.

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

فصول القصة

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

فصول قصة قوة الإتحاد

  • الحياة السعيدة في الحدائق الكبيرة.
  • ظهور الثور ومحاولته السيطرة على الحدائق.
  • نشر الثور الفرقة بين الحيوانات.
  • دخول الخنزير أراضي الإبل والأنعام.
  • خسارة الإبل والأنعام لأراضيهم.
  • العبرة من قصة قوة الإتحاد.

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

فِي قَدِيمٍ اَلزَّمَانِ كَانَ هُنَاكَ حَدَائِقُ كَبِيرَةٌ وَكَثِيرَةٌ مُفْعَمَةٌ بِالْحَيَوِيَّةِ سَيْطَرَتْ عَلَيْهَا اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْحَيَوَانَاتِ وَاشْتَهَرَتْ جَمِيعًا بِقُوَّةِ سُكَّانِهَا مِنْ اَلْحَيَوَانَاتِ، وَبَاتَتْ كُلُّ حَدِيقَةٍ تَتَمَيَّزُ بِخَيْرَاتِهَا اَلْمُخْتَلِفَةِ هَذَا أَدَّى إِلَى طَمَعِ اَلْحَيَوَانَاتِ اَلْأُخْرَى فِيهَا فَبَدَأَتْ اَلصِّرَاعَاتُ فِيمَا بَيْنَهُمْ حَتَّى قَسَّمَتْ مَنَاطِقَ صَغِيرَةً.

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

ذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ اَلثَّوْرُ مُتَفَاخِرًا إِلَى اَلدُّبِّ وَقَالَ لَهُ : لَمْذَا لَا تَاتِتَبَعَنِي وَتُسَاعِدنِي؟ فَقَالَ اَلدُّبُّ : لَا ، اِتَّبَعَنِي أَنْتَ فَأَنَا أَضْخَمَ مِنْكَ جِسْمًا وَأَكْثَرَ مِنْكَ قُوَّةً.

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

اِبْتَسَمَ اَلثَّوْرُ اِبْتِسَامَةَ اِسْتِهْزَاءٍ وَقَالَ : لَا، أَنَا اَلْأَقْوَى وَالْأَكْثَرُ سُرْعَةَ وَقُوَّةَ وَالْأَكْثَرُ حِكْمَةً. فَقَالَ اَلدُّبُّ فِي وَهُوَ غَاضِبٌ: كَفُّ عَنِّي وَإِلَّا طَرَحَتْكَ أَرْضًا. فَقَهْقَهَ اَلثَّوْرُ وَقَالَ : اَلْأَيَّامُ بَيْنَنَا يَا عَزِيزِي اَلدُّبُّ.

وَذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ اَلْخِنْزِيرُ اَلْمُحْتَالُ إِلَى اَلثَّوْرِ وَقَالَ لَهُ : إِنِّي ضَعِيفٌ اَلْقُوَّةِ لَا حَوْل لِي وَلَا قُوَّةً وَأُرِيدُ أَنْ أَمْلِكَ قِطْعَةُ أَرْضٍ صَغِيرَةٍ ، تَكْفِينِي أَنَا وَأُسْرَتِي.

اِهْتَزَّ اَلثَّوْرُ فَرَحًا وَأَحَسَّ بِأَنَّهُ مُهِمٌّ وَقَالَ: أَنَا سَوْفَ أَحْمِيكُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، أَيُّ حَظِيرَةٍ تُرِيدُ ؟ قَالَ اَلْخِنْزِيرُ : أُرِيدُ اَلْأَرْضُ مَا بَيْنَ اَلنَّهْرَيْنِ.

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

ذَهَبَ اَلثَّوْرُ إِلَى مَجْمُوعَةِ قَطِيعِ اَلْإِبِلِ وَالْأَنْعَامِ وَقَالَ لَهُمْ: أَنَّ اَلدُّبَّ خَطَر كَبِيرٍ عَلَيْكُمْ، مَا رَأْيكُمْ بِأَنَّ أَحْمِيكُمْ مِنْهُ وَأَكُونَ حَلِيفًا لَكَمَ ؟

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

فَقَالَتْ اَلْإِبِلُ: بِلَيٍّ بِلَيِّ هَذَا مَا نُرِيدُهُ ، نَعِمَ هَذَا جَيِّدٌ، نَحْنُ مَجْمُوعَةُ اَلْإِبِلِ وَالْأَنْعَامِ مُوَافِقُونَ جَمِيعًا عَلَى هَذِهِ اَلْفِكْرَةِ. فَقَالَ اَلثَّوْرُ: مُمَمِّمْ وَلَكِنْ مَا اَلْمُقَابِلُ؟

فَقَالَتْ اَلْإِبِلُ : أَطْلُبُ أَيُّ شَيْءٍ تُرِيدُ، نَحْنُ مُوَافِقُونَ جَمِيعًا.

