نبذة عن تاريخ مالطا
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 02 أكتوبر 2024محتوى المقال
- العصور القديمة والحضارات المبكرة
- الفينيقيون والقرطاجيون
- الحكم الروماني والبيزنطي
- الفترة العربية (870-1091)
- الحكم النورماندي والأوروبي
- فرسان القديس يوحنا (1530-1798)
- الاحتلال الفرنسي والبريطاني
- الحرب العالمية الثانية ودور مالطا
- التحرك نحو الاستقلال
- إعلان الجمهورية والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
- الثقافة والمجتمع
- إحصائيات عن مالطا
- التحديات الحديثة
- خاتمة
تقع مالطا في وسط البحر الأبيض المتوسط، جنوب إيطاليا وشمال ليبيا، وهي أرخبيل يتكون من ثلاث جزر رئيسية: مالطا، غوزو، وكومينو. رغم صغر حجمها، تمتلك مالطا تاريخًا غنيًا يمتد لآلاف السنين، حيث كانت محطة مهمة للحضارات المختلفة بسبب موقعها الاستراتيجي. في هذا المقال، سنستعرض تاريخ مالطا من العصور القديمة إلى العصر الحديث، مع التركيز على الأحداث والمحطات الرئيسية التي ساهمت في تشكيل هويتها الحالية.
العصور القديمة والحضارات المبكرة
تعود أقدم الأدلة الأثرية في مالطا إلى حوالي 5200 قبل الميلاد، عندما وصل المستوطنون الأوائل من صقلية. تطورت حضارة المعبد المالطي، والتي تشتهر ببناء بعض أقدم المعابد الحجرية في العالم، مثل غاجنتيا وهاغار قم ومنجدرة.
تميزت هذه المعابد بـ:
- تصاميم معمارية معقدة وفريدة.
- استخدام كتل حجرية ضخمة.
- رمزية دينية مرتبطة بالخصوبة وعبادة الآلهة.
في حوالي 2500 قبل الميلاد، انهارت هذه الحضارة لأسباب غير معروفة، ربما بسبب التغيرات المناخية أو نقص الموارد.
الفينيقيون والقرطاجيون
في القرن الثامن قبل الميلاد، وصل الفينيقيون إلى مالطا، واستخدموها كمحطة تجارية في رحلاتهم عبر البحر المتوسط. أسسوا مدنًا مثل مالاث (مالطا الحالية) وغوادوس (غوزو). بعد ذلك، سيطر القرطاجيون على الجزر، و تأثيرهم حتى القرن الثالث قبل الميلاد.
شهدت هذه الفترة:
- ازدهار التجارة والصناعات الحرفية.
- تأثيرات ثقافية من شمال أفريقيا.
- تطوير نظام كتابة متأثر بالأبجدية الفينيقية.
الحكم الروماني والبيزنطي
خلال الحرب البونيقية الأولى (264-241 قبل الميلاد)، سيطرت روما على مالطا. أصبحت الجزر جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، وتمتعت بفترة من الاستقرار والازدهار. من أبرز ملامح هذه الفترة:
- انتشار اللغة اللاتينية والثقافة الرومانية.
- تطوير البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والأحواض والمباني العامة.
- نشر المسيحية، حيث يُعتقد أن القديس بولس زار مالطا في عام 60 ميلادية.
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، أصبحت مالطا تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية في القرن السادس الميلادي.
الفترة العربية (870-1091)
في عام 870 ميلادية، غزا العرب المالطيين بقيادة الأغالبة من شمال أفريقيا. شهدت هذه الفترة:
- تأسيس مدن جديدة وتحصين القلاع.
- إدخال نظام الري والزراعة المتقدمة.
- تأثير اللغة العربية على اللهجة المالطية الحالية، حيث تحتوي على العديد من الكلمات ذات الأصل العربي.
الحكم العربي حتى وصول النورمانديين من صقلية في عام 1091.
الحكم النورماندي والأوروبي
أصبحت مالطا جزءًا من مملكة صقلية تحت حكم النورمانديين، ثم انتقلت السيطرة إلى الأسر الحاكمة الأوروبية المختلفة، بما في ذلك الأنجوفيين والأراغونيين والإسبان. شهدت هذه الفترة:
- انتشار الكاثوليكية وتأسيس الأسقفيات.
- تعزيز اللغة والثقافة الإيطالية.
- بناء القلاع والتحصينات لحماية الجزر من الغزوات.
فرسان القديس يوحنا (1530-1798)
في عام 1530، منح الإمبراطور الروماني المقدس شارل الخامس مالطا إلى فرسان القديس يوحنا (فرسان مالطة)، الذين كانوا يبحثون عن قاعدة جديدة بعد طردهم من رودس. أصبحت مالطا تحت حكم الفرسان، الذين قاموا بـ:
- بناء مدينة فاليتا، عاصمة مالطا الحالية، وتحصينها.
- تحويل مالطا إلى مركز طبي وثقافي في البحر المتوسط.
- مقاومة الحصار العثماني الكبير في عام 1565، والذي اعتُبر نقطة تحول في تاريخ أوروبا.
حكم الفرسان حتى وصول نابليون بونابرت في عام 1798.
