الطفْلُ الْمُدَلَّلُ

الطفْلُ الْمُدَلَّلُ

كان الطفل فريدُ طِفلاً مُدللاً، وَلَمْ يَكُن يَسْمَعُ نصائح والديه إلا نَاذِراً . كَمَا كَانَ يُحِبُّ الْمَالَ حُبّاً جماً، وَلاَ يُنْجِز تَمَارِينَهُ الْمَنْزِلِيَّةَ إِلا بَعْدَ حُصُولِهِ عَلَى دُرَيْهمَاتٍ كَمَقَابِلِ. وَلَقَدْ بَالَغَ وَالِدَيْهِ فِي تَدْلِيلِهِ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ يُعِيقُ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ في تَرْبِيَتِهِ تَرْبيَةً حَسَنَةً كَما سَيَكُونُ سَبَبًا مُبَاشِراً فِي حَصُول مَشَاكِلَ قَدْ تَكُونُ كَبِيرَةً عِنْدَمَا يَصِلُ إِلَى سِنْ الْمُرَاهَقَةِ.

وفي أحد الأيام، وبينتما كانَ وَاليَدَاهُ فِي الْعَمَلِ، خَرَجَ فَرِيدُ إِلَى الشارع مِنْ أَجْلِ شِرَاءِ بَعْضِ الْحَلْوَى مِنَ الدُكَّانِ الْمَوْجُودِ فِي الشَّارِع الْمُقَابِلِ لِلزقَاقِ حَيْثُ يَتَوَاجَدُ الْمَنْزِلِ، وَقَدْ تَرَكَ الْبَابَ مَفْتَوحاً رَغمَ نَصائِحِ وَالِدَيْهِ لَهُ.

وَبَعْدَ شِرَائِهِ لِلْحَلْوَى ظَلَّ يَلْعَبُ الْكُرَةَ مَعَ أَحَدِ أَطْفَالِ الْجِيرَانِ لأكْثَرَ مِنْ سَاعَتَيْنِ مِنَ الزَّمَنِ، وَالَّتِي كَانَتْ كَافِيَةٌ وَفُرْصَةً ذهبية لسارِقِ الَّذِي سَرَق التلفاز وَالْحَاسُوبَ وهرب.

الطفْلُ الْمُدَلَّلُ

وَبَعْدَ الْانْتِهَاءِ مِنَ اللعِبِ، عَادَ فَرِيدٌ إِلَى الْمَنْزِلِ، كَمَا رَجَعَ وَالِدَاهُ مِنَ الْعَمَلِ، فَكَانَتِ الْمُفَاجَأَةُ بِأَنْتِظَارِهِمَا، إِذْ قَامَا بِتَوْبِيخ ابْنِيهِمَا الذي وَعَدَهُما بعدم تكرار ما قَامَ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى نَظَرًا لِخُطُورَة الأمر فقد يحصل أكثر من السرقة في المرة القادمة إذا ما واصل فريد عدم مبالاته بنصائح والديه.

اَلْعِبْرَة مِنْ اَلْقِصَّةِ:

فِي هَذِهِ اَلْقِصَّةِ اَلْقَصِيرَةِ نَصْتَخْلَصْ عِبْرَتَيْنِ اَلْأُولَى لِلْأَطْفَالِ وَهِيَ عَدَمُ اَلِاسْتِهْزَاءِ بِنَصَائِحِ اَلْوَالِدَيْنِ ، فَكُلُّ مَا يَنْصَحُنَا بِهِ أَوْلِيَاؤُنَا هُوَ فِي صَالِحِنَا وَفِيهِ كُلُّ اَلْخَيْرِ حَتَّى وَإِنْ لَمْ نَفْهَمْ سَبَبُ هَذِهِ اَلْأَوَامِرِ وَالنَّصَائِحِ.

وَالْعِبْرَةُ اَلثَّانِيَةُ هِيَ لِلْوَالِدَيْنِ بِعَدَمِ تَرْكِ اَلطِّفْلِ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ وَتَدْلِيلُهُ زِيَادَةً عَنْ اَللُّزُومِ فَقَدْ يُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى إِنْشَاءِ اَلطِّفْلِ عَلَى أَخْلَاقٍ سَيِّئَةٍ تُسِيءُ لِلطِّفْلِ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِلْمُجْتَمَعِ فِي اَلْمُسْتَقْبَلِ.