فَقَالَ اَلثَّوْرُ: أَعْلَمُ أَنَّكُمْ أَهْلٌ كَرَّمَ وَطَيِّبُو اَلْقَلْبَ ، وَلِيٌّ صَدِيقٌ لَيْسَ لَهُ مَأْوَى، فَالْخِنْزِيرُ حَيَوَانٌ لَطِيفٌ وَضَعِيفٌ وَحِيدٌ وَأَنْتُمْ مَجْمُوعَةٍ كَبِيرَةٍ هُنَا ، خُذُوهُ وَأَسْكُنُوهُ بِجَانِبِكُمْ وَلْيَمْكُث فِي قِطْعَةِ أَرْضٍ صَغِيرَةٍ تَأْوِيهُ.

فَقَالَتْ اَلْإِبِلُ : وَلَكِنَّ تِلْكَ اَلْأَرْضِ مِلْكَنَا وَرِثْنَاهَا عَنْ أَجْدَادِنَا وَهِيَ أَمَانَةٌ ، وَأَنَّ اَلْخِنْزِيرَ لَا يُحِبُّنَا وَيَطْمَعُ مُنْذُ قَدِيمٍ اَلزَّمَانِ فِي أَنْ يَأْخُذَ كُلُّ اَلْجَزِيرَةِ لَهُ وَحْدَهُ فَقَطْ.

فَقَالَ اَلثَّوْرُ : لَا وَاَللَّهُ فَهُوَ كَائِنٌ جَمِيلٌ لَطِيفٌ وَيُحِبُّ اَلْجَمِيعُ، وَيَبْحَثَ عَنْ اَلسَّلَامِ فَقَطْ.

فَوَافَقَتْ اَلْأَنْعَامُ وَالْإِبِلُ وَهِيَ مُتَرَدِّدَةٌ . ذَهَبَ اَلثَّوْرُ وَمَعَهُ اَلثَّعْلَبُ إِلَى اَلدُّبِّ وَالْفِيلِ وَقَالُوا لَهُمْ: اَلْآنُ أَسْكَنَا اَلْخِنْزِيرُ أَرْضَ مَا بَيْنَ اَلنَّهْرَيْنِ.

فَقَالَ اَلدُّبُّ : ذَاكَ مِسْمَارُ جُحَا وَأَوَّلَ مِسْمَارٍ فِي نَعْشِ اَلْإِبِلِ وَالْأَنْعَامِ.

فَقَالَ اَلثَّعْلَبُ : نَحْنُ نَبْحَثُ عَنْ حُقُوقِ اَلْحَيَوَانِ هُنَا ، فَأَيْنَ اَلرَّحْمَةُ وَالْعَطْفُ.

فَقَالَ اَلْفِيلَ : هُوَ صِرَاعٌ بَيْنَنَا إِلَى أَمَدِ اَلدَّهْرِ.

فَقَالَ اَلثَّوْرُ : اَلأن سَارَتْ اَلْإِبِلُ وَالْأَنْعَامُ عَلِي دَرْبِنَا تَابِعِينَ لَنَا وَتَحْت حِمَايَتِنَا وَأَوَامِرِنَا.

فَقَالَ اَلدُّبُّ : أَنْتُمْ لَيْسَ لَدَيْكُمْ أَصْدِقَاءٌ مُنْذُ فَجْرِ اَلتَّارِيخِ، تَعْمَلُونَ فَقَطْ لِمَصْلَحَتِكُمْ اَلشَّخْصِيَّةِ، أَنْتُمْ تَأْخُذُونَ خَيْرَاتُ اَلْإِبِلِ وَالْأَنْعَامِ زُورًا مُقَابِلَ اَلْحِمَايَةِ، وَلَكِنَّكُمْ كَاذِبُونَ فَأَنْتُمْ أَعْدَاءَهُمْ.

