جحا ومَرْضاة اَلنَّاسِ
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 26 يناير 2025فصول القصة
جحا ومَرْضاة اَلنَّاسِ
ذَهَبَ جُحَا وَابنُهُ يَوْمًا إِلَى إِحْدَى اَلْقُرَى وَأَرْكَبَ اِبْنُهُ عَلَى اَلْحِمَارِ فَصَادَفَهُ أَحَدهُمْ فَقَالَ: إِف مِنْ هَذَا اَلزَّمَانِ، اُنْظُرُوا كَيْفَ يَرْكَبُ هَذَا اَلْغُلَامْ وَيَتْرُك وَالِدُهُ اَلشَّيْخُ اَلْفَانِي يَمْشِي عَلَى قَدَمَيْهِ.
فَقَالَ اَلْوَلَدُ: أَبى أَلَمُ أَقَلَّ لَكَ اِرْكَبْ أَنْتَ؟ ! فَلَا تُعَانِدُنِي. فَرَكِبَ جُحَا وَنَزَلَ اَلْغُلَامْ، فَصَادَفَهُمَا جَمَاعَة فَقَالُوا: أَيلِيق بِهَذَا اَلشَّيْخِ اَلَّذِي قوى جِسْمه وذو صبر أَنْ يَدَعَ هَذَا اَلْغُلَامْ اَلْغَضّ يَمْشِي وَهُوَ يَرْكَبُ؟ فَأَخَذَ جُحَا اِبْنُهُ مِنْ يَدِهِ وَأَرْدَفَهُ وَرَاءَهُ على الحمار، وَعِنْدَمَا سَارَا قَلِيلاً صَادَفَهُمَا آخَرُونَ فَقَالُوا: تَأَمَّلُوا يَا نَاسُ هَذَا اَلرَّجُلِ... كَيْفَ يَرْكَبُ هُوَ وَابْنُهُ عَلَى اَلْحِمَارِ اَلضَّعِيفِ دون رحمة ولا شفقة؟
فَغَضِبَ جُحَا وَنَزَلَ هُوَ وَابْنُهُ وَسَاقا اَلْحِمَار يَرْمَح أَمَامَهُمَا وَهُمَا يَمْشِيَانِ بِذَلِكَ اَلْحَرِّ اَلشَّدِيدِ، فَصَادَفَهُمَا جَمَاعَة، فَقَالُوا: اَللَّهُ اَللَّهُ مِنْ هَذَيْنِ اَللَّذَيْنِ يَتْرُكَانِ اَلْحِمَارُ يَرْمَحْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ فِي هَذَا اَلْحرِّ؟ ! فَحَمَّلَ جُحَا اَلْحِمَارِ وَسَارَ بِهِ فَضَحِكَ اَلنَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالَ جُحَا يَا هَؤُلَاءِ، مِنْ يُسَلِّمُ مِنْ األسنَةِ اَلْخلق فَلِلَّهِ دَرَّهُ.