب الجيد يساهم في تحسين تدفق الدم وتجنب الدوالي والانتفاخات.
  4. الاسترخاء: حاولي تخصيص وقت للاسترخاء والراحة لتخفيف التوتر وتحسين المزاج.
  5. متابعة الفحوصات الدورية: يُفضل متابعة الحمل مع الطبيب بانتظام وإجراء الفحوصات الروتينية مثل فحص السكر والضغط وفحص الموجات فوق الصوتية لمتابعة تطور الجنين.
  6. النوم الجيد: يُنصح بمحاولة النوم على الجانب الأيسر لتسهيل تدفق الدم إلى الجنين وتقليل الضغط على الأعضاء الداخلية.

جدول يوضح أهم الفحوصات الدورية في الثلث الثاني من الحمل

نوع الفحص الغرض من الفحص الفترة
فحص الموجات فوق الصوتية متابعة نمو الجنين والتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية بين الأسبوع 18-22
فحص السكر في الدم اكتشاف السكري الحملي بين الأسبوع 24-28
فحص الدم والبول التحقق من مستوى الحديد والهيموجلوبين، واكتشاف التهابات المسالك البولية طوال فترة الثلث الثاني
فحص نبض الجنين التحقق من سلامة القلب والدورة الدموية للجنين في كل زيارة طبية

التغذية في الثلث الثاني من الحمل

تُعتبر التغذية السليمة من العوامل المهمة لضمان صحة الأم والجنين خلال الثلث الثاني من الحمل. تتطلب هذه الفترة مزيدًا من السعرات الحرارية، لكن يجب أن تأتي من مصادر غذائية مفيدة. إليك بعض النصائح الغذائية التي تساعد في دعم صحة الجنين وتطور أعضائه:

  • زيادة استهلاك البروتينات: البروتينات ضرورية لنمو الجنين، وتساعد في بناء الأنسجة الجديدة. يُفضل تناول اللحوم البيضاء، الأسماك، البيض، والبقوليات كمصادر للبروتين.
  • الأطعمة الغنية بالكالسيوم: يساعد الكالسيوم في تكوين عظام الجنين وأسنانه. يمكن الحصول على الكالسيوم من منتجات الألبان مثل الحليب، الجبن، والزبادي.
  • حمض الفوليك: ضروري لتجنب التشوهات الخلقية، ويُفضل تناول المكملات الغذائية الغنية بحمض الفوليك، بالإضافة إلى الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ.
  • تناول الأطعمة الغنية بالحديد: الحديد مهم لدعم إنتاج الدم والوقاية من فقر الدم أثناء الحمل. تشمل مصادر الحديد اللحوم الحمراء والخضروات الورقية والبقوليات.

مشاكل صحية محتملة في الثلث الثاني من الحمل

على الرغم من أن معظم النساء يشعرن بتحسن كبير في هذه المرحلة، إلا أن بعضهن قد يواجهن مشاكل صحية تتطلب مراقبة خاصة. من أبرز هذه المشاكل:

1. سكر الحمل

سكر الحمل هو حالة تصيب بعض النساء خلال الثلث الثاني من الحمل، حيث ترتفع مستويات السكر في الدم بسبب التغيرات الهرمونية. يُعد فحص السكر في الدم ضروريًا للكشف عن هذه الحالة، ويمكن إدارتها من خلال الحمية الغذائية أو العلاج إذا لزم الأمر.

2. فقر الدم

مع زيادة الطلب على الحديد لإنتاج الدم، قد تصاب بعض النساء بفقر الدم بسبب نقص الحديد. يمكن الوقاية من هذه المشكلة أو معالجتها بتناول مكملات الحديد والاهتمام بالغذاء المتوازن.

3. ارتفاع ضغط الدم

قد تواجه بعض النساء ارتفاعًا في ضغط الدم خلال الثلث الثاني، مما قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل تسمم الحمل. من المهم مراقبة ضغط الدم بانتظام واتخاذ الإجراءات اللازمة إذا تم تشخيص ارتفاعه.

الراحة والنوم في الثلث الثاني من الحمل

على الرغم من تحسن العديد من الأعراض في الثلث الثاني من الحمل، إلا أن بعض النساء قد يجدن صعوبة في النوم بسبب كبر حجم البطن. إليك بعض النصائح للحصول على نوم هادئ ومريح:

  • اختيار وضعية نوم مريحة: النوم على الجانب الأيسر يعتبر الأفضل، حيث يساعد في تحسين تدفق الدم إلى الجنين.
  • استخدام الوسائد الداعمة: يمكن استخدام الوسائد لدعم البطن والظهر وتخفيف الضغط على العمود الفقري.
  • تقليل تناول السوائل قبل النوم: يُفضل تقليل تناول السوائل في المساء لتجنب الاستيقاظ المتكرر للتبول.

الاستعداد للثلث الثالث من الحمل

مع اقتراب نهاية الثلث الثاني، تبدأ الحامل في التحضير للثلث الثالث والأخير من الحمل. تتضمن هذه الفترة زيادة الاهتمام بالرعاية الصحية والتغذية، بالإضافة إلى التحضير للولادة. من الأمور التي يجب التركيز عليها في هذه المرحلة:

  1. التخطيط لمواعيد الفحوصات الطبية الروتينية في الثلث الثالث.
  2. التحضير النفسي للولادة وتثقيف الذات حول مراحل المخاض والولادة.
  3. البدء في تجهيز حقيبة المستشفى والاستعدادات لاستقبال المولود الجديد.

الخاتمة

الثلث الثاني من الحمل يُعد مرحلة محورية وممتعة للعديد من النساء الحوامل، حيث تشعر المرأة بتحسن عام وتبدأ في ملاحظة تطورات جنينها بشكل أوضح. من المهم خلال هذه المرحلة متابعة الفحوصات الطبية بانتظام والاهتمام بالتغذية السليمة والنوم الجيد لضمان صحة الأم والجنين. كما يُنصح بالتحضير الجيد للثلث الثالث والولادة لتجنب التوتر والاستعداد التام لاستقبال المولود الجديد.