الطائر ذو الألوان السبعة
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 27 ديسمبر 2024فصول القصة
في غابة بعيدة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، عاش طائر صغير كان يختلف عن جميع الطيور الأخرى. كان هذا الطائر يحمل ألوان قوس قزح على ريشه، ولذلك كان يُعرف بالطائر ذو الألوان السبعة. لم يكن هناك طائر آخر يشبهه، وكان هذا يجعله يشعر أحيانًا بالوحدة.
كل صباح، كان الطائر ذو الألوان السبعة يغرد بأجمل الألحان، وكانت جميع الحيوانات في الغابة تحب سماع صوته. لكن رغم حبهم لأغانيه، كان الطائر يشعر بأنه لا ينتمي إلى هذه الغابة. كان يشعر بأنه مختلف جدًا، وكان يرغب في العثور على مكان يشعر فيه بأنه في وطنه.
البحث عن الانتماء
في أحد الأيام، قرر الطائر أن يغادر الغابة في رحلة بحث عن مكان يشعر فيه بالانتماء. طار بعيدًا عبر الجبال والوديان، محلقًا فوق البحيرات والأنهار. كان يبحث عن طيور تشبهه، لكنه لم يجد طائرًا واحدًا يحمل ألوان قوس قزح مثله.
بعد أيام من الطيران، وصل الطائر إلى وادٍ مليء بالزهور التي تحمل جميع ألوان قوس قزح. كانت الزهور تتلألأ تحت أشعة الشمس، وشعر الطائر بأن هذا المكان قد يكون موطنه الجديد. لكنه سرعان ما أدرك أن الزهور جميلة لكنها لا تستطيع أن تتحدث معه أو تشاركه الأغاني.
لقاء الطيور الأخرى
واصل الطائر ذو الألوان السبعة رحلته، حتى وصل إلى بحيرة كبيرة. كانت هناك مجموعة من الطيور المختلفة تتجمع حول البحيرة. كان هناك طائر أزرق، وآخر أحمر، وطائر أخضر، وآخر أصفر. كان كل طائر يحمل لونًا واحدًا فقط، وكانوا جميعًا يتحدثون ويغنون معًا بسعادة.
تردد الطائر ذو الألوان السبعة في الاقتراب، لكنه في النهاية قرر أن يجرب حظه. طار نحوهم وحياهم بصوته العذب. توقفت الطيور عن الغناء ونظرت إليه بدهشة. قال الطائر الأزرق: "ما أجمل ألوانك! لم نرَ طائرًا مثلك من قبل."
قال الطائر ذو الألوان السبعة بحزن: "أعلم أنني مختلف، ولهذا السبب كنت أبحث عن مكان أنتمي إليه." لكن الطيور الأخرى ابتسمت وقالت له: "الاختلاف هو ما يجعلنا جميعًا مميزين. لا يهم لون ريشك، ما يهم هو قلبك وصوتك الجميل. تعال وانضم إلينا!"
التعلم من التنوع
شعر الطائر ذو الألوان السبعة بالسعادة والراحة. أدرك أن ما كان يعتقده نقصًا هو في الحقيقة نعمة. انضم إلى الطيور الأخرى، وبدأ يغني معهم بأجمل الألحان. كان صوتهم جميعًا معًا يشكل سمفونية من الألوان والأصوات التي أدهشت جميع الحيوانات التي كانت تستمع لهم.
تعلم الطائر أن الانتماء ليس في أن تكون مثل الآخرين تمامًا، بل في أن تقبل اختلافك وتقدر تنوع الآخرين من حولك. أصبح الطائر ذو الألوان السبعة جزءًا من هذه المجموعة الجديدة من الطيور، وكان سعيدًا لأنه وجد مكانًا يمكنه أن يكون فيه نفسه.
الخاتمة
عاد الطائر ذو الألوان السبعة إلى الغابة التي ولد فيها، لكنه هذه المرة كان يحمل معه دروسًا جديدة عن الحياة. كان يعلم الآن أن جمال العالم يكمن في تنوعه، وأن الاختلافات بيننا هي ما تجعل الحياة أكثر إثارة وغنى. وبفضل هذا الفهم الجديد، عاش الطائر حياة مليئة بالسعادة والقبول، و في نشر ألوانه الجميلة وأغانيه العذبة في كل مكان يذهب إليه.