قِصَّة ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ

قِصَّة ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ

فُصُول قِصَّة اطْفَالٍ : ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ.

• اَلْفَصْل اَلْأَوَّل: ثَعْلُوبْ اَلْجَمِيل.

• اَلْفَصْل اَلثَّانِي: تَكبر ثَعْلُوبْ.

• اَلْفَصْلُ اَلثَّالِثُ: ثَعْلُوبْ وَالسُّلَحْفَاة.

• اَلْفَصْل اَلرَّابِع: خُطَّةُ اَلسُّلَحْفَاة.

• اَلْفَصْلُ اَلْخَامِسُ: سِبَاقُ اَلتَّحَدِّي.

• اَلْفَصْل اَلسَّادِس: فَوْزُ اَلسُّلَحْفَاةِ.

• اَلْفَصْل اَلسَّابِعِ: تَعَلُّمُ ثَعْلُوبْ اَلدَّرْس. وَالْعِبْرَةُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ اَلتَّوَاضُعِ.

اَلْفَصْلُ اَلْأَوَّلُ : ثَعْلُوبْ اَلْجَمِيل.

فِي غَابَةٍ لِلْحَيَوَانَاتِ، كَانَ هُنَاكَ ثَعْلَبٌ صَغِيرٌ يُدْعَى ثَعْلُوبْ . كَانَ ثعلوب جَمِيلاً وَلَكِنَّهُ كَانَ مَغْرُورًا وَمُتَكَبِّرًا. كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَفْتَخِرَ بِذَيْلِهِ اَلْجَمِيلِ وَالْكَثِيفِ وَيَتَبَاهَى بِجَمَالِهِ أَمَامَ بَاقِي اَلْحَيَوَانَاتِ فِي اَلْغَابَةِ.

قِصَّة ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ

اَلْفَصْل اَلثَّانِي : تَكْبُرَ ثَعْلُوبْ.

لَمْ يَكُنْ ثعلوب يَهْتَمُّ بِأَصْدِقَائِهِ وَلَا يَتَحَدَّثُ مَعَ أَحَدٍ مِنْ بَاقِي حَيَوَانَاتِ اَلْغَابَةِ فَقَدْ كَانَ يُحِبُّ فَقَطْ سَمَاعَ إِطْرَاؤهُمْ وَمَدْحُهُمْ لَهُ. كَانَ يَظُنُّ نَفْسَهُ أَفْضَلَ مِنْ اَلْجَمِيعِ وَهُوَ اَلْأَحَقُّ بِالِاهْتِمَامِ مِنْ طَرَفِ اَلْجَمِيعِ.

قِصَّة ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ

اَلْفَصْل اَلثَّالِثِ : ثَعْلُوبْ وَالسُّلَحْفَاةُ.

فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ، قَرَّرَ ثَعْلُوبْ اَلْمَشْيُ حَوْلَ اَلْغَابَةِ لِيَعْرِضَ جَمَالَهُ وَعَظَمَتَهُ عَلَى اَلْجَمِيعِ، وَقَدْ لَاحَظَ أَنَّ اَلْحَيَوَانَاتِ اَلْأُخْرَى فِي اَلْغَابَةِ تَبْتَعِدُ عَنْهُ وَتَتَجَاهَلهُ. لَكِنَّهُ لَمْ يَكْتَرِثْ لِتُكَبَّرِهُ، بَلْ وَاصَلَ مَسِيرَتَهُ بِفَخْرٍ. وَفَجْأَةٌ، سَمِعَ صَوْتًا غَرِيبًا. فَقَدْ كَانَتْ هُنَاكَ سُلَحْفَاةٌ صَغِيرَةٌ تَسْأَلُ ثَعْلُوبْ إِذَا كَانَ يُمْكِنُ أَنْ تبَادُلِهِ قَلِيلاً مِنْ اَلْحَدِيثِ.

قِصَّة ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ

لَكِنَّ ثَعْلُوبْ لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَحَدَّثَ مَعَ حَيَوَانٍ صَغِيرٍ اَلْحَجْمِ وَبَطِيءٍ كَالسُّلَحْفَاةِ، فَقَالَ بِغُرُورٍ، " أَنَا لَا أَتَحَدَّثُ مَعَ اَلْحَيَوَانَاتِ اَلصَّغِيرَةِ، اِذْهَبِي وَابْحَثِي عَنْ شَخْصٍ آخَرَ لِيَهْتَمَّ بِكَ."

قِصَّة ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ

اَلْفَصْل اَلرَّابِعِ : خُطَّةُ اَلسُّلَحْفَاةِ.

اِنْصَرَفْتُ اَلسُّلَحْفَاةُ وَالْحُزْنُ يَعْتَرِيهَا وَبعْد فَتْرَةٍ قَرَّرَتْ أَنْ تُلَقِّنَ ثَعْلُوبْ دَرْسًا قَاسِيًا يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّبَهُ، وَخَطَرَتْ بِبَالِهَا فِكْرَةً. فَقْدٌ قَرَّرَتْ تَحَدِّيَ لِيُونْ بِطَرِيقَةِ مَا. وَفِي اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي، عَرَضَتْ اَلسُّلَحْفَاةُ عَلَى ثَعْلُوبْ سِبَاقًا وَقَالَتْ لَهُ أَنَا سُلَحْفَاةٌ لِذَلِكَ سَأُجَارِيكُ فِي اَلْمَاءِ وَأَنْتَ تَجْرِي عَلَى اَلْيَابِسَةِ وَنَرَى مِنْ اَلْفَائِزِ اَلْأَوَّلِ اَلَّذِي يَصِلُ إِلَى اَلشَّجَرَةِ. وَمِنْ كَثْرَةِ غُرُورِ اَلثَّعْلَبِ لَمْ يَنْتَبِهْ إِلَى أَنَّ اَلسُّلَحْفَاةَ تَكُونُ أَسْرَعَ فِي اَلْمَاءِ وَيُمْكِنُهَا أَنْ تُجَارِيَهُ. وَكَذَلِكَ كَانَ طَرِيقُ ثَعْلُوبْ مَلِيءً بِالْحَوَاجِزِ مِمَّا يَجْعَلُ طَرِيقَهُ أَطْوَلَ.

