ندى وصديقتها السلحفاة الحكيمة

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

تارخ آخر تحديث: 29 أغسطس 2024

فصول القصة

في إحدى القرى الصغيرة الجميلة، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى ندى. كانت ندى تحب الطبيعة كثيراً، وتستمتع بقضاء الوقت في الحقول والغابات المحيطة بقريتها. كل صباح، كانت تخرج لاستكشاف الأماكن الجديدة والاستماع إلى أصوات الطيور وتراقب الزهور وهي تتفتح.

ذات يوم، وبينما كانت ندى تتجول بالقرب من بركة صغيرة، لاحظت سلحفاة كبيرة ومهيبة تجلس على حافة البركة. كانت السلحفاة تنظر إلى الماء بتركيز عميق، وكأنها تفكر في أمر مهم. اقتربت ندى منها ببطء وقالت: "مرحباً! أنا ندى. من أنتِ؟"

رفعت السلحفاة رأسها ببطء وابتسمت وقالت: "مرحباً يا ندى. أنا تُدعى كرمى، وأنا سلحفاة حكيمة عشت هنا منذ زمن طويل. أتيت إلى هذه البركة كل يوم لأستمتع بالسلام والهدوء وأتعلم من الطبيعة من حولي."

ابتسمت ندى وقالت: "يبدو أن لديك الكثير من القصص لتحكيها. هل يمكنني الجلوس بجوارك والاستماع؟"

أومأت السلحفاة برأسها وقالت: "بالطبع يا ندى. سأكون سعيدة بمشاركة حكمتي معكِ."

ندى وصديقتها السلحفاة الحكيمة

الدرس الأول: الصبر والمثابرة

جلست ندى بجانب السلحفاة، وبدأت كرمى تحكي قصتها الأولى. قالت: "في يوم من الأيام، كان هناك أرنب سريع وفخور بنفسه، وكان يسخر دائماً مني لأني بطيئة. قررنا أن نتسابق يوماً لنعرف من الأسرع. ظن الأرنب أنه سيفوز بسهولة، فركض بسرعة وقرر أن يستريح تحت شجرة. أما أنا، فقد واصلت السير ببطء وثبات، ولم أتوقف. وعندما استيقظ الأرنب، وجد أنني قد تجاوزته وفزت بالسباق."

قالت ندى: "هذا مذهل! لقد فزت بالصبر والمثابرة."

ابتسمت كرمى وقالت: "نعم يا ندى. الدرس هو أن الصبر والمثابرة يمكن أن يتغلبا على السرعة والغطرسة. لا يهم كم تكونين بطيئة في البداية، المهم أن تواصلي التقدم."

الدرس الثاني: التعلم من الطبيعة

في اليوم التالي، عادت ندى إلى البركة لتقضي وقتاً مع السلحفاة كرمى. جلست بجانبها وسألتها: "ما هو الدرس التالي الذي ستعلمنيه اليوم؟"

قالت كرمى: "اليوم سنتعلم من الطبيعة من حولنا. انظري إلى هذه الأشجار الكبيرة. لقد نمت ببطء على مر السنين، وجذورها عميقة في الأرض. تعلمنا الأشجار أن نكون ثابتين وراسخين في مواجهة الرياح والعواصف."

نظرت ندى إلى الأشجار وقالت: "أنا أرى ذلك الآن. الأشجار لا تستسلم أبداً، فهي تظل تنمو وتزدهر مهما كانت الظروف."

أومأت كرمى برأسها وقالت: "صحيح يا ندى. علينا أن نتعلم أن نكون مثل الأشجار، نصمد ونتأقلم مع التحديات، وننمو بغض النظر عن ما نواجهه."

ندى وصديقتها السلحفاة الحكيمة

الدرس الثالث: التعاون والمشاركة

في يوم آخر، عادت ندى إلى البركة ووجدت كرمى تساعد مجموعة من صغار البط على عبور النهر. سألت ندى: "ماذا تفعلين يا كرمى؟"

أجابت كرمى: "أنا أساعد هؤلاء الصغار على عبور النهر بأمان. في بعض الأحيان، نحتاج إلى مساعدة الآخرين وعلينا أن نتعاون للوصول إلى أهدافنا."

قالت ندى: "هذا درس جميل! التعاون والمشاركة مهمان لتحقيق النجاح."

أجابت كرمى: "نعم، يا ندى. العالم يحتاج إلى التعاون والمساعدة المتبادلة. عندما نعمل معاً، نصبح أقوى ونستطيع تحقيق أشياء عظيمة."

العودة إلى المنزل

بعد قضاء العديد من الأيام الجميلة مع السلحفاة كرمى، قررت ندى أن تعود إلى المنزل وتشارك أهلها وأصدقائها ما تعلمته. قالت لكرمى: "شكراً لكِ على كل هذه الدروس الرائعة. سأحتفظ بهذه الحكمة في قلبي دائماً."

ابتسمت كرمى وقالت: "وداعاً يا ندى. تذكري دائماً أن التعلم لا ينتهي أبداً. الطبيعة من حولنا مليئة بالدروس التي تنتظر من يكتشفها."

عادت ندى إلى منزلها وهي تشعر بالسعادة والامتنان لتلك الصداقة الجميلة التي نشأت بينها وبين السلحفاة الحكيمة. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ندى تروي القصص لأصدقائها عن دروس الحياة التي تعلمتها من صديقتها السلحفاة كرمى.

نامت ندى تلك الليلة وهي تبتسم، تفكر في مغامراتها القادمة ودروسها الجديدة التي ستتعلمها.

ندى وصديقتها السلحفاة الحكيمة