.

عُمَرْ يَحْكِي قِصَّةً لإخوته

تمت الكتابة بواسطة:

فصول القصة

عُمَرْ يَحْكِي قِصَّةً لإخوته

كَانَ يَوْمًا طَوِيلاً وَمُرْهَقًا لِكُلِّ اَلْأَطْفَالِ فِي اَلْحَيِّ. لَعِبُوا وَاسْتَمْتَعُوا بِالشَّمْسِ وَالْهَوَاءِ اَلنَّقِيِّ طَوَالَ اَلْيَوْمِ ، لَكِنْ اَلْآنَ حَانَ اَلْوَقْتُ لِلنَّوْمِ.

أَخَذَتْ أُمَّهَاتِهِمْ تَجْهِيزُهُمْ لِلنَّوْمِ، وَأَعْطَتْهُمْ اَلْحَلِيبَ اَلدَّافِئَ وَقَرَأَتْ لَهُمْ قِصَّةٌ قَبْلَ اَلنَّوْمِ. وَلَكِنْ هَذِهِ اَلْمَرَّةِ، قَرَّرَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ اَلْأَطْفَالِ أَنْ يَرْوُوا قِصَّةٌ قَبْلَ اَلنَّوْمِ بَدَلاً مِنْ اَلْأُمَّهَاتِ. بَدَأَ اَلطِّفْلُ عُمَرْ قِصَّتَهُ، وَكَانَتْ تَدُورُ حَوْلَ مُغَامَرَةٍ فِي اَلْغَابَةِ اَلسِّحْرِيَّةِ. يُحِبَّ اَلْأَطْفَالُ دَائِمًا اَلْقِصَصَ عَنْ اَلْأَمِيرَاتَ وَالْأُمَرَاءِ وَالسِّحْرِ ، وَلِذَلِكَ كَانُوا مُتَحَمِّسِينَ لِسَمَاعِ مَا سَيَحْدُثُ فِي اَلْقِصَّةِ.

كَانَتْ اَلْأَمِيرَةُ لَيْلَى تَعِيشُ فِي قَلْعَةٍ كَبِيرَةٍ مَعَ وَالِدَيْهَا اَلْمَلِكَ وَالْمَلِكَةِ. كَانَتْ جَمِيلَةً وَطَيِّبَةً ، وَكَانَتْ تُحِبُّ اَلْخُرُوجَ فِي رِحْلَاتٍ مَعَ أَصْدِقَائِهَا اَلْحَيَوَانَاتِ لكنهم كانو لا يبتعدون كثيرا خوفا من ساحر الغابة. فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ، قَرَّرَتْ اَلْأَمِيرَةُ لَيْلَى اَلْخُرُوجِ وَحْدَهَا فِي رِحْلَةٍ لِاسْتِكْشَافِ اَلْغَابَةِ اَلسِّحْرِيَّةِ.

لَكِنَّهَا وَقَعَتْ فِي فَخِّ اَلسَّاحِرِ اَلشِّرِّيرِ، اَلَّذِي كَانَ يُحَاوِلُ اَلسَّيْطَرَةَ عَلَى اَلْغَابَةِ. تَمَكَّنَتْ اَلْأَمِيرَةُ لَيْلَى مِنْ اَلْهُرُوبِ مِنْ اَلسَّاحِرِ ، وَلَكِنَّهَا عَثرَتْ عَلَى قَصْرٍ صَغِيرٍ فِي وَسَطِ اَلْغَابَةِ. دَخَلَتْ اَلْقَصْرَ وَوَجَدَتْ سَيِّدَةُ عَجُوزٍ تَسْكُنُ بِهِ، وَقَدْ قَالَتْ اَلْأَمِيرَةُ لَيْلَى لَهَا عَنْ مُغَامَرَاتِهَا وَالسَّاحِرُ اَلشِّرِّيرُ .

فَقَرَّرَتْ اَلسَّيِّدَةُ اَلْعَجُوزُ مُسَاعَدَتَهَا حتى تتمكن من العودة، وَأَعْطَتْهَا قُوَّةٌ سِحْرِيَّةٌ لِتُحَارِبَ بِهَا اَلسَّاحِرُ. عَادَتْ اَلْأَمِيرَةُ لَيْلَى إِلَى اَلْقَلْعَةِ وَتَحَدَّتْ اَلسَّاحِرَ.

كَانَتْ اَلْمَعْرَكَةُ طَوِيلَةً وَشَرِسَةً، لَكِنَّ اَلْأَمِيرَةَ تَمَكَّنَتْ مِنْ هَزِيمَةِ اَلسَّاحِرِ وَإِخْرَاجِهِ مِنْ اَلْغَابَةِ دون عودة. تَمَّ اِسْتِعَادَةَ اَلسَّلَامِ وَالنِّظَامِ فِي اَلْغَابَةِ، وَعَادَتْ اَلْأَمِيرَةُ لَيْلَى إِلَى اَلْقَلْعَةِ حَيْثُ كَانَتْ اَلْحَيَوَانَاتُ وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَهَا بِفَرَحٍ. اِسْتَمَرَّتْ اَلْقِصَّةُ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى نِهَايَتِهَا، وَكَانَتْ اَلْأُمَّهَاتُ تَتَفَاجَأُ بِقُدْرَةِ اَلْأَطْفَالِ عَلَى اَلسَّرْدِ وَالتَّخَيُّلِ.

وَبَعْدُ اَلِانْتِهَاءِ مِنْ اَلْقِصَّةِ، غَطَّوْا اَلْأَطْفَالُ وَناموا، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا مُتَحَمِّسِينَ جِدًّا لِلْقِصَّةِ اَلتَّالِيَةِ اَلَّتِي سَيَحْكُونَهَا فِي اَللَّيْلَةِ اَلْقَادِمَةِ. تَذَكُّرُ اَلْأَطْفَالِ هَذِهِ اَلْقِصَّةِ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ، وَتَعَلَّمُوا مِنْهَا أَهَمِّيَّةَ اَلصَّدَاقَةِ وَالشَّجَاعَةِ وَالْمُغَامَرَةِ . وَيَتَذَكَّرُونَ أَيْضًا أَنَّهُ بِغَضِّ اَلنَّظَرِ عَنْ كَمٍّ كَانَ اَلْيَوْمَ مُرْهِقًا ، يُمْكِنَ لِلْخَيَالِ وَالْقِصَصِ أَنْ تَجْعَلَ اَللَّيْلَةِ مَلِيئَةٍ بِالْمَرَحِ وَالْإِثَارَةِ . وَهَكَذَا ، تَنَامٍ أُمَّهَاتِهِمْ وَأَطْفَالِ اَلْحَيِّ بِسَلَامٍ ، مُتَحَمِّسِينَ لِلْقِصَصِ اَلْقَادِمَةِ فِي اَللَّيَالِي اَلْقَادِمَةِ.

عُمَرْ يَحْكِي قِصَّةً لإخوته