سر النجم اللامع في ليلة العيد

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

تارخ آخر تحديث: 24 يناير 2025

فصول القصة

في قرية صغيرة تحيط بها الجبال والغابات، كان الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر قدوم ليلة العيد. كانت القرية مضاءة بالفوانيس الملونة، وأشجار الزينة تزين الساحات، وكانت رائحة الحلوى تملأ الأجواء. كان الجميع في حالة فرح وترقب لما سيحمله العيد من هدايا ومفاجآت.

في تلك الليلة الخاصة، بينما كان الجميع يستعد للنوم مبكرًا ليستيقظوا في الصباح الباكر للاحتفال، لاحظ طفل يُدعى "زياد" شيئًا غريبًا في السماء. كان هناك نجم لامع يتألق أكثر من أي نجم آخر. بدا النجم وكأنه ينادي زياد، يلمع ويضيء بلون ذهبي ساحر.

النجم اللامع

لم يستطع زياد أن يرفع عينيه عن النجم. كان يتساءل عن سبب لمعانه الشديد في تلك الليلة بالذات. شعر بأن هناك سرًا وراء هذا النجم، وأنه يجب عليه اكتشافه. ركض زياد إلى غرفة أخته الصغيرة "ليلى"، وقال لها: "ليلى، انظري إلى هذا النجم! إنه يلمع بشكل مختلف عن باقي النجوم. أعتقد أنه يحاول أن يخبرنا بشيء!"

نظرت ليلى من النافذة وقالت بدهشة: "حقًا، إنه يبدو مختلفًا. هل تعتقد أن هناك سرًا وراءه؟"

أومأ زياد برأسه وقال: "نعم، لدي شعور قوي بأن علينا اتباع هذا النجم. ربما يقودنا إلى مغامرة سحرية!"

سر النجم اللامع في ليلة العيد

الرحلة تحت ضوء النجوم

قرر زياد وليلى الخروج من المنزل سراً في تلك الليلة الهادئة. ارتديا معاطفهما الشتوية الدافئة وأخذ كل منهما فانوسًا صغيرًا ليضيء لهما الطريق. كانت القرية هادئة، ولم يكن هناك أحد في الشوارع. كل شيء كان يبدو وكأنه نائم تحت ضوء القمر البارد.

بدأ الطفلان يسيران باتجاه النجم اللامع، الذي كان يزداد بريقًا كلما اقتربا منه. قادهما النجم عبر الحقول المظلمة، وعبر الغابة التي كانت تبدو أكثر غموضًا وجمالًا في ضوء الليل. كانت الأشجار تهمس وكأنها تتحدث مع الرياح، والنجوم كانت تتلألأ في السماء كأنها تشارك في هذا الحدث السحري.

الغابة المسحورة

بينما كانا يسيران، لاحظ زياد وليلى أن الطريق أصبح مضاءً بشكل غريب. كانت الأرض تحت أقدامهما تتلألأ كما لو أنها مغطاة بالغبار الذهبي. تابع الطفلان سيرهما حتى وصلا إلى بقعة في وسط الغابة حيث كان النجم اللامع يضيء بقوة. كانت هناك بركة صغيرة تتوسطها شجرة قديمة ضخمة.

قالت ليلى بدهشة: "هذه البركة لم أرها من قبل! هل تعتقد أنها مسحورة؟"

أجاب زياد وهو ينظر إلى النجم الذي ينعكس على سطح الماء: "ربما. انظري إلى انعكاس النجم على الماء، يبدو وكأنه يشير إلى شيء ما تحت البركة."

سر النجم اللامع في ليلة العيد

اكتشاف السر

قرر الطفلان الاقتراب من البركة وفحصها. وبينما كانا ينظران إلى الماء، لاحظا شيئًا غريبًا يحدث. بدأ الماء يتحرك ببطء، وكأن هناك شيئًا يتحرك في الأعماق. فجأة، ظهرت صورة ضبابية في الماء. كانت الصورة تظهر قصرًا قديمًا مصنوعًا من البلور والذهب، وكان النجم اللامع معلقًا فوق القصر، يضيء كل زواياه.

قال زياد باندهاش: "إنه قصر سحري! النجم يقودنا إلى هذا المكان. ربما هو موجود في مكان ما بالقرب من هنا!"