فَقَالَ اَلثَّوْرُ : اَلْإِبِلُ وَالْأَنْعَامُ كَثِيرَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ وَهِيَ مُتَنَاطِحَةٌ فِيمَا بَيْنَهَا. فَقَالَ اَلثَّعْلَبُ : هُمْ مُتَنَازِعُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَهَذَا خَيْرًا لَنَا ، نَأْخُذُ مِنْهُمْ مَا نُرِيدُ وَنَصْنَعُ لَهُمْ أَعْدَاءٌ وَهْمَيْنِ مَثَلُكُمْ لِكَيْ يَطْلُبُوا مِنَّا اَلْحِمَايَةُ مُقَابِلَ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ.

فَقَالَ اَلدُّبُّ : لَا تَفْرَحُوا فَسَوْفَ يَأْتِي يَوْم يَسْتَيْقِظُونَ مِنْ غَفْلَتِهِمْ وَيَنْقَلِبُونَ عَلَيْكَ وَعَلَيْنَا جَمِيعًا فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ مَعًا. قَهْقَهَ اَلثَّوْرُ : اَلْآنُ تُرِيدُ تَحَالُف، لَا . ذَهَبَ اَلثَّعْلَبُ وَالثَّوْرُ وَهُمْ مَسْرُورٌ ن بِفَوْزِهِمْ. فَقَالَ اَلدُّبُّ: اِسْتَعَدَّ يَا صَاحِبِي فَقَدْ اِقْتَرَبَ اَلْيَوْمِ اَلْمَنْشُودِ . فَقَالَ اَلْفِيلَ : أَنَا دَائِمًا عَلَى اِسْتِعْدَادٍ قَالَ اَلثَّعْلَبُ : اِسْتَعَدَّ فَهْمُ مَاكِرُونَ فَقَالَ اَلثَّوْرُ : لَا تَخِفُّ يَا صَدِيقِي ، فَنَحْنُ أَكْثَرُ عَصَبِهِ وَأَكْثَر سَيْطَرَةً وَتَحَكُّم عَلَى اَلْإِبِلِ وَالْأَنْعَامِ اَلْغَبِيَّةِ.

وَمَرَّتْ اَلْأَيَّامُ وَظَلَّ اَلْخِنْزِيرُ يَأْخُذُ قِطْعَةَ أَرْضٍ جَدِيدَةٍ كُلُّ يَوْمِ حَتَّى أَنَّ أَصْبَحَ يَمْتَلِكُ اَلْمَزِيدُ مِنْ اَلْأَرَاضِي ، وَبَقِيَتْ اَلْإِبِلُ وَالْأَنْعَامُ تَطْلُبُ اَلْحِمَايَةُ مِنْ اَلثَّوْرِ خَوْفًا مِنْ اَلدُّبِّ وَالْفِيلِ ، وَظَلَّتْ تَتَصَارَعُ فِيمَا بَيْنَهَا بَدَلاً مِنْ أَنْ تَتَّحِدَ مَوْقِفًا ضِدَّ اَلدُّبِّ وُوَالَثُورْ وَبَدَلاً مِنْ أَنْ تَحْمِيَ أَرَاضِيهَا اَلَّتِي وَرِثَتْهَا .

وَهَكَذَا وَبِسَبَب فِرْقَتِهِمْ ضَاعَتْ كُلَّ أَرْضِهِمْ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَلَا يُحَرِّكُونَ سَاكِنًا . فِلُو اِجْتَمَعُوا وَاتَّحَدُوا وَأَقَامُو مَوْطِنًا لَهُمْ بِقُوَّتِهِمْ مَا دَخَلَ مُتَطَفِّلٌ وَسَرَقَ أَرْضَهُمْ بِهَذِهِ اَلْبَسَاطَةِ.

قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

العبرة من قصة الأطفال: قُوَّة اَلِاتِّحَادِ

تَعَلَّمْنَا مِنْ هَذِهِ اَلْقِصَّةِ اَلْقَصِيرَةِ لِلْأَطْفَالِ أَنَّ اَلْفِرْقَةَ وَالصِّرَاعَ بَيْنَ اَلْأَفْرَادِ تَسَبَّبَ اَلضَّعْفُ وَالْهَوَانُ وَالتَّشَتُّتُ ، كَمَا حَصَلَ مَعَ قَطِيعِ اَلْإِبِلِ وَالْأَغْنَامِ اَلَّتِي خَسِرَتْ أَرْضُهَا بِسَبَبٍ فَرَّقَتْهَا، فَافْهَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ اَلذِّئْبَ لَا يَأْكُلُ مِنْ اَلْقَطِيعِ إِلَّا اَلشَّارِدَ فَاحْفَظْ هَذِهِ اَلْعِبْرَةِ.