مريم والحديقة السحرية
تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم
تارخ آخر تحديث: 26 ديسمبر 2024فصول القصة
- اكتشاف الحديقة السحرية
- المغامرة الأولى: نهر الألوان المتغيرة
- المغامرة الثانية: شجرة الأسرار
- المغامرة الثالثة: بحيرة الأماني
- العودة إلى المنزل
في إحدى القرى الصغيرة الجميلة، عاشت فتاة صغيرة تُدعى مريم. كانت مريم تحب اللعب في الحقول والاستماع إلى حكايات جدتها عن الأماكن السحرية والأسرار المخبأة في كل زاوية من زوايا الطبيعة. ذات يوم، وبينما كانت مريم تتجول في الغابة القريبة، عثرت على بوابة قديمة مغلقة بأغصان من الزهور البرية.
اقتربت مريم من البوابة بحذر، ورفعت يدها لتلمس الزهور المتشابكة. فجأة، بدأت البوابة تفتح ببطء، وكأنها تستجيب للمسة مريم الرقيقة. رأت من خلف البوابة حديقة واسعة مليئة بالأشجار العالية والزهور الغريبة التي لم ترها من قبل. شعرت مريم بالحماس ودخلت إلى الحديقة.
اكتشاف الحديقة السحرية
ما إن دخلت مريم إلى الحديقة حتى شعرت بوجود سحر في الهواء. كان كل شيء ينبض بالحياة. الزهور تهمس بعضها لبعض، والفراشات ترفرف بأجنحتها لتشكل لوحات ملونة في السماء، والعصافير تغني أغاني عذبة. وبينما كانت مريم تستمتع بالجمال المحيط بها، سمعت صوتاً رقيقاً يقول: "مرحباً بك في الحديقة السحرية، يا مريم!"
التفتت مريم نحو الصوت ورأت عصفوراً صغيراً يتحدث! كان عصفوراً بلون أزرق براق وله عيون لامعة. قال العصفور: "أنا توتو، حارس الحديقة. لقد أتيت إلى هنا لأن الحديقة اختارتك لتكوني ضيفتها الخاصة اليوم. هل ترغبين في القيام بجولة سحرية؟"
أجابت مريم بحماس: "بالطبع، يا توتو! أريد أن أتعرف على كل شيء هنا."
المغامرة الأولى: نهر الألوان المتغيرة
قاد توتو مريم إلى نهر يتغير لونه مع كل خطوة. قال توتو: "هذا هو نهر الألوان المتغيرة. كل لون يمثل شعوراً مختلفاً. عندما تلمسين الماء، ستشعرين بالسعادة أو الهدوء أو الطاقة. جربي بنفسك!"
اقتربت مريم من النهر ووضعت يدها في الماء. تغير اللون إلى الأزرق البارد، وشعرت مريم بسلام داخلي يغمرها. قالت مبتسمة: "هذا رائع! أشعر وكأنني أطير."
ابتسم توتو وقال: "هذه هي قوة الطبيعة. تعلمي دائماً أن تستمعي إلى مشاعرك وتكتشفي كيف يمكن للطبيعة أن تهدئ روحك."
المغامرة الثانية: شجرة الأسرار
بعد النهر، قاد توتو مريم إلى شجرة كبيرة في وسط الحديقة. كانت أوراقها لامعة وتصدر أصواتاً خافتة. قال توتو: "هذه هي شجرة الأسرار. إذا أردت أن تعرفي شيئاً ما، فقط همسي بسرٍّ إليها، وستجيبك بطريقة سحرية."
اقتربت مريم من الشجرة وهمست: "ما هي أفضل طريقة لأكون صديقة جيدة؟"
تألقت أوراق الشجرة قليلاً، ثم سمعت مريم صوتاً ناعماً يقول: "كوني دائماً صادقة، وكوني متفهمة وملتزمة بدعم أصدقائك في أوقات الحاجة. الصداقة تعني أن تكوني هناك بقلب مفتوح."
ابتسمت مريم وقالت: "هذا درس جميل. سأحتفظ به دائماً في قلبي."
المغامرة الثالثة: بحيرة الأماني
قاد توتو مريم إلى بحيرة صغيرة تلمع تحت أشعة الشمس. قال: "هذه هي بحيرة الأماني. كل شخص يأتي هنا يمكنه أن يتمنى أمنية صادقة، وإذا كان قلبه نقيًا، قد تتحقق الأمنية."
أغلقت مريم عينيها وتمنت بصمت: "أتمنى أن أكون دائمًا شجاعة وطيبة القلب." ثم ألقت حجرًا صغيرًا في البحيرة، وشاهدت الدوائر تتسع على سطح الماء بهدوء.
قال توتو: "تذكري، يا مريم، أن الأماني تتحقق بالعمل الجاد والنوايا الطيبة. الحديقة تؤمن بكِ."
العودة إلى المنزل
بعد أن أمضت وقتًا رائعًا في الحديقة السحرية، شعرت مريم بأن الوقت قد حان للعودة إلى المنزل. قالت لتوتو: "شكرًا لك على هذه المغامرة الجميلة. تعلمت الكثير اليوم."
ابتسم توتو وقال: "نحن سعداء بوجودك هنا يا مريم. تذكري أن السحر يكمن في كل مكان من حولك إذا كنتِ مستعدة لرؤيته. عودي إلينا متى شئتِ."
عندما غادرت مريم الحديقة وعادت عبر البوابة، وجدت نفسها مجددًا في الغابة القريبة من قريتها. شعرت بالامتنان لتلك التجربة الرائعة، وعادت إلى منزلها لتخبر أهلها وأصدقائها عن مغامرتها في الحديقة السحرية.
نامت مريم تلك الليلة وهي تبتسم، تحلم باليوم الذي تعود فيه إلى الحديقة السحرية لاكتشاف المزيد من العجائب والدروس الجميلة.