أمسكت ليلى بيد أخيها وقالت: "يجب أن نجد هذا القصر. أشعر بأن هناك شيئًا مهمًا نحتاج إلى اكتشافه."

سر النجم اللامع في ليلة العيد

القصر السحري

بدأ الطفلان بالبحث حول البركة، إلى أن اكتشفا مدخلاً مخفيًا تحت جذور الشجرة القديمة. كان المدخل يؤدي إلى نفق مضاء بالشموع. قررا الدخول بحذر، وكلما تقدما في النفق، زادت الإثارة في قلبيهما. كان النفق مليئًا بالنقوش القديمة والصور التي تحكي قصصًا عن أبطال قديمين وسحر غامض.

في نهاية النفق، وصلا إلى باب كبير مصنوع من البلور النقي. فتح الباب تلقائيًا، ودخلا إلى قاعة كبيرة تتلألأ بالأضواء. كان القصر السحري أمام أعينهما، وكان أكثر جمالًا وسحرًا مما تخيلاه. في وسط القاعة، كان هناك عرش من الذهب يجلس عليه شخص يرتدي رداءً فضيًا، وعلى رأسه تاج مشع.

لقاء مع الحاكم السحري

اقترب الطفلان من العرش بحذر. تحدث الشخص الجالس بصوت عميق ورقيق: "مرحبًا بكم أيها الأطفال الشجعان. لقد كنتم تستحقون معرفة سر النجم اللامع، لذلك قادكم النجم إلى هنا."

سألت ليلى بفضول: "من أنت؟ ولماذا يقودنا النجم إليك؟"

ابتسم الحاكم السحري وأجاب: "أنا حارس هذا القصر السحري، وهو مكان مليء بالأسرار القديمة التي تنتظر من يكتشفها. النجم اللامع هو رمز للأمل والسعادة. يظهر فقط في ليلة العيد ليقود القلوب النقية إلى هنا، حيث يتم منحهم أمنية واحدة يمكن أن تغير حياتهم."

سر النجم اللامع في ليلة العيد

الأمنية السحرية

شعر زياد وليلى بالدهشة والسعادة. لم يصدقا أن لديهما الفرصة لتحقيق أمنية. سأل زياد بتردد: "هل يمكننا حقًا أن نتمنى أي شيء نريده؟"

أجاب الحاكم السحري: "نعم، لكن تذكروا أن الأمنيات يجب أن تكون نابعة من القلب، وأنها يجب أن تجلب السعادة للجميع وليس لكم فقط."

فكر الطفلان للحظة، ثم قالت ليلى: "نتمنى أن يكون هذا العيد سعيدًا للجميع، وأن تكون قريتنا مليئة بالحب والفرح دائمًا."

ابتسم الحاكم السحري وقال: "أمنيتكما نقية وصادقة. ستتحقق في الحال." رفع الحاكم يده، وبدأ النجم اللامع يتوهج أكثر وأكثر، حتى ملأ ضوؤه القاعة بالكامل.

عودة الفرح إلى القرية

فجأة، وجد زياد وليلى نفسيهما في وسط قريتهما، في الساحة الكبيرة التي كانت مضاءة بأضواء العيد. كانت القرية تعج بالحياة والفرح، وكان الجميع يضحكون ويغنون معًا. كان الأطفال يلعبون، والناس يتبادلون الهدايا والتهاني.

نظر زياد إلى ليلى وقال: "لقد تحقق ما تمنيناه! الجميع سعداء، وهذا هو أفضل عيد يمكن أن نحلم به."

ابتسمت ليلى وأجابت: "نعم، وكان النجم اللامع هو الذي قادنا إلى هذه المغامرة الرائعة."

سر النجم اللامع في ليلة العيد

ذكرى لا تُنسى

منذ ذلك اليوم، أصبح النجم اللامع جزءًا من تقاليد القرية في ليلة العيد. كان الأطفال يتطلعون إلى ظهوره كل عام، ويتذكرون مغامرة زياد وليلى في تلك الليلة السحرية. وعلم الجميع أن النجم اللامع ليس مجرد ضوء في السماء، بل هو رمز للأمل والمحبة التي تجعل العيد أكثر جمالًا وروعة.

وانتهت الليلة بأصوات الضحك والأغاني تملأ الهواء، وكان زياد وليلى يعرفان أن هذه الليلة ستظل محفورة في ذاكرتهما إلى الأبد كواحدة من أجمل ليالي العيد.