اَلْفَصْل اَلْخَامِسِ : سِبَاقُ اَلتَّحَدِّي.

اِجْتَمَعَتْ حَيَوَانَات اَلْغَابَةِ عَلَى هَضْبَةٍ لِلتَّفَرُّجِ عَلَى اَلسِّبَاقِ اَلْمُشَوِّقِ وَهُمْ مُتَحَمِّسٌون وَمُتَمَنِّينَ اَلْفَوْزَ لِلسُّلَحْفَاةِ حَتَّى يَلْقَى ثَعْلُوبْ جَزَائِهِ، وَبَعْدٌ دَقَائِقِ صِفْرِ اَلطَّائِرِ مُشِيرًا لِبَدْءِ اَلسِّبَاقِ وَانْطَلَقَتْ اَلسُّلَحْفَاةُ بِكُلِّ طَاقَتِهَا فِي جَدْوَلِ اَلْمَاءِ مُسَرْعَتَا نَحْوَ اَلْهَدَفِ، بَيْنَمَا كَانَ اَلثَّعْلَبُ يَجْرِي وَيَتَجَنَّبُ اَلْأَشْجَارَ وَالْأَعْشَابَ اَلطَّوِيلَةَ وَحِينِهَا فَهْمُ اَلْفَخِّ وَأَدْرَكَ أَنَّ طَرِيقَ اَلسُّلَحْفَاةِ يَكُونُ أَسْهَلَ فِي اَلْجَدْوَلِ لِأَنَّهُ دُونُ عَوَائِقَ وَيُوَصِّلُ مُبَاشِرَةً لِلْهَدَفِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَيْأَسْ وَأَكْمَلَ مُسْرِعًا، وَلَكِنْ لِلْأَسَفِ لَمْ يَكُنْ جُهْدُهُ كَافٍ كَيْ يَسْبِقَ اَلسُّلَحْفَاةَ.

اَلْفَصْل اَلسَّادِسِ : فَوْزُ اَلسُّلَحْفَاةِ.

وَصَلَتْ اَلسُّلَحْفَاةُ إِلَى اَلْهَدَفِ وَعَيْنَاهَا تَلْمَعَانِ فَرَحًا وَبَهْجَتًا بِالْفَوْزِ أَمَامَ اَلْجَمِيعِ، وَلَمَّا وَصَلَ ثَعْلُوبْ وَجَدَ حَيَوَانَاتِ اَلْغَابَةِ فَرحَةً بِفَوْزِ اَلسُّلَحْفَاةِ، تَعَرَّضَ ثَعْلُوبْ لِلْإِحْرَاجِ اَلشَّدِيدِ وَالْخِزْيِ أَمَامَ اَلْجَمِيعِ، حَيْثُ كَانَ إِخْفَاقُهُ بِسَبَبِ غُرُورِهِ وَتَكَبُّرِهِ.

قِصَّة ثَعْلُوبْ اَلْمَغْرُورَ

وَعلمهُ دَرْسًا لَنْ يَنْسَاهُ، فِي اَلنِّهَايَةِ تَعَلُّمَ ثَعْلُوبْ أَنَّ اَلْجَمَالَ اَلْحَقِيقِيَّ لَيْسَ مَا يَبْدُو فِي اَلْمَظْهَرِ اَلْخَارِجِيِّ ، بَلْ فِي اَلنِّيَّةِ اَلصَّافِيَةِ وَالْقَلْبِ اَلطَّيِّبِ، فَقَدْ رَأَى كَيْفَ كَانَتْ اَلْحَيَوَانَاتُ تَفْرَحُ بِالسُّلَحْفَاةِ عَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ صِغَرِ حَجْمِهَا.

اَلْفَصْل اَلسَّابِعِ : تَعَلُّمُ ثَعْلُوبْ اَلدَّرْس. وَالْعِبْرَةُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ اَلتَّوَاضُعِ.

وَبَعْدَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ الحاسم، أَصْبَحَ ثعلوب أَكْثَرَ تَوَاضُعًا. وَبَدَأَ يُقَدِّرُ اَلْجَمِيعُ فِي اَلْغَابَةِ وَيُحَاوِلُ قَدْرُ اَلْمُسْتَطَاعِ تَصْلِيحَ مَا أَفْسَدَهُ غُرُورُهُ. وَبَعْدَهَا، عَاشَ ثَعْلُوبْ بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ فِي اَلْغَابَةِ، وَلَمْ يَعُودَ يُقَيِّدُ نَفْسَهُ بِالْغُرُورِ وَالتَّكَبُّرِ وَاكْتَسَبَ مُغَامَرَةً جَدِيدَةً فِي اَلْحَيَاةِ عَلَّمَتْهُ مَعْنَى اَلتَّوَاضُعِ وَحُبِّ اَلْغَيْرِ.