.

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

تمت الكتابة بواسطة: عبد الحكيم

فصول القصة

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

أَرْسَلَ اللهُ نَبِيَّهُ دَاوُدَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ فَقَدْ كَانَ مَلِكًا نَبِيَا, وَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِأَنْ جَعَلَ لَهُ الْحَدِيدَ يَلِينُ فِي يَدِهِ لِيَصْنَعَ مِنْهُ الدَّرُوعَ لِتَحْمِيَهُمْ فِي الْحَرْبِ, وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يُحِبُّونَهُ بَعْدَ أَنْ خَلَّصَهُمْ مِنْ ظُلْمِ جَالُوتَ الْمَلِكِ الظَّالِم وَقَتَلَهُ أَمَامَ جُنُودِهِ، وَكَانَ جَالُوتُ يَرْتَدِي دُرُوعَهُ حِينَ قَتَلَهُ نَبِيُّ اللَّه دَاوُدَ، فَخَافَ جُنُودُ جَالُوتَ لَمَّا رَأَوْهُ قَتِيلًا وَهَرَبُوا .

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

وَعَلمَ الله نبيَّهُ دَاوُدَ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ بِالْعَدْلِ فَأَرْسَلَ له مَلَكَيْن قَالَا لَهُ جِئْنَا لِكَيْ تَحْكُمَ بَيْنَنَا، فَسَأَلَهُمْ سيدنا دَاوُدُ عَنْ قَضِيَّتِهِمَا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِنَّ هَذَا أَخِي يَمْتَلِكُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ نَعْجَةً، وَأَنَا أَمْتَلِكُ نَعْجَةً وَاحِدَةً ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا مِنِّي لِيُكْمِلَ الْمِائَةَ فَتَسَرَّعَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْحُكْمِ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ كَلَامَ الْآخَرِ وَقَالَ لَهُ إِنَّ أَخَاكَ ظَلَمَكَ، وَمَا إِنْ أَكْمَل نَبِيُّ اللَّه دَاوُدُ حُكْمَهُ حَتَّى اخْتَفَى الرَّجُلَانِ فَجأةً دُونَ أنْ يَخْرُجَا مِن الْبَابِ،

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

فَأَدْرَكَ أَنَّ هَذَيْنِ مَلَكَانِ أَرْسَلَهُمَا اللَّهُ لِيُعَلِّمَاهُ أَنْ يَسْمَعَ مِنَ الْخَصْمَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمَا ، فَاسْتَغْفَرَ سيدنا دَاوُدُ رَبَّهُ. وَكَانَ لِنَبِيَ اللَّهِ دَاوُدُ صَوْتٌ جَمِيلٌ، فَإِذَا قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ وَسَبَّحَ لِلَّهِ سَبَّحَتْ مَعَهُ الْجِبَالُ وَالطَّيْرُ لِعُذُوبَةِ صَوْتِهِ، وَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَزَقَهُ ابْنَهُ سُلَيْمَانَ نَبِيًّا وَمَلِكًا مِنْ بَعْدِهِ.

نَبِيِّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

وَرثَ نَبِيُّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ النَّبُوَّةَ وَالْمُلْكَ مِنْ أَبِيهِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَسَأَلَ رَبَّهُ مُلْكًا لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَسَخَّرَ اللَّهُ لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ، وَسَخَّرَ لَهُ الْجِنَّ وَالشَّيَاطِينَ، وَالْإِنْسَ وَالطَّيْرَ يَأْتَمِرُونَ بِأَمْرِهِ, وَعَلَّمَهُ اللَّهُ لُغَةَ الطُّيُور.

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ تَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَلَمْ يَجِدِ الْهُدْهُدَ، فَغَضِبَ وَقَرَّرَ أَنْ يَذْبَحَهُ إِنْ لَمْ يَأْتِ بِسَبَبٍ مَعْقُول لِغِيَابِهِ. فَلَمَّا حَضَرَ اِعْتَذَرَ عَنْ غِيَابِهِ وَقَالَ: كُنتُ فِي مَدِينَةِ سَبَا بِبِلَادِ الْيَمَنِ فَرَأَيْتُ مَلِكَةَ هَذِهِ الْبِلَادِ وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسَ مِنْ دُونِ الله،

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

فَغَضِبَ نَبِيُّ اللَّه سُلَيْمَانُ وَأَرْسَلَ الْهُدْهُدَ بِرِسَالَةِ إِلَيْهَا. يَدْعُوهُم إِلَى الْإِسْلَامِ, فَعَرَضَتِ الرِّسَالَةَ عَلَى قَوْمِهَا وَأَرْسَلَتْ لَهُ هَدِيَّةً عَظِيمَةً . لَكِنَّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَقْبَلُهَا وَتَوَعْدَهُمْ بِأَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِمْ بِجُنُودِهِ, فَخَافَتْ عَلَى شَعْبِهَا وَقَرَّرَتِ الذَّهَابَ إِلَيْهِ، فَأَمَرَ جُنُودَهُ أَنْ يَبْنُوا لَهَا قَصْرًا عَظِيمًا وَجَعَلَ أَرْضَهُ مِنَ الزُّجَاج الشَّفَّافِ كَأَنَّهُ مَاءً ، لِيُريَهَا عِظَمَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأَمَرَ جَنُودَهُ أَنْ يُحْضِرُوا عَرْشَهَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا وَصَلَتْ بَلْقِيسُ وَنَظَرَتْ إِلَى أَرْضِ الْقَصْرِ ظَنَّتْهَا بَحَيْرَةً مِنَ الْمَاءِ، فَرَفَعَتْ أَطْرَافَ ثَوْبِهَا لِكَيْ لَا يَبْتَلُّ

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

ثُمَّ رَأَتْ عَرْشَهَا أَمَامَها فَتَعَجَّبَتْ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهُ سُلَيْمَانُ بِأَنَّ الَّذِي أَحْضَرَهُ أَحَدُ جُنُودِهِ فِي أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ فَعَلِمَتْ "بَلْقِيسُ " أَنَّ سُلَيْمَانَ نَبِيُّ اللَّهِ، وَأَعْلَنَتْ إِسْلَامَها وَتَوْبَتَهَا، وَآمَنَ مَعَهَا قَوْمُهَا لَمَّا عَادَتْ إِلَيْهِمْ.

نَبِيّ اللَّه دَاوُد وَسُلَيْمَان عَليْهِمَا السَّلاَم

إقرأ المزيد من قصص الأنبياء للأطفال:

نَبِيُّ اللَّهِ زَكَرِيَّا ويَحْيَى وعِيسَى عَلَيْهِم السَّلَامُ

نَبِيِّ اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قِصَّة نَبِيّا اَللَّه صَالِحٌ وَشُعَيْبْ عَلَيْهِمَا اَلسَّلَامُ

نَبيُّ اللَّهِ يوسُف عَليهِ السَّلام