قصة الذُّبَابَةُ

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

تارخ آخر تحديث: 19 ديسمبر 2024

فصول القصة

قصة الذُّبَابَةُ

اسْتَيْقَظَ عَلِيُّ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ وَقَامَ مِنْ فِرَاشِهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَأَطْرَافَهُ، وَجَلَسَ حَوْلَ الْمَائِدَةِ لِتَنَاوُلِ وَجْبَةِ الْفُطُورِ الَّذِي أَعَدَّتْهُ لَهُ أُمُّهُ سَناءُ. وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَنَاوَلُ الْفُطُورَ، حَطَّتْ ذُبَابَةٌ فَوْقَ قِطْعَةِ خُبْزِهِ ثُمَّ عَادَتْ مِنْ جَدِيدٍ.

لَكِنْ هَذِهِ الْمَرَّةُ حَطَّتْ فَأَبْعَدَهَا بِيَدِهِ، فَوْقَ كَأْسِ الْحَلِيبِ، فَحَاوَلَ إِبْعَادَهَا، لَكِنَّهُ أَسْقَطَ الْكَأْسَ مِن فَوْقِ الطاولة وتَكَسْرَ الشيء الَّذِي أَغْضَبَهُ، فَأَخذ يَبْحَثُ عَن الذبَابَةِ يَمِيناً وَيَسَاراً دُونَ أَنْ يَعْثُرَ عَلَيْهَا.

وَفَجْأَةٌ حَطَّتِ الدُّبَابَةُ عَلَى خَذِهِ الْأَيْمَنِ، فَأَحَسُ بِالْغَيْظِ، فَأَرَادَ قَتْلَهَا بوَاسِطَةِ رَاحَةِ يَدِهِ، حَيْثُ ظَلَّ ثابِتا فِي مَكَانِهِ لَحَظَاتٍ مَعْدُودَاتٍ كَيْ يُفَاجِئ الذُّبَابَةَ، لَكِنْ بَدَلَ أَنْ يُصِيبَهَا لَطَمَ وَجْهَهُ بِقُوَّةٍ، وَصَرَخَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِع مِنْ شِدَّةِ الْأُلَمِ وَقَالَ: سَوْفَ أَقْضِي عَلَيْكِ أيتها الذبابة المشاكسة.

قصة الذُّبَابَةُ

وَقْتَذَاكَ اقْتَرَبَتْ أُمُّهُ سَنَاءُ مِنْهُ وَقَالَتْ لَهُ: دَع الدُّبَابَةَ وَتَابِعْ تَناوُلَ فُطُورَكَ بهدوءٍ، فَسَتَتَأَخَّرُ عَنْ مَوْعِدِ اَلْمَدْرَسَةِ إِذَا وَاصَلَتْ اَلْبَحْثَ عَنْ اَلذُّبَابَةِ ، فَوَاصِل تَنَاوُلِ فُطُورِكَ فِي هُدُوءٍ وَسَكِينَةٍ فَأَنا سَوْفَ أَتَخَلَّصُ مِنَ الذُّبَابِ باسْتِعْمَالِ مُبِيدِ الْحَشَرَاتِ عِنْدَ مُغَادَرَتِنَا الْمَنْزِلَ جَمِيعاً، وذلك تَقادِياً لأضراره السّلْبِيَّةِ للصحَةِ يَا بُني.

قصة الذُّبَابَةُ

اَلْعِبْرَة مِنْ اَلْقِصَّةِ :

تَعَلَّمْنَا هَذِهِ اَلْقِصَّةِ اَلْقَصِيرَةِ لِلْأَطْفَالِ أَنَّ لَا نَقْلَقُ وَلَا نَتَعَصَّبُ مِنْ اَلْأَحْدَاثِ اَلطَّبِيعِيَّةِ كَمَا حَصَلَ مَعَ عَلِي عِنْدَ إِفْطَارِهِ ، فَكَانَ مِنْ اَلْأَجْدَرِ أَنْ يَتَنَاوَلَ فُطُورُهُ بِهُدُوءِ وَيَتَجَاهَلُ اَلذُّبَابَةَ حَتَّى لَا يَضِيعُ وَقْتُهُ وَيُفْسِدُ فُطُورُهُ . تَعَلَّمْنَا كَذَلِكَ مِنْ قِصَّةِ اَلذُّبَابَةِ أَنَّ لَا نَسْتَعْمِلُ مُبِيدُ اَلْحَشَرَاتِ فِي بِالْبَيْتِ عِنْدَمَا يَكُونُ أَفْرَادُ اَلْعَائِلَةِ دَاخِلَ اَلْمَنْزِلِ لِأَنَّ مُبِيدَ اَلْحَشَرَاتِ سَامٌّ وَمُضِرْ بِالصِّحَّةِ.