الاحتلال الفرنسي والبريطاني
في عام 1798، احتل نابليون بونابرت مالطا خلال حملته إلى مصر. رحب السكان في البداية بالفرنسيين، لكن سرعان ما ثاروا ضدهم بسبب سياساتهم المعادية للكنيسة ونهبهم للممتلكات. طلب المالطيون المساعدة من بريطانيا، التي أرسلت قواتها وحاصرت الفرنسيين.
في عام 1800، استسلم الفرنسيون، وأصبحت مالطا تحت الحماية البريطانية. تم تأكيد السيادة البريطانية على مالطا بموجب معاهدة باريس عام 1814. خلال الحكم البريطاني، شهدت مالطا:
- تطوير الموانئ والبنية التحتية العسكرية.
- استخدام مالطا كقاعدة استراتيجية للبحرية البريطانية.
- تعليم اللغة الإنجليزية وانتشار الثقافة البريطانية.
الحرب العالمية الثانية ودور مالطا
دور مالطا خلال الحرب العالمية الثانية كان حاسمًا بسبب موقعها الاستراتيجي. تعرضت الجزر لقصف جوي مكثف من قبل القوات الإيطالية والألمانية بين عامي 1940 و1942. أظهر المالطيون صمودًا وشجاعة، مما دفع الملك جورج السادس إلى منح الجزيرة صليب جورج في عام 1942، وهو أعلى تكريم مدني للشجاعة.
ساهمت مالطا في:
- قطع إمدادات المحور إلى شمال أفريقيا.
- تقديم الدعم اللوجستي لقوات الحلفاء.
- تعزيز الروح المعنوية للحلفاء بصمودها.
التحرك نحو الاستقلال
بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت مطالبات الاستقلال تتصاعد في مالطا. في عام 1947، منحت بريطانيا مالطا الحكم الذاتي الداخلي. شهدت الفترة التالية تقلبات سياسية بين الأحزاب المؤيدة للاستقلال وتلك التي تفضل البقاء تحت الحكم البريطاني.
في 21 سبتمبر 1964، حصلت مالطا على استقلالها وأصبحت عضوًا في الكومنولث. احتفظت الملكة إليزابيث الثانية بلقب رأس الدولة، بينما أصبح جورج بورج أوليفييه أول رئيس وزراء لمالطا المستقلة.
إعلان الجمهورية والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
في عام 1974، أعلنت مالطا نفسها جمهورية داخل الكومنولث، وأصبحت أغاثا باربرا أول رئيسة للجمهورية. شهدت العقود التالية:
- تنويع الاقتصاد والانتقال من الاقتصاد العسكري إلى الاقتصاد القائم على الخدمات والسياحة.
- تطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية.
- تعزيز العلاقات الدولية والسعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
في عام 2004، أصبحت مالطا عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وفي عام 2008 انضمت إلى منطقة اليورو.
الثقافة والمجتمع
تتميز مالطا بثقافة غنية تمزج بين التأثيرات المتوسطية والأوروبية. من أبرز ملامح الثقافة المالطية:
- اللغة: المالطية هي اللغة الرسمية، وهي لغة سامية تتأثر بالعربية والإيطالية والإنجليزية.
- الدين: الكاثوليكية هي الديانة الرئيسية، ولها تأثير كبير على الحياة اليومية والتقاليد.
- العمارة: مزيج من الطرز المعمارية، بما في ذلك المعابد الحجرية والقلعات والمباني الباروكية.
- المهرجانات: مثل فيستا، احتفالات دينية تقام في القرى والمدن.
- المأكولات: أطباق تقليدية مثل بازتيزي وفينيكوتا.
إحصائيات عن مالطا
العنصر | المعلومة |
---|---|
عدد السكان (2023) | حوالي 525,000 نسمة |
المساحة الإجمالية | 316 كم² |
الناتج المحلي الإجمالي | حوالي 16 مليار دولار أمريكي |
اللغة الرسمية | المالطية والإنجليزية |
العاصمة | فاليتا |
العملة | اليورو (€) |
متوسط العمر المتوقع | 82 سنة |
معدل محو الأمية | 99% |
التحديات الحديثة
تواجه مالطا تحديات معاصرة تشمل:
- الهجرة: كونها بوابة للاتحاد الأوروبي، تواجه مالطا تدفق المهاجرين واللاجئين من أفريقيا والشرق الأوسط.
- البيئة: قضايا مثل التوسع العمراني والتلوث البحري.
- الفساد والحوكمة: حالات فساد سياسي وتأثيرها على الثقة العامة.
تعمل الحكومة والمجتمع المدني على مواجهة هذه التحديات من خلال الإصلاحات والسياسات التنموية.
خاتمة
تاريخ مالطا هو قصة من التحديات والصمود. من العصور القديمة والحضارات المتعاقبة إلى الاستقلال والتحول الحديث، استطاعت مالطا الحفاظ على هويتها الفريدة وثقافتها الغنية. اليوم، تفتخر البلاد بتراثها التاريخي وتعمل على بناء مستقبل مزدهر لأبنائها، مع الحفاظ على دورها المهم في البحر الأبيض المتوسط وأوروبا.