كارل فيلهم شيله Carl Wilhelm Scheele
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 26 ديسمبر 2024محتوى المقال
كارل فيلهم شيله كان كيميائيًا سويديًا من أصل ألماني، يُعد واحدًا من أعظم العلماء في تاريخ الكيمياء. اشتهر باكتشافه العديد من العناصر والمواد الكيميائية، وكان من بين هذه الاكتشافات الأكثر شهرة هو الأكسجين، على الرغم من أن الاكتشاف الفعلي للأكسجين يُنسب في الغالب إلى جوزيف بريستلي وأنطوان لافوازييه. عمل شيله كان أساسًا في تطوير فهمنا للهواء وعناصره، وقد ساهم بشكل كبير في تطوير الكيمياء الحديثة. في هذا المقال، سنتناول حياة كارل فيلهم شيله، اكتشافه للأكسجين، وتأثيره على العلوم الكيميائية.
حياة كارل فيلهم شيله
النشأة والتعليم
- الولادة والنشأة: وُلد كارل فيلهم شيله في 9 ديسمبر 1742 في سترالسوند، التي كانت حينها جزءًا من السويد (الآن في ألمانيا). نشأ في أسرة ألمانية، وتعلم الكيمياء في شبابه عندما بدأ العمل كمتدرب في صيدلية.
- التعليم في الكيمياء: لم يتلق شيله تعليمًا رسميًا في الكيمياء، لكنه أظهر موهبة كبيرة في هذا المجال من خلال العمل في الصيدليات والتعلم من التجارب العملية.
المسيرة المهنية
- العمل في الصيدليات: خلال مسيرته المهنية، عمل شيله في عدة صيدليات في السويد وألمانيا، حيث أجرى تجارب كيميائية في وقت فراغه. كانت هذه التجارب التي أجراها في الصيدليات هي التي قادته إلى اكتشاف العديد من المواد الكيميائية الجديدة.
- البحث والاكتشاف: كانت أعمال شيله معروفة بتفصيلها ودقتها، حيث كان يدرس بشكل منهجي خصائص المركبات والعناصر الكيميائية.
اكتشاف الأكسجين
البحث في تركيب الهواء
- تجارب على الهواء: في سبعينيات القرن الثامن عشر، بدأ شيله في إجراء تجارب على الهواء، محاولاً فهم مكوناته. كان شيله يسعى إلى التعرف على المركبات المختلفة التي تشكل الهواء، مما قاده إلى اكتشاف عنصر جديد.
- اكتشاف غاز "النار": في عام 1772، تمكن شيله من عزل غاز وصفه بأنه "غاز النار" (نسبةً إلى قدرته على دعم الاحتراق). هذا الغاز هو ما نعرفه اليوم باسم الأكسجين.
التأثير العلمي لاكتشافه
- النشر المتأخر: على الرغم من أن شيله اكتشف الأكسجين قبل جوزيف بريستلي وأنطوان لافوازييه، إلا أن نشر نتائجه تأخر حتى عام 1777، بعد أن قام بريستلي ولافوازييه بنشر أبحاثهما عن الأكسجين. لهذا السبب، لم يحصل شيله على الاعتراف الكامل الذي يستحقه خلال حياته.
- التأثير على نظرية الفلوجستون: اكتشاف شيله للأكسجين كان له تأثير كبير على دحض نظرية الفلوجستون، وهي النظرية التي كانت تفترض أن عملية الاحتراق تعتمد على مادة خفية تُسمى "الفلوجستون".
اكتشافات أخرى لشيله
- اكتشافات متعددة: إلى جانب الأكسجين، اكتشف شيله العديد من المواد الكيميائية الأخرى، بما في ذلك الكلور، المنغنيز، وحمض الطرطريك. كانت هذه الاكتشافات مساهمة كبيرة في تطوير الكيمياء التحليلية.
- تأثيره على الكيمياء الحديثة: تُعد أعمال شيله في مجال الكيمياء من بين الأساسيات التي ساعدت في تشكيل فهمنا الحديث للمواد والعناصر الكيميائية.
تأثير كارل فيلهم شيله على العلوم
تطوير علم الكيمياء
- الأسس العلمية: ساهمت اكتشافات شيله في توفير الأسس العلمية لفهمنا للكيمياء. أعماله كانت ضرورية في تطوير الكيمياء التحليلية والتجريبية.
- دوره في تشكيل مفهوم العناصر: ساعدت اكتشافات شيله على تشكيل مفهوم العناصر الكيميائية كما نعرفها اليوم، وأسهمت في تطوير الجدول الدوري.
تأثيره على العلماء اللاحقين
- إلهام العلماء: ألهمت أعمال شيله العديد من الكيميائيين الذين جاءوا بعده، بما في ذلك همفري ديفي وهنري كافنديش. كما ساعدت أبحاثه في تشكيل اتجاهات جديدة في دراسة الغازات والمركبات الكيميائية.
- التطبيقات العملية: ساعدت اكتشافات شيله في تطوير العديد من التطبيقات العملية في الصناعات الكيميائية والطبية.
التكريم والإرث
- الاعتراف المتأخر: على الرغم من أن شيله لم يحصل على الاعتراف الكامل في حياته، إلا أن إرثه العلمي قد أُعيد تقييمه بعد وفاته، وأصبح يُعتبر اليوم أحد أعظم الكيميائيين في التاريخ.
- الإرث الدائم: يبقى إرث شيله حيًا من خلال اكتشافاته التي لا تزال تشكل جزءًا أساسيًا من الكيمياء الحديثة.
كارل فيلهم شيله كان كيميائيًا عبقريًا استطاع أن يكتشف الأكسجين وعددًا من العناصر الكيميائية الأخرى من خلال تجاربه الدقيقة. على الرغم من أنه لم يحصل على التقدير الكامل خلال حياته، إلا أن إرثه العلمي لا يزال مؤثرًا في الكيمياء الحديثة. اكتشافاته ساهمت في تطوير الفهم العلمي للمواد والعناصر، وما زال تأثيره ملموسًا حتى اليوم في مختلف المجالات العلمية والصناعية.